ليس مستغربا أن يشهد كاتب مسلم بعظمة النبي صلي الله عليه وسلم وتفرده، لكن العجيب والمدهش بل والرائع أن تأتي الشهادة من الحضارة الغربية ومن علماء وفلاسفة ومفكرين أجانب لتكون بمثابة إنصاف وبرهان علي مثالية النبي وعظمة رسالته، وتكون ردا علي افتراءات البعض وأكاذيبهم. فهذا هو المؤرخ الانجليزي »وليم موير« يقول: لم يعهد التاريخ مصلحا أيقظ النفوس، وأحيا الأخلاق، ورفع شأن الفضيلة في زمن قصير كما فعل محمد، ويقول المستشرق الفرنسي »إميل درمنجم« فالناس حين يستمعون لكلام النبي الموحي به إليه يعود إليهم سابق اتصالهم بالسر المحيط بهم مهتدين إلي مبدأ حي لا يجدون مثله في نصائح الفلاسفة وأقطاب السياسة والاجتماع، ويقول الكاتب الإنجليزي »توماس كارليل«: »إن الرسالة التي أداها ذلك الرسول مازالت السراج المنير مدة اثني عشر قرنا لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا«. ومن أروع تلك الشهادات المنصفة قول الفيلسوف الفرنسي »كارديفو«: »إن محمدا كان هو النبي الملهم والمؤمن، ولم يستطع أحد أن ينازعه المكانة العالية التي كان عليها، إن شعور المساواة والإخاء الذي أسسه محمد بين أعضاء الكتلة الاسلامية كان يطبق عمليا حتي علي النبي نفسه« ويقول الكاتب الانجليزي الشهير »برناردشو«: »إن دين محمد موضع تقدير واحترام لما ينطوي عليه من حيوية ودهشة، كما أن له ملكة الهضم لأطوار الحياة المختلفة«. أما الكاتب الأمريكي »مايكل هارت« المولود عام 2391 وصاحب كتاب »الخالدون مائة أعظمهم محمد« فقد احتوي كتابه علي أعظم مائة شخصية في التاريخ وجعل محمدا صلي الله عليه وسلم في مقدمتهم لأنه أعظم هذه الشخصيات علي الاطلاق، يقول: »إن محمدا هوالانسان الوحيد في التاريخ الذي نجح مطلقا في المجالين الديني والدنيوي وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا«، كما اعتبره الفيلسوف الانجليزي »توماس كار لايل 5971 - 1881 واحدا من العظماء السبعة الذين أنجبهم التاريخ ويقول: »إني لأحب محمدا لبراءة طبعه من الرياء والتصنع«. هذا غيص من فيض، وقليل من كثير، لكنه يمثل نماذج مختلفة لكبار علماء الغرب ومفكري العالم تشهد بالفضل لنبي الهدي ورسالته، وتعد شهادة حق وعدل وانصاف تظهر للعالم عظمة النبي صلي الله عليه وسلم وتفرده. حمادة عجور خبير لغوي وتربوي