تمنحهم رعاية شبه أسرية| حضن كبير للأيتام في «البيوت الصغيرة»    متحدث الوزراء: المجلس الوطني للتعليم والابتكار سيضم رجال أعمال    كسر محبس مياه فى منطقة كعابيش بفيصل وانقطاع الخدمة عن بعض المناطق    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الجمعة 24 مايو 2024    وفاة إيراني بعد سماعه نبأ تحطم مروحية رئيسي، والسر حب آل هاشم    بايدن: لن نرسل قوات أمريكية إلى هايتى    وزير خارجية السعودية يبحث هاتفيًا مع رئيس وزراء فلسطين الأوضاع فى الضفة وغزة    السفير رياض منصور: الموقف المصري مشرف وشجاع.. ويقف مع فلسطين ظالمة ومظلومة    بوتين يصل إلى بيلاروس في زيارة رسمية تستغرق يومين    الزمالك ضد فيوتشر.. أول قرار لجوزيه جوميز بعد المباراة    منتخب مصر يخسر من المغرب فى ربع نهائى بطولة أفريقيا للساق الواحدة    محمد عبد المنصف: الأهلي «عمل الصح» قبل مباراة الترجي    سيد معوض يكشف عن روشتة فوز الأهلي على الترجي    طقس بورسعيد.. ارتفاع في نسبة الرطوبة ودرجة الحرارة 23.. فيديو وصور    «حبيبة» و«جنات» ناجيتان من حادث معدية أبو غالب: «2 سواقين زقوا الميكروباص في الميه»    تشييع جثمان شقيق مدحت صالح من مسجد الحصرى بعد صلاة الجمعة    الطفل سليم يوسف لمنى الشاذلي: دموعى فى مسلسل بدون سابق إنذار طبيعية    أصداء «رسالة الغفران» في لوحات عصر النهضة| «النعيم والجحيم».. رؤية المبدع المسلم وصلت أوروبا    الهندية كانى كسروتى تدعم غزة فى مهرجان كان ب شق بطيخة على هيئة حقيبة    تفاصيل العثور على مومياء داخل شوارع أسوان    سورة الكهف مكتوبة كاملة بالتشكيل |يمكنك الكتابة والقراءة    يوم الجمعة، تعرف على أهمية وفضل الجمعة في حياة المسلمين    شعبة الأدوية: التسعيرة الجبرية في مصر تعوق التصدير.. المستورد يلتزم بسعر بلد المنشأ    الصحة العالمية تحذر من حيل شركات التبغ لاستهداف الشباب.. ما القصة؟    10 شهداء بينهم أطفال ونساء جراء قصف الاحتلال شقة سكنية في قطاع غزة    سقوط سيارة ملاكي في ترعة بطريق "زفتى - المحلة" (صور)    المعمل الجنائي يفحص آثار حريق داخل محطة تجارب بكلية الزراعة جامعة القاهرة    هشام ماجد: "هدف شيكابالا ببطولة أفريقيا اللي الأهلي بياخدها"    مقتل مدرس على يد زوج إحدى طالباته بالمنوفية: "مش عايزها تاخد دروس"    وفد قطري يزور اتحاد القبائل العربية لبحث التعاون المشترك    سعر الدولار مقابل الجنيه بعد قرار البنك المركزي تثبيت أسعار الفائدة    بعد تثبيت الفائدة.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 24 مايو 2024    إخفاء وإتلاف أدلة، مفاجأة في تحقيقات تسمم العشرات بمطعم برجر شهير بالسعودية    خالد جلال: مدرب الترجي يعتمد على التحفظ    استقالة عمرو أنور من تدريب طنطا    «الوضع الاقتصادي للصحفيين».. خالد البلشي يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    هيثم عرابي يكشف تعليمات طلعت يوسف للاعبي فيوتشر قبل مواجهة الزمالك    "فوز الهلال وتعادل النصر".. نتائج مباريات أمس بالدوري السعودي للمحترفين    أسعار الدواجن البيضاء في المزرعة والأسواق اليوم الجمعة 24-5-2024    يمن الحماقي: أتمنى ألا أرى تعويما آخرا للجنيه المصري    «صحة البرلمان» تكشف الهدف من قانون المنشآت الصحية    حظك اليوم برج الحوت الجمعة 24-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. فرصة للتألق    حظك