من حين إلى آخر يتذكر التليفزيون المصرى أنه يمتلك كنزا من التراث الإذاعى والبرامجى الذى إذا صح استخدامه سيتبدل التليفزيون من حال إلى حال، والمفارقة أن هناك بعض الفضائيات تبنى ثرواتها على استغلال المواد النادرة التى قام التليفزيون ببيعها فى فترة من الفترات. وفجأة وبعد صولات وجولات فى الحديث عن كيفية استغلال تراث التليفزيون الذى يمتلك مكتبة مليئة بالكنوز تحاول عدد من الكيانات العربية السيطرة عليه بأى شكل، قرر مجدى لاشين رئيس التليفزيون تخصيص موعد ثابت فى الأسبوع على القناة الأولى لعرض روائع الطرب من خلال إذاعة حفلات كبار المطربين مثل أم كلثوم والعندليب عبد الحليم حافظ ووردة ونجاة الصغيرة وشادية وغيرهم فى برنامج "روائع النغم" الذى يذاع يوم الجمعة 11 مساء، والمفارقة أن قناة روتانا كان لها السبق فى ذلك حيث تتضمن خريطتها ساعة يوميا لإذاعة هذه الحفلات التى يبحث عنها جمهور وعشاق الطرب الأصيل. وأمر لاشين بعمل صيانة للشرائط المسجل عليها هذه الحفلات قبل عرضها وإزالة الغبار من عليها لتصلح للعرض بعد فترة طويلة من "الركنة"، كما يركز التليفزيون فى الفترة الحالية على عرض البرامج التى تبث موادا نادرة منها "أيامنا الحلوة"و برنامج "ماسبيرو صندوق الدنيا"، وهو برنامج يحاول تقديم أجزاء من تراث البرامج السينمائية ولقاءات النجوم الكبار الذين قدموها فى العصر الذهبى للتليفزيون المصرى فى محاولة لتقديم هذا التراث العريق للأجيال الجديدة، ويعتمد البرنامج على اللقاءات النادرة لنجوم السينما مع الإعلاميين الكبار منهم (طارق حبيب، ناهد جبر،سلوى حجازى،ليلى رستم)، حيث عرض مؤخرا حوارا أكثر من ممتع مع الفنان عبد السلام النابلسى الذى تحدث فيه عن نشأته وتعليمه على يد والده الشيخ إبراهيم النابلسى ومن المعلومات التى قالها النابلسى فى حواره مع ليلى رستم أنه بدأ مشواره كأديب وكاتب وليس ممثلا،وغيرها من الحوارات النادرة التى تعيدنا لزمن لم يتبق منه شيئا سوى صورة أبيض وأسود.
