انطلقت الزغاريد وعمت الفرحة أرجاء المنزل..اختلطت مشاعر السعادة والضحكات بالدموع.. لم تعرف الام ماذا تفعل عندما سمعت اسم ابنتها بسنت محمد علي حسن من أوائل الثانوية العامة وأنها حصلت علي المركز الثاني مكرر بالشعبة الادبية بمجموع 409 درجات.. احتضنت بسنت والدتها وحاولت تهدئتها وقالت لها « انا ربنا كرمني علشانك انت وبابا «.. كانت بسنت الطالبة بمدرسة العبور الرسمية للغات تحاول السعي وراء حلمها الصغير بأن تصبح كاتبة كبيرة تسمع لها الآذان وتقرأ لها العيون ولكن بعد دراستها في العام الماضي مادة الجغرافيا السياسية أثرت فيها كثيرا وأحبتها واصرت علي مواصلة حلمها بالوصول إلي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الذي تحقق الان امام أعينها.. وسط لحظات الفرحة والصدمة التي ارتسمت علي ملامح بسنت الوجه الملائكي وكأنها لم تصدق ما يحدث وظلت تبكي من شدة الفرح وتحاول تهدئة والدتها التي تهلل فرحا وتطلق الزغاريد عبرت «بسنت « عن شدة فرحتها بمقولة أتعبتها طوال مشوار حياتها وهي «عندما تتألم فأنت تصنع التاريخ «تلك كانت المقولة التي كانت تؤمن بها منذ نعومة أظافرها وحتي أصبحت شابة فهي حاصلة علي المركز الأول في مرحلتي الابتدائية والإعدادية وحتي حصولها علي المركز الثاني مكرر بالشعبة الأدبية في الثانوية العامة وتقول بسنت بصوت رقيق أنها جاهدت من أجل الحصول علي المركز الأول حفاظا علي رضا والديها اللذين كرثا كل حياتهما من أجلها هي وأختيها وتعبا كثيرا بجوارهن لتشجيعهن وتحفيزهن علي الوصول إلي أحلامهن وتؤكد بسنت بأن تنظيم الوقت واليوم الدراسي هو أهم عناصر النجاح وتقول بأنها كانت تستيقظ في الصباح الباكر وتبدأ يومها بصلاة الفجر وتقرأ جزءا من القرآن الكريم ثم بعد ذلك تذهب إلي المدرسة ثم تعود للمنزل لتستريح وتذاكر وأكدت أنها بدأت تأخذ الدروس الخصوصية في الفترة الأخيرة من العام الدراسي لتكمل دراسة المناهج وأوضحت بأن الراحة النفسية هي العامل الأول والأخير في النجاح والتفوق والتي قامت والدتها ووالدها الطبيب البيطري بتوفيره لها طول العام ومساعدتها في تنظيم وقتها وتوفير مدرسين قادرين علي فهم قدرات بسنت في المذاكرة.. أما أمل يسري والدة بسنت فكانت دموع الفرح تنهمر من عينيها وتقول « ان هذا النجاح هو فضل من الله سبحانه وتعالي وأن الله لا يضيع أجر عامل ما دام أخلص في عمله» وخاصة في ظل الظروف العصيبة التي مرت بها خلال امتحانات الثانوية العامة والتي كانت في شهر رمضان الكريم تزامنا مع الإرتفاع الشديد في درجات الحرارة فكان ذلك يمثل علينا ضغطا عصبيا شديدا مشيرة إلي انها فقدت ثقتها بان ابنتها ستحصل علي اي مركز هذا العام بسبب تسريب الامتحانات علي مواقع التواصل الاجتماعي وتقول» كنت أبكي وأدعو الله كل ليلة ألا يضيع مجهود ابنتي بسنت» والحمد الله استجاب الله لدعائي ورأيت ابنتي من اوائل الثانوية العامة وأتمني أن تستكمل مشوارها كما تريد وتحقق ما تتمناه في مستقبلها.