اليوم برج الجدي الجمعة 24-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    افتكروا كلامي.. خالد أبو بكر: لا حل لأي معضلة بالشرق الأوسط بدون مصر    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: الحصول على العضوية الكاملة تتوقف على الفيتو الأمريكي    إصابة فتاة إثر تناولها مادة سامة بقنا    خبطة في مقتل.. تفاصيل ضبط ترسانة من الأسلحة والمخدرات بمطروح    حزب الله اللبناني يعلن استهدف جنود إسرائيليين عند مثلث السروات مقابل بلدة يارون بالصواريخ    لمستخدمي الآيفون.. 6 نصائح للحفاظ على الهواتف والبطاريات في ظل الموجة الحارة    طريقة الاستعلام عن معاشات شهر يونيو.. أماكن الصرف وحقيقة الزيادة    «فيها جهاز تكييف رباني».. أستاذ أمراض صدرية يكشف مفاجأة عن أنف الإنسان (فيديو)    انتهاء فعاليات الدورة التدريبية على أعمال طب الاسرة    لجنة سكرتارية الهجرة باتحاد نقابات عمال مصر تناقش ملفات مهمة    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال    رئيس الوزراء يناقش سبل دعم وتطوير خدمات الصحفيين    ما حكم سقوط الشعر خلال تمشيطه أثناء الحج؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    رجل متزوج يحب سيدة آخري متزوجة.. وأمين الفتوى ينصح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أداء الواجب بات موضة قديمة ..المآتم والأفراح فرصة للخروج من سجن العنوسة
نشر في محيط يوم 13 - 01 - 2008


أداء الواجب بات موضة قديمة
المآتم والأفراح فرصة للخروج من سجن العنوسة
محيط - فادية عبود
كان واجب العزاء منذ عهد مضي قاصراً على السيدات فقط ولا مجال للفتيات والشابات ، ولكن الآن لا تجد البنت غضاضة أو حرجاً في أن تصحب أمها إلى المآتم لا من أجل تأدية الواجب وإنما لأنها أصبحت فرصة تعارف من أجل الزواج لا تقل أهمية عن الأفراح والمناسبات السعيدة.
ولأنه لا مكان للخاطبة في الألفية الثالثة ، كما أن الخاطبة الألكترونية أثبتت فشلها ، لذا تعد الأفراح والمآتم فرصة كبيرة لعرض وطلب الزواج .
تقول أم عبد الله ، لمجلة "سيدتي" ، إن ابنتها قد بلغت الثامنة والثلاثين من عمرها دون زواج، على الرغم من محاولاتها الاندماج والاختلاط مع الأهل والأقارب والأصدقاء في الحي الذي تقطن فيه، إلا أنه تغيرت طبيعة المساكن بعد حصول الكثيرين على أراض سكنية مستقلة، ولهذا فهي مضطرة إلى اصطحاب ابنتها الكبرى في كل مناسبة، حتى لو كانت مناسبة عزاء، بل إنها لاحظت أن مناسبة العزاء قد تتحول إلى جلسة للحديث حول الزواج، وهو ما يشجعها على المشاركة الدائمة في هذه المناسبات.
هرباً من العنوسة
لا ترى أم خالد، عيباً في اصطحاب بناتها إلى المناسبات الاجتماعية المختلفة ، فهي أم لأربع بنات، تتراوح أعمارهن ما بين 17 و 24 سنة، من خلال اصطحاب ابنتها الكبرى إلى المناسبات الاجتماعية المختلفة استطاعت أن تجذب الأنظار إليها، ما أدى إلى زواجها في وقت مناسب، وهذا ما تفعله أيضاً بالنسبة إلى بقية بناتها كي يجدن نصيبهن في وقت مبكر.
وتوضح أم خالد دوافع تصرفها هذا ، قائلة : " لقد عايشت بمرارة تجربة عنوسة بعض شقيقاتي، بسبب عزلتهن وعدم خروجهن إلا في إطار الحي، لذلك حاولت منذ وقت مبكر أن أبعد هذا المصير المشؤوم عن بناتي. كما أنها تستخدم كما تقول أسلوباً مهذباً واجتماعياً لائقاً، يمكن أن تلجأ إليه الكثير من الأمهات، وهو ليس أسلوباً مستهجناً، وليس فيه شيء من العيب".
