إذا كنت تسير في طريق فتجد في نهايته صخرة كبيرة تمنعك من المرور كل مرة تحاول فيها العبور فلابد لك ان تتخذ موقفا ما، فالصخرة لن تتحرك من مكانها، ومن وضعها لن يرفعها.. عليك انت ان تبحث عن طريقة لتتفادي تلك الصخرة و تنتصر علي واضعها... هذا بالضبط وضعنا منذ يوم التنحي... كلما اقتربنا من خطوة جديدة نحو الديمقراطية، فلو عدنا بالذاكرة الي الوراء سنجد أن ما نقوله الآن ظللنا نردده علي مدي العامين السابقين، كلما اقترب موعد انتخابات او استفتاء، تشتعل المظاهرات والتي يكون للكثير منها سبب وجيه في بادئ الامر، ثم تتحول فجاة الي حالة من العنف والعنف المضاد وتتحول المطالبات الي مبالغات غير مفهومة، ثم تتعالي الاصوات مطالبة بالتأجيل لان الوضع العام في البلاد لا يسمح، يلي ذلك هتافات ضد القوة القائمة علي الحكم، حدث ذلك في احداث محمد محود، ومجلس الوزراء و عندما تم تعرية احدي المتظاهرات، و حين تم القاء جثث متظاهرين في صناديق القمامة.. وبعد ان تتم الانتخابات او الاستفتاء تهدأ الامور، و بمجرد ان نقترب من خطوة جديدة يظهر العنف من حيث لا ندري، ما اريد قوله هو ان ما يتم من حولنا يتبع نفس الوتيرة، و من يقوم به لا يكلف نفسه حتي عناء التغيير او التجديد وكأنه يعتبرنا بلهاء اقصي ما يقوم به هو زيادة حدة العنف.. لا اعرف متي سنتخلص من هذه الحلقة المفرغة التي تنصب حولنا و بغباء.. ولكن الأكيد اننا لابد وان نجد طريقا للخلاص، بالطبع هذا مطلب لا نوجهه للبسطاء فمن لا يجد قوت يومه ولا يجد منزلا يحميه من اطفال الشوارع و غيرهم لا يمكن ان نطالبهم بالتغير، وانما هذا مطلب لمن يدعون انهم النخبة، علي النخبة ان تفكر وتتصرف كنخبة، فتضع حلولا جادة لتستعيد ثقة الشارع و تحمي البسطاء.