لا يظنن أحد أن شباب النيابة العامة قد خرجوا صدفة ليعبروا عن غضبهم يوم 71 ديسمبر الحالي علي النائب العام حتي دفعوه للاستقالة، بل هي جينات البطولة والشجاعة والثورة ضد الظلم والعدوان والبغي والطغيان يتوارثها المصريون جيلاً بعد جيل.. وكأنما كان الشاعر صلاح جاهين يستشرف قبل 65 عاماً ما حدث فأنشد يقول »الشعب بيزحف زي النور، الشعب جبال الشعب بحور، بركان غضب بركان بيفور« وكان ذلك بمناسبة العدوان الثلاثي وهاجم الانجليز والفرنسيون بورسعيد اعتباراً من 92 أكتوبر 6591 وبخدعة خسيسة استطاعت قوات البلدين نزول بورسعيد بعد مقاومة باسلة من شبابها لمدة 8 أيام متواصلة وكنت صبياً صغيراً شاركت في جلب مواد تنظيف السلاح الآلي وإعداده لاستخدام الفدائيين الذين واصلوا بعد يوم 6 نوفمبر المقاومة المسلحة فأحالوا حياة جنود العدوان إلي جحيم . وفي يوم 41 ديسمبر قامت مجموعة جريئة من شباب بورسعيد باختطاف ابن عمة ملكة بريطانيا العظمي الملازم أنتوني مورهاوس الذي كان متغطرساً يقبض علي أبناء المدينة الباسلة ويذيقهم صنوف العذاب علانية، وفي اليوم التالي حاصرت قوات العدوان حي المناخ بحثاً عن أسيرهم ولكنهم فشلوا وانسحبوا إلي منطقة الميناء بحي الأفرنج بعد ان دمر المصريون تماماً مركز تجمع دباباتهم الذي كان يجاور مكان اخفاء مورهاوس فسارع قائد عام الحملة الجنرال ستكويل بسحب قواته المهزومة الي البوارج الحربية، وأعلن وهو منكس الرأس ان »المصريين جبابرة«. وفي ظلام ليل اليوم الذي يمثل تاريخه يومنا هذا من عام 6591 هرب القائد بما تبقي من قواته عائداً الي قاعدته في مالطا فانطلقت فرحة الشعب البورسعيدي عارمة للانتصار المصري العظيم وأصبح يوم 32 ديسمبر عيداً للنصر ويحتفل به الوطن سنوياً.. وذهب المعتدون إلي مزبلة التاريخ كما ذهب ويذهب كل من يجور علي شعب مصر.