لم يكن الاطمئنان لقوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية في محله، ولم يكن إلا »غفلة« ممن شعروا به، واطمأنوا بأن الدخلية بدأت تتطهر.. والواضح أن رجال الداخلية في معظمهم مازالوا يدينون بالولاء والطاعة للنظام الفاسد »الحرامي«، وإذا كان هناك فيهم الآن من يقبع خلف أسوار السجون وداخل قفص الاتهام، فمازال هناك في الخدمة الكثيرون الذين لم ينكشفوا بعد ولم تطلهم يد العدالة، ويخشون كشف أمرهم، ولذلك يستميتون في إعادة حالة الفوضي، ويستهدفون غياب الأمن، ليشغلوا رئيس الجمهورية ويحولوا بينه وبين محاربة الفساد واستقرار الأوضاع! وإذا كان كل وزراء الداخلية الذين تعاقبوا علي الوزارة بعد خلع حبيب العادلي محمود وجدي ومنصور عيسوي ومحمد إبراهيم مجرد صورة من العادلي، وإن حاولوا تجميل تلك الصورة.. فإن الوزير الحالي أحمد جمال الدين يواصل المسيرة، ولا أدري وقد كان مديرا للأمن العام وتورط في الكثير من الأحداث من الذي حمله هذه المسئولية الخطيرة، ولا كيف وافق الرئيس محمد مرسي علي هذا الاختيار المريب؟! لقد انكشف الأمن ودورة المريب في الأحداث الأخيرة الدموية التي ألمت بمصر وأدمت القلوب، وسقط علي اثرها العديد من الشهداء مع سبق الاصرار والترصد وبالاسلحة النارية، بعد أن تم حشد البلطجية والقتلة لكي يدخلوا بين صفوف مؤيدي الرئيس والدستور ويمضوا فيهم قتلا وترويعا، وتغاضت قوات الأمن عن حماية المتظاهرين وعن إلقاء القبض علي المجرمين.. وفي جميع المحافظات امتنع رجال أحمد جمال الدين عن حماية مقرات حزب الحرية والعدالة، وتركوا المجرمين والغوغاء يحرقونها ويعتدون علي الموجودين بها.. فأين كان وزير الداخلية من ذلك كله؟.. وألا يثير موقفه الشكوك؟.. وأتمني أن يخرج الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء ليعلن موقف الحكومة من وزير الداخلية، فإذا كان مدانا فلابد أن يعرف الشعب كله ذلك، وإذا برأه فعليه أن يتحمل المسئولية كاملة إذا لم يكن ذلك صحيحا!! أن مصر تمر الآن بمنعطف خطر.. واتضحت خطوط المؤامرة التي يقودها فلول النظام الفاسد السابق، وزعماء ما يسمي القوي السياسية، الذين راهنوا علي ضرورة اسقاط الرئيس الشرعي المنتخب بإرادة شعبية حرة، ليحققوا مآربهم في السطو علي السلطة.. وإذا كان من حق كل فصيل وكل حزب أن يسعي للوصول إلي الحكم، فإن الطريق إلي ذلك هو الديمقراطية وثقة الشعب، وليس بإثارة الفتن والمؤامرات والتحريض علي القتل والتخريب!! قلبي مع كل أم وأب فقدا »الضنا«، ولا استثني من ذلك أي شهيد في هذا الطرف أو ذلك.. وإذا كان هناك من خرج ليدافع عن دينه وعن الشرعية، فهناك من خرج مخدوعا بأكاذيب البعض وأطماعهم. واحتسب كل من سقط من الطرفين شهيدا بإذن الله »سبحانه وتعالي«. إنني أحمل المسئولية كاملة للطامعين من أمثال عمرو موسي وحمدين صباحي والبرادعي واحمد شفيق، ويؤلمني أن أضيف اليهم الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح.. وأؤكد لهم أن دماء الشهداء من أبناء مصر في رقابهم جميعا.. وسأقولها للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، لو لم يتمكن من القصاص لهم، وهي مسئولية أحملها له أمام الله »سبحانه وتعالي«.