خائفة من الحياة! أكتب إليك لأني أخاف من التأخر في دراستي بسبب تلك الأفكار الرومانسية التي تسيطر علي تفكيري هذه الأيام. أنا متفوقة، وملتزمة.. ولكن..! أنا فتاة لم تكمل الرابعة عشرة، لكني أكبر من سني كما يقول عني الآخرون أما عن صفاتي فأنا خجولة جدا، لا أتكلم إلا قليلا مع أشخاص قليلين، لكن الناس تشهد بأخلاقي الطيبة، فأنا ارتدي الخمار، وألتزم بالصلاة، وأحب قراءة القرآن كثيرا. أي أنني ليس لدي أي مشكلة كما يبدو. لكن الأمر ليس كذلك فداخلي تدور أفكار كثيرة يجب ألا تفكر فيها بنت صغيرة في مثل سني! أفكر مثلا في فتي أحلامي الذي أحلم به مستقبلا وهو شاب مختلف عن كل شباب العالم، يحبني حبا كبيرا، ونعيش معا في عالم من الأحلام الوردية والسعادة. وعلي عكس تلك الأفكار الداخلية لا أسلم باليد علي أولاد حتي لو كانوا أقاربي، بالطبع ستضحكين علي هذا التناقض، لكن يحدث لي، ولا أعرف له تفسيرا. ربما لأنني أسمع واقرأ قصص حب جميلة تثير خيالي، ربما لأن داخلي رغبات مثل أي فتاة في سني، أم أنني أعيش أوهاما، وأخلق عالما جميلا داخل عالمي المغلق. أرجوك.. أجيبيني وردي علي أسئلتي الحائرة. فهل أنا أعاني من خلل نفسي، أم أنها مرحلة المراهقة التي أمر بها وهذه هي أعراضها وطبيعتها.. أم ماذا؟ المشكلة انني بدأت أفقد التركيز في دراستي، رغم أنني متفوقة في دراستي، أخاف ان يهبط مستواي الدراسي. وان تهوي أحلامي كلها مع هذا الهبوط! أرجوك.. ساعديني.. وارشديني..! الخائفة ب الكاتبة: استوقفتني رسالتك ياصغيرتي. وحركت داخلي الكثير من التساؤلات عن أحوالنا، وواقعنا الآن في مصر. فأنت فتاة صغيرة أو طفلة كبيرة (أقل من 41 سنة) وفي عمر الزهور وجدت نفسك محاصرة بترسانة من المحظورات جعلتك تلجئين إلي اخفاء مشاعرك الطبيعية كفتاة صغيرة تمر بمرحلة التحول الأهم والأخطر في حياتها مرحلة المراهقة الطبيعي أن تعيشي هذه الفترة في انطلاق وحيوية. ان تمارسي أنشطة رياضية واجتماعية تستوعب الطاقة الكبيرة التي تصاحب هذه المرحلة في حياة الإنسان. لكنك سجنت نفسك، أو حاصرتك الظروف لتجعلك كائنا هشا، تخافين أن تتكلمي مع أي ولد صغير من أقاربك، تخافين ان تعبري عن نفسك وأفكارك. خجولة لدرجة أنك لا تتكلمين ولا تنطلقين مع من هن في مثل سنك من البنات وهذا تسبب في كبت الأحلام والأفكار الطبيعية لفتاة صغيرة في مثل سنك لتظهر في صورة أحلام يقظة أو أفكار داخلية تداهمك في صورة هواجس تخافين منها، وتشعرين ان مجرد التفكير في فتي أحلام جريمة، أو خطأ سوف يؤخرك في دراستك! ابنتي الصغيرة.. عيشي سنك بصورة طبيعية إلعبي رياضة تحبينها.. كوني صداقات.. مارسي هواية.. اتركي لأحلامك العنان، فالإنسان بدون حلم لا يستطيع أن ينجح أو أن يحب الحياة. اقرئي القرآن، واقرئي في الثقافة العامة الأدب.. الفن.. الموسيقي.. القصص البوليسية. أي نوع من الكتب تحبيه اقرئي فيه، لا تغلقي علي حياتك الأبواب، افتحي النوافذ للمعرفة والانطلاق، واكتشاف الحياة، فهذه هي المرحلة المثلي التي تتلمس فيها خطواتك نحو معرفة ذاتك، ومعرفة الحياة والبشر. افتحي عقلك للمعلومات والثقافة، وللأفكار المختلفة، تعلمي ان الاختلاف مهم في الحياة حتي نري كل زوايا الصورة. كوني نفسك.. عيشي سنك. طفولتك.. وبداية شبابك..!