وجه الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، رسالته الأسبوعية إلى العالم العربي والإسلامي، الخميس، يطالبه بأن «يحوّل غضبه من سبِّ رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم إلى صحوةٍ عارمةٍ وطاقة حية، تدفعه كي يعود إلى المكانة التي رفعهم إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم اتبعوا منهجه، وساروا على سنته». وأضاف «بديع» بقوله: «على كل محب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحمل رسالته بحق، ويبلغ دعوته بأمانة إلى كل الباحثين عن الحقيقة، في عالم صار كالقرية الواحدة، تطورت فيه وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي إلى درجةٍ تمكننا من نشر هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل اللغات إلى كل بقاع العالم». وتابع: «أما هؤلاء الشتامون المسيئون، سواء أكانوا أفرادًا أم منظماتٍ أم دولاً وهيئات، فإننا نحذرهم من معاداة رسول كريم، هو رسولهم كما هو رسولنا، لأنه رسول الله للناس كافة». واستشهد «بديع» بقول الرسول محمد في حالة الحرب: «اغزوا باسم الله، لا تقتلوا وليدًا ولا امرأةً، ولا شيخًا مسنًّا، ولا تهدموا بيتًا، ولا تقطعوا شجرة»، متابعً بقوله: «تعدت هذه الرحمة الإنسان ووصلت إلى الحيوان، (غفر الله لرجل سقى كلبًا كان يأكل الثرى من العطش)». كما استشهد «بديع» بقول الكاتب الإنجليزي الساخر، برناردشو، الذي أشار إلى أنه «ما أحوج العالم اليوم إلى رجلٍ كمحمد صلى الله عليه وسلم، كي يحل مشاكله المعقدة»، كما استعان بالمؤرخ الإنجليزي، وليام موير، الذي قال في كتابه «حياة محمد»: «لقد امتاز محمد صلى الله عليه وسلم، بوضوحٍ كلامه، ويسر دينه، ولقد أتمَّ من الأعمال ما يدهش العقول، ولم يعهد التاريخ مصلحًا أيقظ النفوس، وأحيا الأخلاق ورفع شأن الفضيلة في زمن قصير، كما فعل نبي الإسلام محمد». وأشار «بديع» إلى الروائي والفيلسوف الروسي الكبير، تولستوي، والذي قال: «إن محمدًا هو مؤسس ورسول، كان من أعظم الرجال الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه فخرًا أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق». وقال «بديع»: «هذه بعض أقوال الكبار والقمم من رجالات الفكر العالمي، يشهدون لنبينا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم، بالعبقرية والعظمة والتفرد في رسالته الإلهية لإنقاذ العالم الحائر، وإخراجه من الظلمات إلى النور»، خاتمًا بقوله: «فما يضير محمدًا صلى الله عليه وسلم، تلك البذاءات والإساءات التي لا تخرج إلا من أناس تافهين، ملأ قلوبهم الحقد ضد الصحوة الإنسانية، واليقظة الروحية، وبزوغ (الربيع العربي)، الذي يؤذن بعودة الإسلام من جديد، منهاج حياة، ورسالة نور».