عبدالغفار شكر من أهم حسنات ثورة 52 يناير أنها فتحت الباب أمام تنظيمات الاسلام السياسي والجماعات السلفية للاندماج في العملية السياسية تحت رقابة الرأي العام، لأن هذا التطور يتيح للشعب فرصة التعرف علي هذه الجماعات والتنظيمات بما تمارسه علي أرض الواقع وليس بما تقوله عن نفسها، فهي تتقدم الي المجتمع باعتبارها حامي حمي الاسلام الحريص علي استرجاع مجد الاسلام وتطبيق الشريعة بالعودة الي مصادرها الأولي القرآن الكريم والسنة النبوية. وقد تشكلت لدي الشعب صورة عن هذه الجماعات أنها مضطهدة حاربتها النظم السابقة وحاصرتها أجهزة الأمن وضيقت عليها الخناق، ودفع الكثيرون من اعضائها ثمنا غاليا من أرواحهم وحرياتهم دفاعا عن تمسكهم بعقيدتهم. وبعد الثورة لم تعد جماعة الاخوان المسلمين محظورة بل أصبحت في الحكم بفوز أحد اعضائها برئاسة الجمهورية وتولي البعض الآخر مناصب الوزراء والمحافظين وكبار المسئولين في الدولة كما خرجت الي السطح الجماعات الاسلامية السلفية من خلال أحزاب متعددة وقامت الجماعات الجهادية التي مارست العنف المسلح والقتل والتخريب بإنشاء أحزاب سياسية وشاركت في الانتخابات. ومن خلال الممارسة يكتشف المواطنون يوميا أن أعضاء التنظيمات الاسلامية بشر لهم حسناتهم واخطاؤهم منهم من يكذب ومن يعتدي بالضرب علي المنافسين ويقدم الرشاوي الانتخابية للفقراء ومن يمارس الرذيلة ومن يفتري بالكذب علي الآخرين، وهي جميعا وقائع موثقة بالصوت والصورة في وسائل الاعلام، ومن خلال متابعة المواطنين لممارسات تنظيمات الاسلام السياسي يتأكد لهم أن العبرة ليس بما تقوله عن نفسك ولكن من خلال ماتفعله علي أرض الواقع. وقد شهدت مصر خلال العامين الماضيين العديد من الاخطاء التي ارتكبها السلفيون وانشقاقاتهم وخلافاتهم أي أنهم كالآخرين ولايبقي أمام الناس للمفاضلة بين الجميع سوي مايدعون اليه من أهداف. هنا تصبح الأفضلية عند الشعب لمن يدافع عن حقوقه ويناضل من أجل تحسين أحواله وتحقيق العدالة الاجتماعية واعادة تنظيم الاقتصاد بما يلبي احتياجاتهم الضرورية. وفي هذا تتفوق الاحزاب الاشتراكية والليبرالية علي تنظيمات الاسلام السياسي. أما العبادات والتدين فانها علاقة خاصة بين الانسان وربه لا دخل لأحد من البشر فيها.