شطارة بنات
الخروج عن جحيم العنوسة فرض على الكثيرات جرأة التفكير ، فبدأت الفتيات في تشغيل الدماغ واستعمال الذكاء للتحايل علي واقع مر اسمه العنوسة وتأخر سن الزواج ، ولأن الأزمات تصنع البطولات، فقد تجلت مهارات البنات في خطبة الشباب بذكاء واضح رغم أنه في النهاية الرجال هم من يطرقون الباب ويطلبون أيدي الفتيات من أهاليهن، رافعات شعار "إسعى يا عبد وأنا أسعى معاك" ، علي اعتبار أن الزواج رزق والسعي علي الرزق مطلوب ؟
يا هوا المصايف
ليس الهدف الأوحد للبنات في المصايف الاستجمام ، بل بات هدفاً ثانوياً ذلك لان هناك هدف أكبر، هو التعرف على شاب وسيم ينفع زوج للمستقبل، لذا تجد معظم البنات خلعن لباس البحر ليرتدين أجمل ملابسهن على الشاطئ بماكياج أنيق للصباح ليضفي عليهن جمالاً خاصاً في ضوء الشمس ، مستلقيات على كراسي الشاطئ وعيونهن زائغة باحثة عن فتى وسيم .
هذا الروتين متبعاً كل صبح على الشاطئ إلى أن يأذن الله بابن الحلال ، أما مساءًا فإنك تمشي في المصيف وكأنك قد دُعيت إلى فرح دون علمك فالفتيات يرتدين الأزياء البراقة اللماعة الشفافة ، وإن لم يكن متعمدات ذلك فإن موضة الترتر والخرز السائدة تجذب إليهن الانتباه دون شك .
قد يلعب الحظ دوراً أكبر من جهود البنت في أسبوع المصيف ويخطفها فارس الأحلام على حصانه بعد تعرف الأسرتين عن طريق الصدفة ، وطبعاً هذا لا ينفي جهد تكتيك الفتاة وخطتها المرسومة من دلال وخجل وأدب وعناية بحماة المستقبل لترشحها لابنها إن لم يكن وقع فريسة بعد !!
تقول " ع . ك " ، متزوجة ولديها طفل عمره 7 أشهر : تعرفت على زوجي من خلال المصيف و كنت وقتها في مرحلة الثانوية ، أمه كانت صديقة خالتي في العمل وكنا دائمي الذهاب إلي المصيف مع خالتي ، ومن هنا أتتني فرصة التعرف عليه ، وقع في حبي وأحببته ، لكنه لم يكن أنهى دراسته الجامعية بعد . تعاهدنا على أن نكون لبعض ، وعرفت أمي القصة وكان دائم الزيارة لنا هو ووالدته في المنزل إلى أن استقرت ظروفه وتزوجنا ، ورزقنا الله بأحمد 7أشهر .
وتضيف " ع. ك " من خلال تجربتي أرى أن زواج المصايف إذا توافرت فيه صدق النوايا يكون زواجاً ناجحاً .
فوائد المواصلات
الفائدة الوحيدة التي يعرفها الناس للمواصلات هي نقل الناس من مكان لمكان ، ولكن هناك فائدة أخرى لا تعلمها إلا الحاذقات الماهرات ألا وهي أن المواصلات - خاصة مع طول المسافات - أفضل من الخاطبة ، أي طريقة جيدة لاختيار العريس المناسب ودراسة ميوله وأخلاقه .
" ي . س " من الزقازيق صحفية وكانت تعمل بالقاهرة قبل أن تتزوج من صحفي يعمل بجريدة أخرى اعتادت مشاهدته يومياً في قطار الزقازيق بدأ الحديت عندما جلست بجواره يوماً ما وطلبت منه قلماً ، فلفت انتباهه الأوراق التي كانت بصحبتها وسألها عن عملها فأجابته أنها صحفية وقال لها أنه أيضاً صحفي ، في الحقيقة هي كانت تعلم لأنها رأت ذات مرة في يده ( أمر نشر ) ومنذ ذلك الحين كانت تتعمد الجلوس بجواره لأن شخصيته أعجبتها ، حتى اعتاد هو أيضاً الحديث معها ومشاهدتها كل صباح ، فحقق لها رغبتها الدفينة عندما قرر التقدم لأهلها لطلب يدها .
