أود أن أطلعك علي قصتي أو بالاحري مأساتي مع مصر التي طالما احببتها من كل قلبي وطالما دافعت عنها وعن سمعتها في أثناء إقامتي في الخارج لكنها تقسو علي الآن بشدة فأنا أول مصري يحصل علي منحة دراسية من الاتحاد الأوروبي بعد تخرجه بشهرين, حيث جرت العادة علي أن يمر عام علي الأقل علي التخرج وسافرت إلي جمهورية التشيك وتخصصت في الأدب الألماني بجانب تخصصي في اللغة التشيكية وآدابها وبعد عامين من الدراسة تسني لي أن احصل علي موافقة الجامعة التشيكية بان انتقل إلي ألمانيا لتكملة الدراسة وسافرت بالفعل وحدث أن أصبت بضمور في الكليتين مما تطلب عملية زرع كلي لي ولأن بطاقة تأميني لاتغطي هذا النوع من العمليات فقد قال لي المسئولون بالوزارة هناك انهم مستعدون لاجراء الجراحة لي علي أن تتحمل مصر نفقتها أو أكمل الدراسة وتتحمل مصر نفقات الغسيل الكلوي, وذهبت إلي السفارة بالاقتراحين وعرضت الأمر علي البعثات, وتم تحويل الموضوع بعد ثلاثة أشهر إلي وزارة الصحة التي قالت إن كلا الأمرين مرفوض فقطعت دراستي هناك ونزلت إلي مصر لاجراء العملية. وبعد اجراء الفحوصات علي افراد عائلتي لم يصلح أي منهم للتبرع لي بكليته. إلا أن الله لم يتخل عني إذ ابدي صديق أخي الأكبر استعداده لأن يتبرع لي بكليته وبالفعل قمنا باجراء الفحوص اللازمة وتبين انه يصلح للتبرع وأن هناك توافقا في الأنسجة وهناك مشكلة أساسية وهي أن المستشفي يريد تصريحا من وزارة الصحة والتصريح يتطلب قيدا عائليا وتعثر علينا بل استحال اخراج هذا القيد لان مركز المعلومات يطلب شهادة ميلاد وشهادة وفاة وقسيمة زواج لزوجة أبي الأولي التي طلقها منذ أربعين سنة. ولم يتسن لنا في أي سجل مدني أو في أي محكمة أو في مجمع المحاكم أو في أي هيئة علي مدي شهر استخراج أي من هذه الأوراق وليس معنا سوي قسيمة طلاقها من والدي مع العلم بأنها ماتت أيضا منذ ذلك التاريخ ولا يوجد لها أي أولاد ولا اقارب في بلدنا. لقد حاولنا جاهدين أن نعثر لها علي مستند لكن دون جدوي. تصور أن مستقبلي وحياتي وصحتي متوقفة علي سيدة طلقها أبي منذ تلك السنوات البعيدة وللأسف لم يساعدنا احد في إيجاد مخرج, وحتي لو حصلنا علي التصريح فإن الأطباء يقولون انني يجب أن امكث فترة نقاهة بعد العملية لاتقل عن ستة أشهر ونحن الآن في شهر مارس, والكلية بعثت لي بانني يجب أن أكون هناك في شهر سبتمبر وإلا خسرت الدراسة والمنحة. إن مركز الكلي والمسالك البولية في المنصورة يستغرق دون غيره وقتا طويلا في اجراء التحاليل التي لاتستلزم سوي أسبوع فقط لاجرائها, مما يضيع علي فرصة تكملة الدراسة, وحيث إنني لا املك المال لاجرائها في أي مركز آخر فقد يستحيل علي اجراؤها حاليا. لذا أهيب بمنحي فرصة اجراء العملية باسرع وقت حتي أتمكن من تكملة دراستي التي هي ثمرة حياتي وكفاحي. * تلقيت هذه الرسالة المؤثرة من الأستاذ يوسف يوسف الديسطي من بساط طلخا دقهلية وانني اتعجب من موقف وزارة الصحة والجهات الطبية المسئولة واتساءل: ما علاقة زوجة الأب بمثل هذه الجراحة وما هو المطلوب من كشف العائلة؟ ومتي تنتهي هذه الفوضي الموجودة في الوزارة. انني ادرك تماما امكانيات مركز الكلي بالمنصورة وقد زرته والتقيت بالمسئولين فيه أكثر من مرة وهو علي مستوي عال من الكفاءة والدقة لكن مايحدث معك يثير الدهشة ولابد أن هناك شيئا ما خطأ فهل يسمعني الدكتور أشرف حاتم وزير الصحة وقد كان مديرا لمستشفي قصر العيني ويعلم تماما أوجه القصور الموجودة في المستشفيات الحكومية؟ أرجو الاجابة.