الدوشة والغاغة والخناقات اللي شغالة ليل نهار علي الدستور.. لها قصة مختلفة تماما عن اللي احنا بنشوفة أدامنا.. فالناس فاكرة ان »بعض« القوي المدنية معترضة علي وجود مواد بعينها بالدستور، ولما محدش سأل في كلامها وفي اعتراضاتها.. قررت تنسحب من اللجنة التأسيسية.. لكن مش دي الحقيقة.. الحقيقة أن الإخوان.. لان البلد بتاعتهم.. عاوزين.. يمرروا.. عدد من المواد وخاصة »بتاعة« صلاحيات الرئيس، لان حصولهم علي الأغلبية البرلمانية لم يعد »مضموناً« هذه الأيام..، وعلشان كدة ماكانش في »مصلحتهم« ان باقي الأعضاء من غير الإخوان طبعا.. يبقوا متفقين مع بعض أو يكون لهم رأي »واحد«..، لأنه ساعتها المواد اللي عاوزينها كانت حتاخد »مناقشة«، واعتراضات، ومش من السهل انها كانت »تعدي«.. فعمل ايه الإخوان..؟ قالك نلعب لعبة »فرق تسد« واقسم دول علي دول.. وراحوا ضاربين »مواد« عارفين مقدما ان »القوي المدنية«، أو بعضها لن ترضي عنها..، ومواد في أبواب أخري.. متأكدين أن السلفيين مش حيوافقوا عليها.. دول لاعبوهم.. بمواد الشريعة..، ودول لاعبوهم.. بحقوق المجتمع والمرأة، والقضاء، واوهموا كل طرف منهم »انهم« معاه ووراه.. »بعدها« لعبوا علي »تقسيم« القوي المدنية نفسها.. و»عشموا«، حبة منهم بشاي بالياسمين.. »وهبا« بقي الاتنين »المدنيين والسلفيين«، في مواجهة »مواد« بعض، ودخلت معاهم »بقية« الفئات علي الخط، وانقلب »بعض« الأعضاء علي بعضهم جوه اللجنة.. وقامت »الخناقات«، وانشغل بيها الناس والرأي العام.. واصبحت »خلافات«، وانسحابات التأسيسية حكاية قبل النوم، وكل يوم حتي »نسي«، الناس الدستور نفسه من كتر »متابعة« الخلافات الشغالة.. ولو »ركزت شويتين«، ستجد أن الخناقات كانت ساعات بتهدأ ثم »ترجع« بدون مبرر تولع تاني.. ودائما.. وفي كل الأحوال.. كان الإخوان واقفين »بعيد«، ومحدش سمع لهم صوت وماحاولوش يتدخلوا، ولا يوفقوا »الراسين في الحلال«، وسابوا السلفيين والمدنيين وفقا للخطة »يتراشقوا في بعض وبمين »حيكسب« الخناقة .. علشان مستشاري الإخوان القانونيين »العشمانيين« في »الجزرة«، بعد ما يخلصوا »اللي عليهم«، يهندموا صياغة صلاحيات الرئيس، اللي تقدر تقول كانت معدة سلفا، وعلي هذا »المنوال«، مشيت الحدوتة دون أن يشعر »الكل«، سواء المنسحبين أو اللي لسة قاعدين.. انهم شاركوا »بسذاجة«، منقطعة النظير في »المعلوب«، ولم تتوقف اللعبة عند هذا الحد.. فقد دعمها الإخوان »بطرح« أكثر من مسودة من الدستور علي الأعضاء وعلي الناس في الشارع علشان »يتوهوا« ودي ما كانتش »غلطة«، لان الغلطة مابتحصلش 3 مرات.. لكن كانت مقصودة علشان لو حد من المنسحبين أو المتخانقين اتسأل عن سبب »حقيقي«، أو مواد يرفضها تحديدا.. يرد بكلام »انشاء« لانه في حقيقة الأمر لا يعرف شيئا عن المواد »النهائية«، وبالتالي لن يستطيع أحد أن »يمسك« نص علي الإخوان ويقول دول »عملوا وخلوا« لانه سيترد عليه »أمام الدنيا كلها« وعلي الهواء.. ده ما بقاش موجود في الدستور »ده اتعدل«.. فيضطر »يسكت« ويبقي شكله »وحش«، وكل ده يا سادة كان »بيجري« من يوم التأسيسية الثانية ما اتشكلت.. والأفاضل مستشاري الإخوان »لابدين«، في الدرة وشغالين في تنفيذ أوامر الإخوان في الدستور وفقا للمتفق عليه، و»دبجوا«، بطريقة »اللفة والحلزونة«، صلاحيات الرئيس بحيث »توحي«، انها نقصت.. لكن »حينما« تقر سيعرف الكل انها كانت نفس صلاحيات ومواد مبارك بالتمام والكمال وبنفس »الهمزة واللمزة«. لكن مع كل كلمة »صلاحية« علشان ما تبانش »التكة«، يروح »حاطط«، بالمشاركة مع رئيس الوزراء أو بعد »استشارة« الوزراء أو بعد »استفتاء« الشعب.. شوفت »التضييق«.. وكأن رئيس الوزراء اسم الله اللي بيقف »مزرر« الجاكتة.. ادام الرئيس حيقدر يقول له »بم«. وسلم لي علي »التوافقي« بتاع كل المصريين.