الكل يتبرأ من العنف في العلن، ويستنكره امام الميكروفونات، ولكنه للأسف موجود، وللاسف ايضا يزداد وتتعدد اماكن ظهوره، وتتنوع اشكاله والوانه، ما بين الحجارة التي يتم قذفها في الوجوه، او اسقاطها علي الرؤوس، وزجاجات المولوتوف التي يتم القاؤها علي المباني والمنشآت والسيارات وحتي البشر، وصولا الي الاسلحة البيضاء، والاسلحة النارية والخرطوش، المستخدمة للطعن او الاصابة او القتل. اي اننا امام عدة حقائق موجودة وقائمة علي ارض الواقع، لابد من الوقوف امامها بالفحص والتدقيق، رغم حالة الضبابية والسيولة وعدم اليقين، التي تغلف الاجواء المحيطة بنا، وبالرغم من حدة الاحتقان، والغضب والقلق الذي يعتمل في نفوسنا جميعا، ويكاد يجرفنا في طريقه بعيدا عن جادة الصواب والحكمة وسلطان العقل. يأتي في المقدمة من هذه الحقائق، ذلك الذي نراه ونتابعه ونلمسه من مظاهر واحداث ووقائع، موجودة وقائمة علي الارض، لعنف يزداد وينتشر في كل مكان، وكل يوم، وهو ما يعني بكل قياس عقلي ومنطقي، ان هناك من يقف وراءه بالتخطيط والتنفيذ، والرعاية،...، وايضا بالتمويل، حيث ان جميع هذه الافعال العنيفة لها تكلفة، وهناك بالقطع من يدفع هذه التكلفة. والحقيقة الثانية تتجلي فيما نراه ونقرأه ونسمعه كل يوم علي ألسنة جميع الرموز السياسية والناطقين بلسان القوي والتيارات المختلفة، في جميع اجهزة الاعلام، المرئية والمسموعة والمقروءة، سواء في الفضائيات او الاذاعات او الصحف، والذي يؤكدون فيه نبذهم للعنف واستنكارهم له ووقوفهم ضده. ولكن رغم هذا القول الذي نسمعه من الجميع، فإن العنف مازال موجودا ومستمرا ومتواصلا، بل يزداد، وهو ما يدعونا الي لفت نظر جميع القوي المختلفة والمتناحرة، الي حقيقة مؤكدة يبدو انهم لا يلتفتون اليها كثيرا، ولم تلق منهم الاهتمام الواجب والضروري،..، وهي ان عموم الناس، والغالبية العظمي من ابناء هذا الوطن، ان لم يكن جميعهم، قد سئموا خلافاتهم، وتنازعهم وصداماتهم،..، وكرهوا حالة الانفلات والفوضي والعنف وغيبة القانون. يا سادة احذروا غضبة الشعب اذا ما فقد الثقة فيكم جميعا.