أنا في حيرة من وزير الإسكان فالرجل بعد فشله في تنفيذ برامج مشاريع الإسكان الاجتماعي وتسليمها للإدارة الهندسية للقوات المسلحة.. راح يتمسك بإدارة المنتجعات السياحية التي باعتها الحكومة للمواطنين علي امتداد الساحل الشمالي حتي تبقي العصمة في يده.. تخيلوا مثلا لما وزير في الحكومة يتولي إدارة شواطئ مارينا في الصيف، هل شفتم حكومة يدخل في اختصاصها إدارة الشواطئ وإقامة الملاهي المائية علي الشواطئ الرملية وتنظيم فرق من العاملين في أجهزة التعمير من خيرة الموظفين والمهندسين الشبان في الإشراف عليها.. مع أن هذه المنتجعات كانت تدار من خلال شركات إدارة متخصصة تابعة لبنك الإسكان والتعمير لكن الوزير عز عليه أن يتخلي عن وصايته لهذه المنتجعات فألغي شركات الإدارة وأعطي صلاحياتها لرؤساء أجهزة التعمير ولكم أن تتخيلوا حجم الفساد في تأجير الشواطئ التي تدخل في حصتها وأبواب البيزنس الخفية للأجهزة الحكومية والتي أصبحت موردا لهم في الصيف.. ولا أعرف أين الرقابة الإدارية.. - العجوز المخضرم الوزير السابق حسب الله الكفراوي أطال الله في عمره وأخرجه من وعكته الصحية كانت له مقولة « المنتجعات السياحية لا تديرها الحكومة لكن تديرها اتحادات الملاك مع شركات الإدارة.. وعلي الحكومة ممثلة في وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية أن تتفرغ لتطوير المدن الجديدة وإسكان الغلابة لأن مثل هذه القضايا أهم من إدارة الشواطئ أو تنظيم مزادات أو إدارة الأنشطة الترفيهية.. - للأسف لم يأخذ وزير الإسكان برأي معلمه الكفراوي ونسي أنه هو أول وزير قام بتطوير الساحل الشمالي وأول من أقام المنتجعات السياحية علي امتداده.. ولأن وزير الإسكان مصطفي مدبولي يري أنه عبقري زمانه لمجرد مشاركته اجتماعات الرئيس باللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.. نسي أن الرئيس السيسي رجل مؤدب جدا ويحترم الشرعية وكونه أنه يناقش مع كامل الوزير مشاريع الإسكان الاجتماعي فقد ارتأي أن يتم الحوار في حضور الوزير المسئول عن الإسكان بصرف النظر عن هو مين.. مع أن الوزير العبقري ارتكب أخطاء كثيرة عندما أغرق المدن الجديدة بتصريحات « فشنك « عن مشاريع إسكان لم تتم، ومع ذلك تصور أن حضوره اجتماع الرئيس يعطيه حصانة في فرض نفوذه علي ملاك الوحدات السكنية بالمجتمعات السياحية وبالتآمر علي « مارينا « بغرض تطفيش سكانها إلي منتجعات رجال الأعمال مع أن الذين باعوا وحداتهم فيها شعروا بالحزن علي فقدانهم منتجعا كاملا متكاملا يعمل الوزير علي تحويله إلي خرابة مثل المعمورة.. ورغم المستوي السيئ الذي أصبحت فيه المعمورة نري الرئيس السيسي يجدد ذكرياته فيها لذلك رأيناه يتجول في شوارعها بدراجته وفي داخله حسرة وألم علي المعمورة الجميلة التي كانت مصيفه المفضل.. - الإدارة الحكومية كانت سببا في تطفيش المستثمرين من مارينا.. لقد فقدنا مشروعا استثماريا كبيرا للمستثمر السعودي بكر بن لادن عندما أبدي رغبته في تحويل « مارينا» إلي أكبر منتجع سياحي لليخوت.. فأوروبا تقوم بتهريب يخوتها في الشتاء بسبب الجليد ولأن الجو في هذا التوقيت دافئ في مارينا فقد كان من الممكن تنشيطها طوال فترة الشتاء بهذا المشروع.. لكن تقول الكلام ده لمين.. وعندنا متسلطون في أجهزة الإسكان والتعمير لا يفهمون لا في الاستثمار ولا في التعامل مع البشر بدليل الخراب الذي لحق بالمسرح الروماني الذي أصبح خرابة في عهد مدبولي بعد أن كان منارة للحفلات والمهرجانات طوال شهور الصيف.. - الذي يعجبني في مارينا مجلس أمنائها الذي يرأسه محرم هلال رئيس جمعية مستثمري العاشر من رمضان الذي حظي بثقة أهل مارينا بعد استقالة الرجل المحترم المستشار رجائي عطية احتجاجا علي سلبية وزير الإسكان وأصبح المجلس يحتضن كتيبة من المقاتلين من السكان تقودها الدكتورة أميمة إدريس أستاذ أمراض النساء بطب القاهرة وعضو مجلس الأمناء ومعها المحاسب القانوني محمد عبد الصمد وعبد القادر فريد ومحمد السروي والدكتورة نادية مصطفي والدكتور أحمد مهنا ورجل الاقتصاد مصطفي الرفاعي هؤلاء يتصدون لقرار رئيس جهاز التعمير الذي يطالب بفتح أبواب مارينا لكل من هب ودب تحت شعار العدالة الاجتماعية.. وكأن العدالة الاجتماعية لا تحترم حرمة البيوت فتطلق العنان لكل من تسول له نفسه دخول مارينا وهو ليس واحدا من سكانها.. ثم لماذا ننادي بالعدالة الاجتماعية في مارينا وحدها ولا ننادي بها في منتجعات «مراسي وتلال والدبلوماسيين وغزالة...و....و... وبورتو مارينا» أي عاقل ينادي بالفوضي وتقليب شرائح المجتمع علي بعضها.. ثم ما ذنب الذين دفعوا دم قلبهم في شواطئ الساحل الشمالي ثم ننادي بشعار أجوف اسمه « العدالة الاجتماعية « مع أن الذين يسكنون مارينا هم جزء من هذا المجتمع.. - السؤال لمعالي الوزير.. لو أرسلت لك صورة علي الواتساب لواحد من ضيوف العدالة الاجتماعية وهو « بلبوص» علي الشاطئ تحت الدش.. ماذا سيكون رأيك؟.. - علي أي حال الرسالة وصلت واسمحوا لي أن أحيي هنا المقاتلة الدكتورة أميمة إدريس وأهل مارينا.. وأحيي الرجل الصامت المهندس إبراهيم صبري رئيس مجلس الأمناء المنتخب من جانب السكان والذي جردته الوزارة من اختصاص إشرافه وإدارة الخدمات في مارينا.. مع أنه هو الأجدر علي اعتبار أن بصماته علي صدر مارينا لأنه شارك في بنائها.. لكن من يسمع؟..