هوجو شافىز وصفوه بالأسد المناضل .. ونصير الفقراء .. إنه الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو شافيز، الذي توفي منذ أيام بعد صراع مع مرض السرطان. كان شافيز، الذي ولد في عام 1954 في بيت جدته من أبيه، أحد أبرز زعماء امريكا اللاتينية وأكثرهم إثارة للجدل علي مدار 14 عاما قضاها في السلطة.. ولد شافيز في بلدة سابانيتا الفقيرة بولاية باريناس، وهو الابن الثاني من بين 7 أخوة لعائلة عاشت حياة فقر مدقع، حيث اضطر وهو مراهق للعمل كبائع للحلوي في طرقات وشوارع البلدة. كانت حياة الفقر قاسية عليه، ولم يستطع عبورها الي الأفضل الا في عام 1971 حين دخل الأكاديمية العسكرية. وبرز اسمه بعد قيامه في عام 1992 بما أسماه "عملية زامورا" وهي انقلاب فاشل قاده للاطاحة برئيس البلاد آنذاك، كارلوس أندريس بيريس، فذاق طعم السجن طوال عامين. وبعد خروجه من السجن عمل شافيز علي تأسيس حزبه السياسي " حركة الجمهورية الخامسة" ليبدأ منه مرحلة جديدة في الحياة السياسية. وقرر شافيز أن يخوض الانتخابات الرئاسية، وحظي بمساندة اليساريين والطبقات الفقيرة مما جعله يكتسح الانتخابات الرئاسية بأكثر من نصف الأصوات وذلك في ديسمبر 1998. وفي 2002 قامت بعض القيادات العسكرية والنقابية بدعم من الكنيسة بمحاولة تنظيم انقلاب ضد شافيز، ويأتي من خلف الجميع الولاياتالمتحدة التي عملت كعامل دعم ومحفز للانقلاب. وتم اعتقال شافيز ولكن هذه المحاولة باءت بالفشل وخرج شافيز مرة أخري بعد 48 ساعة من اعتقاله، وذلك بسبب إعلان المدعي العام الفنزويلي أن تغيير الرئيس غير دستوري حتي ولو كان قد تقدم باستقالته لأنه لا بد أن تقبل الاستقالة من قبل البرلمان حتي تصبح سارية المفعول. كانت عودة شافيز للسلطة مرة أخري لطمة علي وجه أمريكا والتي لم تتوقع هذه العودة السريعة له. وقد كان شافيز عدوا لدودا للولايات المتحدة، حيث كان يقف ضد سياسة الامبريالية الامريكية وندد أكثر من مرة ومناسبة بسياسات أمريكا الاستعمارية . ويرجع الغضب الأمريكي من شافيز وسياساته لعدم تمكنها من إحكام السيطرة علي النفط الفنزويلي، بالاضافة الي مصادقته للعديد من الدول التي لا تنعم بالرضا الأمريكي مثل إيران وكوبا وليبيا والصين والعراق وتصريحاته بانتقاد السياسية الأمريكية بالقضاء علي الإرهاب بالإرهاب ومحاولتها فرض سيطرتها علي الدول وإخضاعها تحت سيادتها. وعمل شافيز علي مناهضة العولمة ورفض سياسة القطب الأوحد وقام بالعديد من الإصلاحات الداخلية والتي تنصف الفقراء. فقام بإعادة توزيع الأراضي علي الفقراء بعد أن كانت حكراً في يد فئة قليلة من الأغنياء. وعرف بدفاعه عن الطبقة الكادحة، وصدامه برجال الدين لتجاهلهم للفقراء. وشافيز، الذي هزمه المرض، كان الوحيد بين قادة دول أمريكا اللاتينية الذي أدان الاحتلال الأمريكي للعراق. وزار الجزائر وعزز معها العلاقات، وأطلق اسم الأمير عبد القادر الجزائري علي ميدان بكاراكاس، ثم نصبوا فيها تمثالا للأمير الثائر، ردا علي بادرة قامت بها الجزائر في 2009 حين رفعت نصبا تذكاريا في عاصمتها لسيمون بوليفار، الذي يتبني شافيز منهجه والمعروف بمحرر 7 دول أمريكية لاتينية من الاستعمار الاسباني. ومن المعروف عن تشافيز حديثه المتفاخر عن الشعب الفنزويلي من خلال برنامج تلفزيوني اسبوعي باسم "مرحبا ايها الرئيس"، يتحدث من خلاله عن افكاره السياسية الي جانب غنائه والرقص بعيدا عن الرسميات. ومن اشهر كلماته عقب فوز أوباما بالرئاسة خلفا لجورج بوش الابن " "لم نعد نشم رائحة البارود كما اعتدنا، لقد حلت محلها رائحة الامل ويجب ان نستشعر هذه الرائحة الجديدة في قلوبنا". وكان شافيز من أشد مؤيدي القضايا العربية والفلسطينية وقد وصف نفسه في أكثر من مناسبة بأنه ناصري العقل والهوي.