ضرب أمن واستقرار مصر في مقتل هو بالفعل الهدف الحقيقي من وراء حادث انفجار السيارات المفخخة أمام كنيسة الإسكندرية وغيره من الحوادث التي وقعت في الماضي وليس من المستبعد حدوث مثلها في المستقبل. أعداء مصر في كل زمان لا يريدون أن يشتد ساعدها أو أن تنهض، ولسوف يستخدمون في سبيل تحقيق ذلك أخس وأحقر الوسائل وسينفقون ليس ملايين الدولارات بل المليارات من أجل إضعاف مصر، وذلك لأنهم تعلموا دروس التاريخ وأيقنوا أنه عندما تقوي مصر وتنهض، تقوي وتنهض وتتقدم المنطقة المحيطة بأسرها، بينما تتوه المنطقة في غياهب الخلافات والنزاعات وتظهر الزعامات الوهمية وتطفو علي السطح عندما تغيب مصر ويغيب دورها. أعداء مصر يتوهمون أنهم بأفعالهم الدنيئة ومؤامراتهم الخسيسة يستطيعون أن يشقوا وحدة المجتمع ويفرقوا بين المسلم والمسيحي ويستعينوا علي تحقيق مآربهم لتدمير المجتمع الذي ظل لمئات السنين بنيانا متماسكاً قوياً ببعض ضعاف النفوس الذين تغريهم الدولارات التي أصبحت تتدفق من جهات مشبوهة من الخارج والمسخرة لهدف تركيع مصر، متخذة من شعللة النار بين عنصري الأمة وسيلة لإجهاض كل الجهود التي تبذل من أجل استنهاض همة »الزعيم« أو النجم الذي تختل منظومة الكواكب من حوله لغيابه أو لتعطله نتيجة لظروف عارضة. أعداء مصر بما فعلوه في الماضي ويفعلونه الآن وسوف يستمرون في فعله في المستقبل للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين يتناسون أن دم المسلم والمسيحي امتزجا علي مدار الزمن دفاعا عن تراب مصر الطاهر، وأن المسلم والمسيحي كانا وسيظلان يداً واحدة وحائط صد منيعا في مواجهة كل من تسول له نفسه أو يصور له خياله المريض أنه سوف ينجح في يوم من الأيام أن يحول شوارع مصر وحواريها إلي ميدان للمعارك والصدام بين المسلم والمسيحي. لقد بكيت بالدمع وأنا أري علي شاشة التليفزيون صورة السيدة المسيحية المذعورة من هول الانفجار الذي وقع أمام الكنيسة، وبكيت وأنا أسمعها رغم هول الموقف ترفض أن ينسب هذا الفعل إلي مسلم وتقول بأن ما حدث لا يمكن أن يكون من فعل إنسان مؤمن بربه وبكتابه العظيم الذي يحثه علي حماية النفس الإنسانية، ويوجهه ويعلمه بأن من قتلها فكأنما قتل الناس جميعاً وأن من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً.. وأنا بدوري أقول مع هذه السيدة، وأؤكد وبكل ثقة أن مرتكب هذا الحادث البشع لا يمكن أن يكون إلا إنساناً مأجوراً أعمته حفنة من الأموال القذرة التي قدمتها له أياد قذرة مغرضة متربصة تحركها وتمولها من وراء ستار عصابة من الكارهين لمصر ولشعبها المسلم والمسيحي. إن مثل هذا الحادث الدنيء وغيره من الحوادث التي أصبحت تتكرر علي مسافات زمنية متقاربة، لهي جرس إنذار للمسلم والمسيحي علي السواء لكي ينتبهوا إلي أن بلدهم مصر في خطر، وأنه مستهدف من أعداء قد يكونون غير ظاهرين أمام الأعين، ولكنهم معروفون تماماً من بصمات جرائمهم. لقد آن الأوان لأن نفيق وننتبه، وألا ننساق وراء الأفكار الهدامة التي يتعمد أعداء مصر أن ينشروها خاصة بين الشباب بأن هناك عداء بين المسلم والمسيحي، فالأرض أرضنا والدم الذي يجري في عروقنا دم مصري تغذي من طينة وماء النيل.. وصدقوني أننا لو استسلمنا لمن يتعمدون إشعال الفتنة فإن نارها سوف تأتي في يوم من الأيام علي الأخضر واليابس ونندم حيث لا ينفع الندم. [email protected]