أما " ث . ش " طالبة بالسنة النهائية بكلية الصيدلة جامعة 6 أكتوبر ، شدتها أناقة رجل كانت تراه في الاتوبيس الذي يوصلها للجامعة ، ومن حسن حظها كانت تركب الأتوبيس من بداية الخط ، كانت " ث . ش " مهتمة بأن تظهر بأبهى حلة أمام فتاها لتجذب انتباهه ، كانت تتعمد تارة الجلوس في أماكن ليراها وقت نزولها في محطة الجامعة ، وتارة أخرى تتعمد الجلوس بجواره ، ولكنها لم تكن تجلس بجواره بصفة مستمرة كي لا يعتقد أنها معجبة به ، استمر الحال هكذا طوال نصف السنة الدراسي الأول ، وفي التيرم الثاني بدأ هو في إلقاء تحية الصباح عليها ، وكانت تردها على استحياء شديد رغم أنها تتميز بجرأة شخصيتها ، ولكن هذه كانت ضمن خطتها للإيقاع به إذ كان يبدو عليه أنه خجول بعض الشيء ، وبالفعل نجحت خطتها ، وهي الآن مخطوبة لهذا الشاب .
الأفراح مكان ولا أحلى
الآن حفلات الزواج لا تقتصر على وجود عروس واحدة فقط ، تقريباً كل البنات ينافسن العروس ليهربن من لقب " عانس " ليصبح حفل الزواج أو الخطوبة حلقة مفتوحة لاختيار شريك الحياة .
تتسائل "أ . م " طالبة جامعية قائلة : ما العيب في أن تسعى الفتاة وتبذل جهداً في البحث عن عريس بشرط أن يتم ذلك في إطار لا يقلل من شأنها ، ففي نظري هذا أمر عادي جداً وهناك فتيات كثيرات يذهبن للأفراح وليس في أذهانهن أصلاً موضوع العريس ، ولكن يحدث النصيب ويعجب بها أحد إخوة العريس أو أصدقائه ، ولكن في الوقت الحاضرلا وبكل صراحة نسبة التعمد وهاجس العريس متوافرة لدى نسبة كبيرة من الفتيات ممن يذهبن لهذه المناسبات خاصة وأن نسبة العنوسة في ازدياد .
أما "م . ع " مخطوبة ، ترى أن حضور الأفراح في الآونة الأخيرة بات من العوامل المحفزة جداً في الزواج خاصة للرجال كما هو الحال للفتيات ، بل إن هناك سيدات متخصصات " خاطبة مودرن " بفرز الأفراح ومعرفة العرايس والعرسان ومحاولة التوفيق بين " راسين في الحلال .
وتستطرد " م. ع " في حديثها قائلة : المسألة في النهاية تبقى خاضعة للنصيب ولكن ، لا بأس من السعي .
" هند عمر " - طالبة جامعية - تقول حكاية فارس الأحلام الذي يأتي على حصان أبيض ليخطف الفتاة عفى عليها الزمن ، وبالتالي لم نعد ننتظر الفارس ، ولكن نسعى إليه بكل السبل المشروعة للزواج خوفاً من لقب عانس ، لذلك ليس معيباً أن تتأنق الفتاة وتتجمل لتبدو في أجمل صورها في المناسبات الاجتماعية ، بل إن الأمهات أيضاً والعمّات والخالات يقمن بدور "الفاعل" في هذا الأمر تشجيعاً لعروس المستقبل من خلال الحديث عن أدبها وأخلاقها أمام المعازيم!
" ر. ن " - مخطوبة - تؤكد أنه من حق أي فتاة في عصرنا الحالي أن تتنتهز أي فرصة فربما وجدت في النهاية العريس المناسب وليس معنى ذلك أن تهين ذاتها ولكن عليها أن تفعل ذلك بشكل لائق تماماًَ ، ففي حفل خطبتي ارتدت أختي ثوباً جميلاً للغاية وكانت سعيدة بي للغاية كوني أختها الصغرى وتعتبر نفسها مسؤولة عني نوعاً ما خاصة بعد وفاة والدي ، ومن هنا دفعتها الحماسة الشديدة للرقص كثيراً والغناء ، ولكونها غير متزوجة وأيضاً غير مخطوبة ، فقد فوجئت بخطيبي بعد الحفل يعلق بأن حركاتها ورقصاتها كانت مبالغ فيها كثيراً حتى أن أصدقائه ظنوا أنها مدعوة أو صديقة لي ترغب في اصطياد عريس .
