عبدالغفار شكر أحد قيادات اليسار التاريخية، أجمعت علي تقديره واحترامه مختلف التيارات السياسية والحزبية نظرا لمواقفه الوطنية منذ شبابه المبكر ولأنه »دوغري زي السيف« لا يعرف التلون أو نفاق السلطة! وفي اليوم الذي تخرج فيه من الجامعة حدث أمر غريب لم ينسه رغم انه وقع منذ أكثر من نصف قرن، وتحديدا عام 2591 كان وقتها طالبا بقسم التاريخ بكلية آداب القاهرة، ويعمل في ذات الوقت موظفا بوزارة الزراعة بمحافظة الدقهلية، أضطر الي العمل مبكرا لإعانة اسرته بعد وفاة والده فجأة وكان عمدة قرية »بطرة« مركز طلخا، وهكذا جمع عبدالغفار شكر بين الحسنيين.. الدراسة والعمل! واستطاع دوما النجاح بتفوق.. يوم ظهور نتيجة السنة النهائية طلب من صديق له مسافر الي القاهرة ان يتوجه الي الكلية ويبلغه بنتيجته، وكانت المفاجأة المدوية أن صديقه هذا أبلغه بأنه راسب، ولم يجد اسمه في كشف الناجحين، وكانت صدمة عنيفة لأن هذا يعني تأجيل جميع كل ماكان يفكر فيه وعلي رأس تلك الأمور الزواج، فقد وجد بنت الحلال عن طريق زميل له في العمل فلم يتردد في خطبتها برغم ظروفه العائلية الصعبة بالاضافة الي انه مازال يدرس! وعليه ان ينتهي من دراسته الجامعية في اسرع وقت! وسأل الطالب المجتهد »عبدالغفار شكر« عن نتيجته مرة أخري في مكتب خدمة الطلاب الذي كان موجودا بالقاهرة في ذلك الوقت!! فقالوا له: ساقط!! وأصابه الذهول: أنه متأكد أنه أجاد في الامتحانات وكان دوما من الأوائل. فما الذي جري في هذه السنة، وأضطر أن يأخذ أجازة من عمله، ويسافر الي القاهرة ليري الوضع بنفسه، وتنفس الصعداء عندما وجد اسمه في كشوف الناجحين في قسم التاريخ بكلية اداب القاهرة دفعة 0691، وتبين ان كل من سأله عن النتيجة كان يبحث عنها في كشوف المنتسبين لأنه كان يعمل، ولم يتصور أحد أنه طالب منتظم وبالطبع اسمه لم يكن مدرجا ضمن الناجحين في الكشف الأول.. ويقول عبدالغفار شكر بابتسامة كبيرة: الحمد لله بدأت بعد تخرجي في تحقيق أحلامي وكان علي رأسها الزواج من حبيبة القلب اسمها السيدة »فتحية العشري« وهي صاحبة فضل كبير في حياتي، ومنها أنجبت ابنتي الغالية »اميمة« وعندي منها حفيدان هما اجمل ما في حياتي.