قرية باريس التى بناها حسن فتحى تسكنها الأشباح قبل 54 عاما وبالتحديد في عام 1962 بني فيلسوف المعمار ومهندس الفقراء حسن فتحي في مدينة باريس بمحافظة الوادي الجديد قرية فريدة من نوعها، وحملت اسم "قرية باريس"، لتكون نموذجا للعمارة البيئية بأقل التكاليف، بحيث يتم تعميمها في كافة الواحات الأخري مثل الخارجة والداخلة والفرافرة وباريس وبلاط، واستخدم في تصنيع طوب المباني الخامات المحلية من الطفلة والرمل الأصفر وقش الأرز والقمح، سواء لخفض التكاليف أو لتوفير جو صحي رطب لسكان تلك المنازل باستخدام الهندسة المعمارية، ووضع تصميمات من شأنها التخفيف من درجات الحرارة داخل تلك المساكن، كما حرص علي أن يكون موقعها فوق ربوة عالية بعيدا عن المياه الجوفية، وتمر السنوات والعقود والقرية علي حالها يسكنها الإهمال والقبح بعقد استئجار طال لمدة تزيد عن النصف قرن. وكما يقول عادل عباس رئيس مركز ومدينة باريس، فالقرية تضم كل الاحتياجات، من سكن لرئيس القرية وأماكن لبيع السلع للتجار، بالإضافة إلي مسرح لإقامة الأهالي أفراحهم، وتعد النموذج الوحيد المتكامل بناؤه من حيث المنظر والتشكيلات الهندسية، ويلمس أي زائر لها اختلاف درجات الحرارة خارج المبني عن داخله ويشعر بالهواء الرطب القادم من "ملاقف الهواء"، رغم حرارة الجو المرتفعة خارج المبني، كما توجد أماكن صممها الراحل حسن فتحي كمخازن لحفظ الغلال أسفل مباني القرية، ويشير إلي أن هذه المدينة هي الأثر الوحيد المتكامل لعمارة الفقراء صديقة البيئه التي كان ينادي بها الراحل حسن فتحي، كما أنها أفضل بكثير من قرية "القرنة" التي بناها الراحل في النوبة، حيث مازالت حالة المباني جيدة جدا وتقف شامخة متماسكة الجدران. ونصل إلي القضية المهمة التي يلخصها لنا عادل مراد من أبناء قرية صنعاء ونائب أول رئيس لمركز باريس في تأكيده علي الوضع الحالي للقرية سيء للغاية، برغم المحاولات التي ينفذها قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة لاستغلال القرية كمرسم عالمي، ويطالب بضرورة تحويل المشروع إلي واقع، بحيث يحضر إليها كل فناني العالم ليعيشوا بين أحضان الطبيعة الخضراء والجبال ومزارع النخيل، موضحا بأنه سبق مخاطبة هيئة قصور الثقافة لوضع برنامج لتطوير المكان، إلا أنه حتي الآن لم تتم الاستجابة. وفيما يدعو محمد السيد من أهالي مدينة باريس إلي طرح القرية للاستثمار السياحي ويستطيع أي مستثمر باستغلال طبيعته الخاصة ومقوماته أن يحوله إلي جنة، ويوجه رسالة إلي محافظ الوادي الجديد اللواء محمود عشماوي لتبني فكرة طرح الموقع بالكامل للاستثمار السياحي بحيث تقوم وزارة الاستثمار بتسويقه وجذب أكبر عدد من المستثمرين الذين يقدرون اسم الراحل حسن فتحي وبما يمثل دفعة كبيرة للاستثمار بالوادي الجديد.