" ش . ع " - زوجة - تحكي عن تجربة زواجها من إحدى المناسبات الاجتماعية ، حيث كانت بصحبة والدتها وإخوتها وذلك في إحدى الأفراح الكبرى ، ورغم هدوئها وعدم ميلها للرقص أو مشاركة الآخرين من الشباب والفتيات في الطقوس التي يقومون بها في الأفراح إلا إنها عثرت على نصيبها خلال هذا الفرح حيث أعجب بها شقيق العروس ليس من خلال وجودها او رؤيتها لها في الحفل ولكن عند رؤيته لها في شريط الفيديو وتم الالاتباط منذ 14عاماً ، تضيف " ش " قائلة : مسألة الزواج من خلال الأفراح ظاهرة قديمة ولكنها زادت في الوقت الحاضر ، إلا أنني أرى مبالغة كبيرة من الفتيات فهن يرتدين ملابس ساخنة ويبادرن للتمايل والرقص مع أصدقاء العريس ! ، لذلك فإنني لا أجد عيباً في الفكرة ذاتها ولكن يبقى الأمر متوقفاً على شخصية كل فتاة ، أو مدى قناعتها بما تفعله .
البحث عن عريس
وتحلل دكتورة سامية الساعاتي - أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس - ظاهرة البحث عن عريس في المناسبات بقولها : حضور الفتيات المناسبات الاجتماعية فرصة للحصول على زوج مناسب مسألة شائعة منذ زمن ، ولكنها أخذت أبعاداً أكبر في السنوات الأخيرة وذلك بسبب صعوبة الزواج ، وارتفاع نسب الفتيات اللاتي تجاوزن الثلاثين بلا حتى مجرد خطبة ، وعدد هؤلاء حسب الاحصائيات 9 ملايين في مصر وحدها ، ولا يخفى أن ارتفاع سن الزواج لبنت مرده إلى أسابا عديدة ، منها : زيادة نسبة تعليم الفتيات وخروج البنت إلى العمل ، فضلاً عن الظروف الاقتصادية الطاحنة والبطالة ، لذلك لم تعد تجد الفتاة أي غضاضة في ارتداء أجمل أزياء السهرة وأن تبدو في أحلى صورها فلربما أعجب بها أحد أصدقاء العريس ، واللافت أيضاً أن مناسبات العزاء كذلك أيضاً باتت تمثل فرصة ليرى الفتاة أي عريس مناسب ، فرغم الملابس السوداء والحالة النفسية ، إلا أن هناك حالات زواج حدثت بالفعل في مناسبات العزاء ، فالأمر بات عادياً طالما كانت الوسيلة مشروعة ومحترمة شريطة ألا تكون هناك مبالغة من جانب الفتاة لأن المبالغة تثير حفيظة الشباب وتأتي دائماً بنتيجة عكسية .
وتشير دكتورة سامية إلى دور الأم في تشجيع الفتاة وحثها على حضور مثل هذه المناسبات ، خاصة في ظل القلق المتوافر في من قبل الأمهات على مصائر بناتهن لاسيما ان كثير من الأسر تقيس تأخر سن زواج الفتاة بمعايير الماضي دون التنبه لظروف العصر الحالي وأزماته ، وكذلك في ظل المجتمع يبدو - للوهلة الأولى - منفتحاً إلا أنه في الواقع محدود العلاقات ، فكل أسرة أصبحت منغلقة على ذاتها ، وكذلك الجيران في مبنى واحد لا يعرفون بعضهم البعض إلا بشكل عابر ولعل هذا ما دفع بالعودة إلى زمن الخاطبة ، ولكن بشكل حديث الخاطبة الإلكترونية ومكاتب الزواج ، لذلك كله عادت من جديد ظاهرة زواج الصالونات والزواج عبر المناسبات الاجتماعية المختلفة .
