الحراك السياسي الكبير .. غير المسبوق .. الذي يقوم به الحزب الوطني الديمقراطي لإختيار مرشحيه لإنتخابات مجلس الشعب يستحق الإشادة والتهنئة .. فلأول مرة يجري الحزب إنتخابات المجمعات الإنتخابية بتشكيل جديد يرسخ للشفافية والمصداقية ولخطوة جديدة وعميقة علي مسيرة الديمقراطية .. تتأكد وتتبلور هذه الخطوة مع إنتصارات أكتوبر المجيدة التي تحمل هذا العام مسمي »ديمقراطية أكتوبر« .. وبذلك يرتبط شهر العزة والكرامة بالديمقراطية التي ترتفع رايتها عاليا إلي جانب رايات النصر مؤكدة علي إستمراريتها بإرادة صلبة قوية وماضية بقيادة زعيم الأمة المصرية وقائدها الرئيس حسني مبارك.. ومع رايات النصر ترتفع الراية الجديدة للحزب الوطني لتؤكد من جديد علي إنفراد حزب الأغلبية بها من خلال الأنتخابات التي بدأت مواكبة لإحتفالات النصر بالمجمعات الإنتخابية الثلاثاء الماضي .. والتي تعد تجربة فريدة لممارسة حزبية حقيقية تعتمد علي الحيادية الكاملة وحسن التقييم في إطار فهم أكبر لمصلحة تستهدف التوصل لأفضل العناصر مع تحمل الناخبين للمسئولية الوطنية الخالصة .. وتتواصل اليوم إنتخابات الحزب في منظومتها الديمقراطية .. ببدء الإنتخابات الداخلية في سبعة آلاف وحدة من القاعدة والفئات الأكثر إلتحاما بالشارع والجماهير لتدلي بصوتها ورأيها بكل الحرية .. وبعيدا عن أية مؤثرات .. لإختيار مرشحيها علي مستوي الجمهورية في كل محافظات مصر وربوعها .. وهي المرحلة الثانية الهامة التي ينتهجها الحزب.. لتأتي المرحلة الثالثة في المنظومة الديمقراطية المتكاملة وهي إستطلاعات الرأي التي تجري أيضا بكل الحيدة والشفافية .. كل ذلك يستهدف به الحزب الوصول لإختيار الكوادر الأقرب والتي يقبلها المواطنون وجماهير الناخبين .. والقادرة علي تحمل المسؤلية لبرلمان جديد مهم في مرحلة مهمة ودقيقة في مسيرة الوطن .. أن موسم الإنتخابات الذي سيمتد إلي نهاية نوفمبر المقبل .. من شأنه أن يزيد الأجواء سخونة بالحوارات والمناقشات .. لتشغل الناس وتحرك الدماء في أوردة المجتمع .. ولكن تري هل هذا الحراك الذي يتبناه الحزب الوطني .. سيحرك المياه الراكدة في الأحزاب السياسية الأخري في مصر .. والتي لاحس لها ولا خبر وتعاني من الموات كل يوم ؟! .. هل هذا الحراك الكبير سيخرجها .. حتي ولو بدوافع الغيرة .. عن صمتها وعزلتها وعملها المعتوم .. ويجري الدماء في عروقها لتنتعش وتعود للحياة ؟! .. فقد دعا الرئيس مبارك مرارا إلي ضرورة تطوير الأحزاب السياسية ترسيخا للديمقراطية الحقيقية التي ننشدها جميعا .. ديمقراطية إنتصارات أكتوبر المجيدة.. !