لا يخفي علي الأخ العزيز صلاح عبد المقصود وزير الإعلام، أن التليفزيون - لكونه أكثر وسائل الإعلام انتشاراً وتأثيراً - يعتبر في عصرنا الحديث مدرسة بديلة عن »الأم« زمان.. إذا أحسنا إعداده، ضمنا شعبا طيب الأعراق. وسأقصر حديثي اليوم علي جانب واحد مما ننتظره من التليفزيون من بين الجوانب الهامة والخطيرة الأخري، من التوجيه الرشيد والرقي وعدم الاسفاف والانحطاط الخلقي وتدمير القيم والمباديء.. هذا الجانب هو الأخطاء الاملائية واللغوية والنحوية التي كثيراً ما نصدم بظهورها علي الشاشة في شريط الأخبار وفي تترات الدراما والبرامج والإعلانات، ويدركها حتي يزيد التلميذ الصغير! وأحياناً تكون هينة كإغفال وضع الهمزة، بينما تكون لازمة، أو وضعها مزيداً بالخطأ أو في غير مكانها.. وفي أحيان أخري تكون جسيمة بعدم دقة الصياغة أو بخطأ إملائي أونحوي جسيم، مما »يخزق« عيوننا، ويفسد تعليم ومعرفة أبنائنا وأجيالنا، بدلاً من أن يكون التلفزيون أداة تعليم منزلي فعالة، تضيف إلي رسالة المدرسة ولا تنتقص منها أو تشطبها نهائياً! ولا أدري كيف تمر هذه الكتابات إلي الشاشة دون مراجعة وتدقيق! وعلي رأسها الإعلانات! فعندك مثلا يا سيادة الوزير، كلمة مساءً، التي تكتبونها بالخطأ »مساءاً«.. والاسكندرية التي تضعون همزتها دائماً فوق.. والإعلام وأنتم وزارة الإعلام تكتبونها »الأعلام« جمع علم، رغم أن نطق الكلمة مفروض أن يرشدكم لوضع الهمزة الصحيح تحت.. وأخطاء نصب الفاعل ورفع المفعول والمجرور وعدم الاعتراف بشيء اسمه مضاف اليه، وأخطاء الصياغة، وتمييز الأرقام.. وكتابة »منفذو« هكذا: » منفذوا«.. وترجئ تكتبونها ترجيء.. الخ!.. فضلا عن اخطاء المذيعين ونطقهم المخجل لبعضهم الكلمات! وهو ما لم يكن يحدث أبداً في العصر الذهبي للراديو ( زمن أحمد فراج وجلال معوض وصفية المهندس) مثل سواءً ينطقونها سواءٌ بالضمتين.. وحتي مذيع الجهود الأمنية المتميز محمد علوي ينطق دائماً كلمة »الإتجار« بتسكين التاء هكذا »الإتجار« وليس بالشدة المكسورة!. فيا عزيزي وزير الإعلام.. إن وجودك حالياً كآخر وزير إعلام فرصة لن تتكرر، لكي تعالج هذه الاخطاء وتحيل إدارة المصححين في التليفزيون للتحقيق في غفلتهم وإهمالهم المخزي.. أو تنتدب مصححا ليعلمهم.. وتعيد الحياة لمعهد تدريب المذيعين.. ولك تيحاتي وتهنئتي بعيد الاضحي.