من الشخصيات السياسية والإعلامية التي أثرت في حياتي وارتبطت بها طويلاً خلال مسيرتي الصحفية علي مدي 04 عاماً د.محمد عبدالقادر حاتم الفارس النبيل الذي يحظي اسمه وتاريخه الوطني بتقدير محلي ودولي وعالمي غير مسبوق وقد أمضيت معه أوقاتاً ممتعة في الأيام الماضية وأنا استعرض معه أوراقه الخاصة التي سجل فيها كواليس حرب أكتوبر المجيدة عام 3791 والتي سمح لي أن أنقل ما جاء بها علي صفحات »أخبار اليوم« ونحن نحتفل بالذكري 93 لهذا الحدث العسكري المهم الذي زلزل كيان اسرائيل في 6 ساعات غيرت مجري التاريخ في منطقة الشرق الأوسط بل وفي العالم بأسره. ان د.حاتم هو الشخص الوحيد الذي تولي ثلاث وزارات في عهد الرئيس جمال عبدالناصر فهو من الضباط الأحرار وتدرج في رتبه العسكرية المختلفة إلي أن تم الاستفادة به في العمل السياسي نتيجة لنبوغه الفكري فقد كان وزيراً للإعلام والثقافة والسياحة والرجل الثاني في الدولة خلال حرب أكتوبر 3791 ورئيساً للوزراء نيابة عن الرئيس السادات وصاحب خطة الخداع الإعلامي الاستراتيجي قبل اندلاع الحرب ثم تولي مسئولية المجالس القومية المتخصصة لعدة سنوات وصاحب العديد من المؤلفات السياسية المهمة فالرجل موسوعة علمية في شتي المجالات نتيجة دراساته المتعددة فقد حصل علي ماجستير في العلوم السياسية والعسكرية ودبلوم في الاقتصاد السياسي ودكتوراه في القانون ودكتوراه فخرية من فرنسا وكوريا ويحمل العديد من الأوسمة المحلية والدولية والوحيد الذي تم تكريمه بمنحه وسام قلادة الجمهورية مرتين الأولي في الستينيات في عهد الرئيس جمال عبدالناصر والثانية في عهد الرئيس أنور السادات عقب حرب أكتوبر في السبعينيات. ومن حق الرجل علينا ان نعيد تكريمه اليوم مرة أخري في مقر رئاسة الجمهورية بعد أن اعتزل العمل السياسي وحياة الأضواء تماماً عقب مسيرة حافلة بالانجازات والبطولات الأسطورية التي حققها لأمته في كل موقع تواجد به حيث كان مثالاً للشرف والوطنية والنزاهة ونظافة اليد ويكفي أنه أقام علي صرح النيل الخالد في قلب القاهرة مبني التليفزيون العملاق وأقل شيء أن يوضع له تمثال في مدخل هذا الصرح الاعلامي وأن يطلق اسمه علي شارع ساحل الغلال المؤدي الي المبني علي كورنيش النيل وأن يتم إصدار عملة تذكارية تحمل صورته واسمه وان تخصص جائزة سنوية تمنح باسمه لصاحب أفضل برنامج اذاعي وتليفزيوني في مجالات الإعلام أو الثقافة أو السياحة أو الشئون السياسية أو غيرها من فنون الإعلام المرئي والمسموع. إنني أضع هذه الاقتراحات أمام صديقي صلاح عبدالمقصود وزير الاعلام الذي أعلم ما يحمله في قلبه وعقله من حب ومودة وتقدير للرجل المحترم د.عبدالقادر حاتم. إننا بتكريم د.محمد عبدالقادر حاتم نرسي مبدأ أخلاقيا وسلوكا حضاريا مهما في الاحتفاء بأصحاب القامات العالية وهم لا يزالون علي قيد الحياة يعطرونها بعطائهم الذي لن يندثر أو يتلاشي مع مرور الزمن بل يظل متوهجاً شاهداً علي عصر ازدان بنور العلم والمعرفة صنعه المبدعون من أبناء هذه الأمة علي الرغم من حلاوة الانتصارات وقسوة الانكسارات التي حفلت بها مراحل تاريخهم الوطني ولكنهم كانوا رجالاً أشداء لم يهتزوا أو تقهرهم الصعاب ومضوا بقوة وفي عزيمة وصبر يبنون لبلادهم قواعد المجد وأحسب أن د.حاتم كان واحداً من هؤلاء وواجب علينا الآن خاصة بعد ثورة 52 يناير المجيدة أن تعيد كل أجهزة الدولة تكريمه وعلي رأسها الرئيس د.محمد مرسي رئيس الجمهورية الذي أعاد للرئيس الزعيم خالد الذكر أنور السادات حقه في التكريم المستحق له بعد تعتيم استمر 03 عاماً وفعل نفس الشيء مع الفريق البطل سعد الدين الشاذلي ومن قبل كان التكريم الرائع لمؤسس سلاح الصاعقة الوحش جلال هريدي الذي منحه رتبة الفريق الفخري ليؤكد للدنيا كلها أن مصر لا تنسي أبناءها أبداً مهما اشتدت عليهم قسوة الزمن وغدر وحقد أصحاب النفوس الضعيفة الذين لن يذكرهم التاريخ أبداً بعد أن استقر مقامهم داخل السجون والمعتقلات وأسدلت عليهم ستائر النسيان حتي ينالوا ما يستحقونه من عقاب إلهي من رب العرش العظيم.