المشهد في الشارع لا يدعو إلي الاطمئنان.. مظاهرات واحتجاجات لا تنقطع وصدام دموي.. وعصيان مدني تمتد اثاره إلي عدد من المحافظات والنتيجة انقسام حاد ووطن تمزقت أوصاله.. ثورة من الغضب تزداد إشتعالا ويستعر لهيبها يوما بعد يوم ومظاهر العنف تتكرر وتتجدد مع تجدد المظاهرات والاحتجاجات.. وبالرغم من حدة الاحتقان والغضب فإن المسئولين لا يملكون غير نبذهم للعنف واستنكارهم له ووقوفهم ضده.. وغالبا ما يؤدي تجاهل ما يحدث إلي اشتعال الموقف وازدياد العنف واستمراره وتصاعده خاصة ان جميع القوي المختلفة والمتناحرة قد شغلتها مصالحها الخاصة وصراعها علي السلطة ونسيت أن الجماهير قد سئمت من تلك الخلافات والنزاعات والصدامات بين تلك القوي وفي وقت كان لابد لهذه القوي أن تتنبه إلي أن الغالبية العظمي من الناس قد كرهت حالة الانفلات والفوضي والعنف وغيبة القانون.. والخطر كل الخطر أن تصل الأمور إلي الدرجة التي يفقد فيها الشعب ثقته في تلك القوي السياسية و المسئولين وأصحاب السلطة ويتحول صبره إلي ثورة غضب تحرق في طريقها الاخضر واليابس.. ولكن قبل أن يحدث مالا يحمد عقباه وحتي تهدأ الامور ويسترد هذا الوطن شيئا من الاستقرار فلابد من الاسراع بالبحث عن حل فوري للخروج من هذا المأزق الخطير ولن يتحقق ذلك ولن يكون هناك أمن أو استقرار إلا بالتوصل إلي صيغة للمصالحة الوطنية والتخلي عن العناد .