كل الفضائيات العربية التي تقدم مواد فنية وثقافية قديمة (روتانا كلاسيك) و(دبي زمان) وحتي برنامج (ماسبيرو) لسمير صبري علي قناة ( تن) تعتمد بدرجة كبيرة علي أرشيف التليفزيون المصري، من أفلام وحفلات غنائية وبرامج ثقافية وترفيهية.. وهو ما استدعي من التليفزيون المصري أن يفكر فعليا في استغلال ما لديه من كنوز، مطلقا قناة (ماسبيرو زمان) قبل أسابيع... حدث مهم بالتأكيد، لكن إطلاقه في بداية رمضان وزحمة أعماله الدرامية، لم يسمح بالحفاوة التي تليق بالحدث.. طبعا (ماسبيرو زمان) ليست تقليدا لفضائيات أخري، فالمواد المعروضة كلها تراث التليفزيون المصري المليء بالكنوز الثقافية والفنية، مكتبة ضخمة من الإسطوانات المدمجة من المواد النادرة والأفلام والمسلسلات والحفلات الغنائية والبرامج الثقافية والترفيهية واللقاءات مع كبار مفكرينا ونجومنا.. لايزال اللقاء النادر والوحيد في بيت طه حسين (رامتان) مع كبار كتابنا ومبدعينا من إعداد أنيس منصورفي برنامج ليلي رستم، أحد الكنوز العظيمة في مكتبة التليفزيون المصري.. (ماسبيرو زمان) ليس مجرد استعادة للزمن الجميل ولا هو نوع من الحنين للماضي، ولكن (لو أحسن التخطيط له) يكون مشروعا قوميا يصون التاريخ ويثري الحاضر، يربط الماضي بالحاضر، ويتيح للأجيال الجديدة التعرف والاستمتاع بفنوننا وثقافتنا وكنوزنا الثقافية.. ولو أحسن التخطيط له أيضا يمكن أن يكون مصدر دخل كبير للتليفزيون المصري، بطموح تحقيق ما سبق أن حققته تجربة (ماسبيرو دراما) التي أطلقها التليفزيون عام 2014 وحققت نجاحا لافتا تجاوز 12 مليون مشاهد علي اليوتيوب إلي الآن، وأكثر من 15 ألف مشترك، وهو ما يطمح أن تحققه (ماسبيرو زمان).