النصب التذكارى للجندى المجهول فى «ميدان المنشية» يحكى للأجيال تاريخ وطنهم علي قاعدة رخامية يعلوها مجموعة من الأعمدة المنقوشة بدقة والمرتبة علي شكل نصف دائري،يوجد النصب التذكاري للجندي المجهول في قلب مركز الإسكندرية التجاري»ميدان المنشية»، ليحكي للأجيال الحالية قصتين عن تاريخ وطنهم.. الأولي عن علاقات مصر بإيطاليا والثانية عن بطولات القوات البحرية...ومر النصب التذكاري الذي يخضع حالياً لعملية تطوير وترميم تقوم بها القوات البحرية لاستعادة رونقه كتحفة معمارية لا تعوض،، وذلك في إطار خطة شاملة لتطوير الميدان ينفذها حي الجمرك بالتنسيق مع قطاع الشئون الأثرية. ويوضح د. محمد عوض، أستاذ العمارة والمؤرخ السكندري أن النصب التذكاري شاهد علي أمجاد وبطولات القوات البحرية المصرية عبر التاريخ وتخليداً لذكري شهدائها، حيث تحتفل القوات البحرية سنوياً في يوم 21 أكتوبر بذكري تدمير القوات البحرية المصرية للمدمرة الإسرائيلية إيلات أمام شاطئ بور سعيد عام 1967. ويشير إلي أن المعماري الإيطالي «إرنستو ڤيرّوتشي» كبير مهندسي القصور الملكية في عهد الملك فؤاد، كان قد صممه في عام 1938 وتمت اقامته في نهاية «الحدائق الفرنسية» بميدان المنشية علي البحر مباشرة،كهدية من الجالية الإيطالية كتذكار لتكريم الخديو إسماعيل لدور مصر الداعم لإيطاليا في الحرب العالمية الأولي، ويعتبر نسخة مصغرة مستوحاة من النصب الأول ل «ڤيكتور عمانويل الأول» في روما. وأوضح أن النصب كان يضم تمثالا للخديو إسماعيل في مواجهة البحر كتعبير عن تطلع الخديو لأوروبا للاستفادة من حضارتها، إلا أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أصدر قراراً جمهورياً بعد ثورة 23 يوليو 1952 يقضي بتحويل هذا المكان إلي نصب تذكاري للجندي البحري المجهول وتسليمه إلي قيادة القوات البحرية. ومن جانبها، قالت هند كراره، مدرسة بالمعاش، إن الجزء الأعلي من الجدار فوق الأعمدة - كان يوجد عبارة مكتوبة مذكور فيها أن البناء والتمثال هدية من الجالية الإيطالية إحياء لذكري الخديو إسماعيل، لافتة إلي تمثال الخديو وإهداء الجالية الإيطالية ظل علي حالهما فترة طويلة بعد ثورة سنة 1952 حتي أواخر الخمسينيات.