الارض لو عطشانة.. نرويها بدمانا كلمات اغنية شهيرة انطلقت قبل عقود في فيلم «الأرض» مؤكدة علي ارتباط المواطن بأرضه. لكن الامر اختلف إلي النقيض علي ارض الواقع، حيث ارتفعت شكاوي المزارعين بالمحافظات من نقص مياه الري، بل واختفائها احيانا في ظروف غامضة! الازمة لم تفرق بين الصعيد ووجه بحري، كما ان تفاصيلها تكاد تكون متطابقة. وعلي عكس الاغنية الشهيرة.. لم يلجأ الفلاحون إلي دمائهم لاطفاء عطش الارض، بل استعانوا بمياه الصرف الصحي والصناعي لاداء هذه المهمة! مما يعني ان الحل المؤقت يؤدي إلي مشاكل مزمنة، فالملوحة تهدد الاراضي بالبوار، لكن الكابوس الاكبر يتمثل في حقيقة مأساوية، فالمواطنون يتناولون المحاصيل التي ترعرعت بالاعتماد علي مخلفاتهم! وهو ما يعني تزايد امراض الكبد والكلي وغيرها من الامراض المتوطنة.. الغريب ان شكاوي المزارعين التي ارتفعت في جميع انحاء البلاد ووجهت بموقفين رسميين متناقضين، فقد اعترفت وزارة الزراعة بوجود ازمة، واعلنت عن 3 سيناريوهات للتعامل معها في المدي القريب والبعيد، بينما لجأت وزارة الري إلي الاسلوب الاسهل، فاكدت علي لسان رئيس مصلحة الري ان المياه عادت لمجاريها! الزراعة: 3 سيناريوهات للتعامل مع الأزمة أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أنها أعدت بعض السيناريوهات للتعامل مع مشكلة نقص مياه الري بعدد من المحافظات خلال الموسم الصيفي الحالي، ومن بينها تحديث برنامج تطوير الري الحقلي من أجل زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية، وتوفير المياه اللازمة لخطة الدولة في التوسع الأفقي لتقليل الفجوة في إنتاج المحاصيل الغذائية، واوضحت أن المشروع يستهدف تطوير الري في مساحة 5 ملايين فدان. وأشارت الوزارة إلي أن السيناريوالثاني هوالعمل علي انتاج أصناف زراعية قليلة الاستهلاك للمياه وهوما نجح فيه مركز البحوث الزراعية من خلال استنباط سلالات وأصناف قليلة الاستهلاك للمياه تتحمل الجفاف وارتفاع معدلات الملوحة في التربة كما انها ذات إنتاجية عالية، واضافت انه سيتم الاتفاق مع بعض الدول وعلي رأسها اليابان في مجال استنباط أصناف جديدة من الأرز قصير العمر في الزراعة، حتي لا يستهلك كميات كبيرة من المياه. واعلنت الوزارة انه تم خفض المساحة المنزرعة للارز إلي 1.3 مليون فدان وهوما يوفر كميات من مياه الري مع المحافظة علي الإنتاج الكلي ووجود فائض تصديري، من خلال زيادة إنتاجية وحدة المساحة والتوسع في زراعة الأرز الهجين لتصل الي 250 ألف فدان، من المساحة المنزرعة أرز بحلول 2018. وأكدت ان السيناريوالثالث يقوم علي وضع خطة للتوسع في زراعة القمح والمحاصيل الحقلية، طبقًا لما يطلق عليه الزراعة في «المصاطب» لترشيد استهلاك مياه الري، وتحسين خواص التربة وزيادة إنتاجية المحاصيل، كما أن هناك خطة للحد من زراعات الموز أيضا باعتباره من المحاصيل الشرهة للمياه.