ما يجري في مصرنا المحروسة اصابني بالاكتئاب والحيرة والألم، ففي الوقت الذي نحتاج فيه كل وقتنا للتفكير والعمل من اجل الخروج مما نحن فيه نجد من يهدرون الوقت في الدخول في قضايا لا يسمح ولا ما نعانيه من فتحها او مناقشتها من الاساس. فمن غير المعقول ان تهددنا ميلشيات التكفير والهجرة وأصحاب الرايات السوداء في سيناء ويريقوا دماء اولادنا من الجيش والشرطة وتنتشر بؤرهم الاجرامية في أرضنا المقدسة لتهدد أمننا وأماننا ونحن نعقد جلسات مطولة لمناقشة هل نقفل المحلات في العاشرة او نمدها لوقت أطول!. ومن غير المعقول ونحن يتهددنا الخطر من المتربصين للايقاع بنا من الشرق والغرب والجنوب ويحاولون زرع الفتن والشقاق بيننا وتناطح القوي السياسية وتبادل الاتهامات بينها وولادة متعسرة لدستور لن يري النور قريبا ونحن نشغل بالنا ووقتنا باغلاق المحلات او فتحها!!. ومن غير المعقول ان يعاني الناس في الحصول علي رغيف العيش الذي اصبح مشكلة تعقد لها الاجتماعات التي لا تنتهي بين الحكومة واصحاب المخابز ومهدد بالانقراض والاختفاء ومعاناة الناس في الحصول علي اسطوانة بوتاجاز بسعر مناسب والارتفاع في اسعار السلع الضرورية التي تجاوزت كل الحدود وعجز الكثيرين من ملاحقتها ونحن نضيع وقتنا في كيفية تحديد ساعات فتح المحلات واغلاقها. ومن غير المعقول ايضا ن تدخل للبلاد صفقات اغذية مشبوهة تحت سمع وبصر المسئولين ونعاني من نقص المخزون الاستراتيجي للسلع الضرورية وتعاني الخزانة العامة من نقص مخزونها الاحتياطي من النقد الاجنبي وهروب الاستثمارات الاجنبية للانفلات الامني ونحن كل همنا هل نغلق المحلات او نفتحها ونجعل منها قضية وطنية!!. ومن غير المعقول ان يسود البلطجية عيشنا ليلا ونهارا ويسرقونا في عز الظهر ويكدرون امننا واماننا مع اجهزة امنية لا تستطيع ملاحقة كل هذا الفساد والفوضي ونحن لا يهمنا الا تحديد ساعات لفتح واغلاق المحلات!!. ومن المعقول ياسادة ان يعاني شبابنا من البطالة بينما تمنح الحكومة حوافز وامتيازات للمستثمرين وبدلا من توظيف شبابنا يجلبون عمالة اجنبية لتشغيل مصانعها طمعا في رخصها لتترك شبابنا للضياع والفراغ مما افسدهم وافسد عشيتنا وبدلا من مناقشة كيفية حل مشكلتهم نضيع وقتنا في مناقشة قضية إغلاق او فتح المحلات!!. القضايا الحيوية والمشاكل المصيرية كثيرة فلا نبدد جهدنا ووقتنا بقضايا فرعية »لا تودي ولا تجيب« وان كان هناك من يحاول اثبات ان إغلاق المحلات سيوفر في الطاقة فما سيجلبه الفراغ والظلام سيكون كارثة بكل الابعاد الاجتماعية والاقتصادية والأمنية لا تعادل ما سنكسبه فانتبهوا يرحمكم الله.