ليلى دوس تتغلب على كل الصعوبات وتشارك بالثورة ليلي دوس مؤسسة جمعية تحسين الصحة.. هي المرأة الحديدية ذات الخمسة والتسعين عاما والتي وهبت عمرها للخدمة العامة منذ التحقت بجمعية الهلال الاحمر وهي في التاسعة عشرة من عمرها. ثم سعت إلي إنشاء جمعية تحسين الصحة في عام 1936 في الفترة التي كان ينتشر فيها مرض السل الرئوي والجدري والجذام في مصر.. وبدأت ممارسة النشاط بمبلغ سبعين قرشا فقط فاستطاعت بإرادتها وعزمها أن توسع انشطة الجمعية وأقامت مدينة خاصة للأطفال مرضي الدرن، تضم 500 طفل وداراً للمسنين ومركز تأهيل مهنياً..وأصبح لها 25 فرعا في محافظات الجمهورية. هي ابنة توفيق باشا دوس وزير الزراعة في وزارة زيوار باشا وعضو لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923، وقد ورثت عن والدها الذكاء الحاد والدأب المستمر حتي إنها إلتحقت بالجامعة الامريكية وهي في الخامسة والستين من عمرها وحصلت علي شهادة الماجستير في الأدب المقارن بامتياز وهي في الخامسة والسبعين من عمرها . كانت دائما مختلفة عن بنات جيلها. رفضت أن تتزوج وإعتبرت الأطفال مرضي السل هم ابناؤها ..فوجدت في رعايتهم والإهتمام بهم كل أملها وسعادتها في الحياة."أخبار اليوم" بحثت عن هذا النموذج الفريد في العطاء وحب الخير ووجدتها..فسألتها اين أنت الآن؟ أتألم موجودة..أتابع بألم كل ما يدور حولي من انقسام في مصر. ورغم إنني شاركت في الثورة منذ بدايتها وكنت أذهب إلي الميدان لمشاركة الشباب ثورتهم إلا إني اليوم لا استطيع مبارحة سريري بسبب الكسر الذي اصاب قدمي ولكنني اتابع من خلال الصحف والإنترنت كل الاحداث واشعر بألم شديد من أجل بلدي مصر. حياتي إختلفت بعد أن وصلت لهذه السن ولكنني حريصة علي متابعة أخبار جمعية تحسين الصحة التي أسستها مع شريفة محرز، وذلك من خلال عضوات الجمعية اللاتي يتصلن بي دائما للاطمئنان علي صحتي. ابن امبراطور الحبشة نعم دخلت الجامعة بعد أن تركت جمعية تحسين الصحة وكان عمري 64 سنة لان والدي رفض دخولي الجامعة بعد حصولي علي "البكالوريا" وهي الثانوية العامة قي ذلك الوقت ولم اكن استطيع معارضته خاصة إني علمت أنني مرشحة للزواج من إبن امبراطور اثيوبيا. فملأت حياتي بنشاط الجمعية ونسيت موضوع الزواج حتي جاءتني الفرصة وحصلت علي شهادة الG. C.E ثم التحقت بالجامعة الامريكية وبعد التخرج أعددت رسالة الماجستير في الأدب المقارن لثلاثة ادباء من فرنسا وايرلندا و المغرب . المنظمات الارهابية من خلال إعدادي لرسالة الماجستير تبين إنه رغم إختلاف جنسياتهم وعقائدهم الدينية إلا انهم اتفقوا أن المجتمعات سواء متحررة او منغلقة تقيد حرية الاطفال حتي يكونوا تحت سيطرتهم ويكون مصيرهم في النهاية إما الانضمام لمنظمات إرهابية او تعاطي المخدرات . عاصرت ثورة 19، و52،و25 يناير. ثورة 19 كانت ثورة عظيمة شارك فيها النساء والرجال مسلمين وأقباطاً، شباباًٍ وشيوخاً للمطالبة بالاستقلال عن الانجليز وقد أحيت في المصريين شعورهم الوطني، أما ثورة 52 فهي ليست ثورة ولكنها إنقلاب عسكري قام به الجيش ضد الحكم الملكي ثم انتشر الضباط في كل المؤسسات وأفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد. أما ثورة 25 يناير فهي ثورة عظيمة ولكنني أخشي عليها من الاصابع الخفية التي تسعي لإفسادها.. فلا تؤتي ثمارها فتتحول الي ثورة جياع ولا تري أمامها فتحطم الاخضر واليابس. انا متفائلة بطبعي ورغم إنني أحذر من عدم الالتفات إلي الطبقة المطحونة الا إنني أعلم ان ما نعانيه من صعاب سوف يمر علي خير لانني علي ثقة إن المصريين لن يقبلوا العودة مئات السنين الي الوراء!