عبدالغفار شكر انتشرت الدعوة الي العصيان المدني من بورسعيد الي العديد من المدن.ولايعلم الكثيرون أن العصيان المدني هو حاله شعبيه وليس قرارا يصدر من جماعة سياسية، فهو أرقي أشكال الاحتجاج السلمي،يلجأ اليه الشعب عندما يعجزعن مواصلةالعيش في ظل الاوضاع السياسيه والاقتصادية القائمة، ولايكون أمامه مخرج من هذا الوضع الا الرفض الكامل للعمل في ظله فيمتنع عن العمل ويمتنع عن التعامل مع أجهزة الدوله، عندها يسود الاضراب العام المجتمع كله ولاتجد السلطات الحاكمه مفرا من الانسحاب من الساحة السياسية والتخلي عن السلطة ليمارس الشعب العمل من جديد بادئا باقامة سلطة جديدة تتعهد بتغيير الاوضاع التي لجأ الشعب الي العصيان المدني اعتراضا عليها. هناك مثال واضح للعصيان المدني بهذا المفهوم في السودان سنة 1964 في مواجهة الحكم العسكري بقيادة الفريق ابراهيم عبود ، الذي سلم السلطة لجبهة الاحزاب السياسيه عندما امتنع الشعب السوداني بكل طوائفه عن العمل احتجاجا علي سياسات الحكم العسكري. وتؤكد العديد من التجارب أن الدعوة للعصيان المدني لاتنجح الا اذا سبقها ممارسة الاضراب والاعتصام في العديد من القطاعات تكتسب من خلالها الحركة الشعبية خبرة التعبئة الجماهيرية وتنظيم التضامن الجماعي وتوسيع المشاركة الشعبية، وبدون هذه الأعمال التمهيديه لايمكن أن تنجح الدعوة الي العصيان المدني. هكذا يمكن النظر الي الدعوات المتكررة للعصيان المدني في مصر، فهي تطرح مطلبا لم تنضج ظروفه بعد ، وتدعو الي القفز علي الواقع في ظل فراغ سياسي لايجد من يملأه ، لأن معظم الأحزاب السياسية ماتزال في طور التأسيس ولم تستكمل بنيانها بعد،ولم تحصل علي النفوذ الجماهيري الكافي لقيادة حركه جماهيريه منظمه واسعه مؤهله لقيادة العصيان المدني، ربما تكون هناك اشارات في بعض المواقع وفي بعض القطاعات الي استعدادها للاضراب أو الاعتصام، لكن هذه الحاله لم تصل بعد لتصبح حاله شاملة يقرر الشعب المصري عندها العصيان المدني أو الاضراب العام ومن واجبنا جميعا حكومة ومعارضة أن نبحث عن مخرج من الأزمة بدلا من الاكتفاء بمراقبة مايجري من تداعيات تدفع البلادالي الهاوية، وأن نعمل في نفس الوقت لبناء حركه سياسية منظمة قادرة علي قيادة الجماهير نحو أهداف محددة ممكنة التحقيق تفتح الباب لتجاوز الأزمة وتمهد للحصول علي مكاسب شعبية من خلال الضغط المتواصل لصياغة سياسات جديده تلبي مطالب هذه الجماهير.