في مثل هذه الأيام منذ 35 عاما كان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر يحلق جنوبا يزرع الحلم والانجاز متحديا حروب التجويع والحصار الاقتصادي ومؤامرات الاستعمار ليقدم لمصر السد العالي والذي وقاها شرور الجفاف والفيضان وانار ظلام ريفها ومدنها ولوكره الكارهون. احيانا يبدو الواقع امامي غير قابل للتصديق عندما اتمعن صور ناصر ترفع في كل ميادين التحرير العربية واسأل ما سر هذا الحضور الطاغي لزعيم غاب منذ عقود ولم تنل من سيرته العطرة حملات التشوية في مقابل الغياب المكسو بكل الوان الفراغ لسياسين يملأون الدنيا ضجيجا بالالحاح الإعلامي الممل ليس لشيء سوي تأكيد وجودهم غير المجدي!! تفسير هذا اللغز يكمن في أن الخالد في القلوب والعقول »ناصر« لم ينفصل يوما عن شعبه انتصر للبسطاء وانجاز لكرامة المواطن وكان دوما ناصراً للمساكين امتلك شعورا جارفا ينبض بمعاناة المطحونين لم يترك الاسعار المجنونة تسحق كرامتهم أو تدفع بعضهم للبحث في القمامة عن لقيمات يسد بها جوعه!!.. مهما نضحت الخطب والكتابات بالغل والحقد لناصر وانجازاته فإن احداً لا يستطيع إن ينكر أن الزعيم الراحل كان ينام ويستيقظ حالما بمصالح مصر وشعبها ، لم يرهن ومؤسساتها وأصولها مقابل احلام عرجاء. أمم قناة السويس وتحمل العدوان ليبني السد رؤي وافكار ناصر رغم الغياب مازالت صالحة للتطبيق ولعل اهم ما تحتاج اليه من افكار الزعيم المجلس الدائم للانتاج الذي انشيء في أكتوبر 2591 كهيئة مستقلة تتولي بحث ودراسة المشروعات القومية الكبري التي من شأنها تنمية الانتاج، الذي اثمر لمصر ثورة صناعية وزراعية مازالت تؤتي ثمارها ونأكل من خيرها. سلاما لعبدالناصر في عليين ولكل من أحب مصر بصدق.