●● بعد كل لحظة فرح على قصرها، تفسد اللحظة بالجدل وبالغضب. حدث ذلك بعد 18 يوما توحد واتحد فيها الشعب على هدف واحد. وحدث ذلك بعد استفتاء 19 مارس، وحدث ذلك بعد انتخابات البرلمان. وحدث ذلك بعد انتخابات الرئاسة. القضية عندى تتعلق بالمشهد المتسع والرائع الذى يعيشه الناس لأول مرة فى تاريخهم. مشهد الاختيار الحر النزيه بكرامة بين مرشحين للشعب وبين مرشحين للرئاسة.. ونعم وقعت تجاوزات فى كل انتخابات، وجاءت النتائج على غير هوى الكثيرين، وطرقت أبواب السياسة بأخلاق الدعوة، وفتحت أبواب الثورة لمرور من تحرك ضدهم الثوار.. لكن فى النهاية فسدت فرحة اللقاء مع الحرية والكرامة والديمقراطية بالجدل أولا ثم بالخلاف، وبضياع الحلم الأعلى وهو الاتفاق، وضياع الحد الأدنى وهو التوافق. ●● سوف يسجل التاريخ أسماء كل من أفسدوا علينا ثورة الشعب ضد نظام احتل إرادته لعقود طويلة.. أسماء الذين تاجروا بالسياسة، والذين جذبتهم عدسات الإعلام كما يجذب الضوء الفراشات ويحرقها والذين أغرقونا فى بحور الجدل والغضب. هؤلاء نموذج فريد وعجيب لمحاربة الضوء بالظلام.. أو كما قال أمين ريان الكاتب الروائى مستعينا بمقولة لسقراط: «تتسع دائرة الظلام كلما اتسعت دائرة الضوء».. هؤلاء بأسمائهم المعروفة والمسجلة مثل كهنة الفرعون يحتكرون الحكمة، والرأى، والسحر. ●● أتابع أخبار الرياضة قليلا، ولن أقول أحيانا.. أتابع حركة بيع وشراء اللاعبين، وتعاقدات جديدة لسنوات ومواسم، وأسأل نفسى: ماذا لو كانت هناك كرة قدم ومسابقات ومنافسات، وترى هل تعود كرة القدم قريبا وتنتعش المدرجات بالحياة وبالحضور الجماهيرى.. ترى من منكم يعلم أن منتخب مصر بصدد خوض مباراته الأولى فى تصفيات كأس العالم مع موزمبيق؟ ●● يضيع منا العمر والجهد والوقت ونحن نناقش بديهيات، يضيع منا الوقت والجهد من أجل تفصيل قوانين على مواقف أو من أجل أشخاص، لكن أكثر ما أدهشنى ما طرح من معايير لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، فيما لم يلتفت مجلس الشورى أو الشعب لظاهرة عجيبة فى قانون نقابة الصحفيين، وهى أن الصحفى لا يحق له أن يكون مالكا لصحيفة بينما يحظى أى صاحب سوبر ماركت أو مهندس أو طبيب أو ممارس للجزارة بهذا الحق..؟ المهم من المعايير الخاصة برؤساء تحرير الصحف القومية، أن يكون حسن السمعة ونظيف اليد، ومهنيا، وصاحب كفاءة، وقادرا على النهوض بالمؤسسة صحفيا وماديا، وأن يكون عمره أقل من 60 سنة.. ولعل المعيار الأخير هو الوحيد المقبول، فما سبقه من معايير يعد من البديهيات لكل من يعمل صحفيا وليس بالضرورة رئيسا للتحرير، وضروريا لكل من يعمل أصلا مهما كان عمله عبقريا أو بسيطا، وقد كان ناقصا أن يكون من معايير رئيس التحرير : إجادة القراءة والكتابة.. هل هذا معقول؟