الالتزام والارتباط
لوقت قريب عندما كانت تقرر البنت ارتداء النقاب، كانت تنقلب عليها أسرتها وخاصة أمها كي لا يفوتها قطار "العَدَل" أو حتى لا تتأخر في الزواج ، أما الآن فالوضع اختلف تماماً وأصبح الانتقاب والالتزام بحضور حلقات الدين في المساجد أقصر الطرق للزواج .
المسجد مجرد وسيط للتعارف، خصوصا خلال شهر رمضان الذي تتردد فيه الكثير من الفتيات علي المساجد، لأداء الفروض والنوافل المختلفة، حيث يطلب العديد من الشباب ممن يرغبون في الارتباط من أمهاتهم أو أخواتهم أو إحدى أقاربهم أن يبحثن لهم عن عروس مناسبة من بين الفتيات اللاتي يواظبن علي الصلاة بالمسجد، باعتبارهن أكثر التزاما من غيرهن.
وقد ساعد علي انتشار هذه الظاهرة حرص الفتاة المنتقبة علي تزويج قريبها الشاب من عروس منتقبة مثلها، وذلك لضمان حسن الخلق والالتزام الديني والدنيوي، وبالطبع يكون المسجد هو أنسب مكان يمكنها أن تتعارف فيه علي أكبر عدد من المنتقبات لتختار من بينهن العروس المناسبة، كما أن المسجد يتيح لها الفرصة لكي تراقب العروس المرشحة للزواج لفترة، وذلك لمعرفة مدي مواظبتها علي أداء الفرائض وحضور الدروس، ثم تبدأ في التعارف عليها، من خلال بعض الحوارات التي تكتسب من خلالها المزيد من المعلومات عن شخصيتها وأخلاقها وطباعها وميولها، لمقارنة ذلك بالمواصفات المطلوبة، أو علي الأقل لمعرفة حالتها الاجتماعية سواء كانت آنسة أو مطلقة أو أرملة.
تقول فتاة عمرها «18 سنة»: كنت أواظب علي صلاة الجماعة بأحد المساجد القريبة لمسكني، ولاحظت مراقبة إحدي السيدات لي وكانت تحاول في كل مرة أن تتحدث إلي ثم تتراجع، وعندما قررت ارتداء النقاب وذهبت للصلاة به لأول مرة، فوجئت بها تبارك لي علي هذه الخطوة في التقرب إلي الله، وتطلب مني عنوان مسكني أو رقم التليفون لكي تتصل بأهلي، وتطلب يدي للزواج من ابنها.
أما «ش.ج» «25 سنة» فتؤكد أنها في رمضان الماضي كانت تصلي التراويح بأحد المساجد، وكانت هناك سيدة تحرص علي الوقوف إلي جانبها دائما، وفي إحدي المرات صارحتها بأنها ترغب في تزويجها لابنها، الذي طلب منها البحث عن عروس، ملتزمة دينيا، من بين فتيات المسجد، وبالفعل تقدموا لأسرتها ووافقت علي الزواج، بعد أن وجدته الأسرة شابا ملتزما وجادا.
أما «ن.ع» «27 سنة فأخاها شديد التدين يتخذ الزهد في كل شيء منهجا لحياته، كوسيلة لإرضاء الله والتقرب منه، طلب منها أن تبحث له عن فتاة منتقبة أيضا علي أن تكون شديدة الالتزام، وتقبل أن تشاركه حياة الزهد، بكل ما فيها من مصاعب، وبالفعل بدأت تبحث له بين فتيات المسجد عن عروس تقبل هذه الشروط ، حتي تعرفت علي فتاة تحرم علي نفسها مشاهدة التليفزيون، ولا تشرب إلا من الإناء الفخاري كبديل عن المبرد الكهربائي، ولا تجلس إلا علي الحصائر بدلا من السجاد، خوفاً من أن يحاسبها الله علي هذه النعم، إذا ما لم توفيه حق شكره عليها، وهنا أيقنت «ن.ع» أن هذه الفتاة هي أنسب عروس لأخيها.
«و.ح» «24 سنة» تشير إلى أنها اقترحت علي أخيها الكثير من زميلاتها لكي يختار عروسا منهن، وذلك لتأكدها من سمو أخلاقهن جميعا، لكنه رفض الارتباط بأي واحدة منهن، وطلب منها البحث له عن عروس تكون أكثر تدينا، من اللاتي يواظبن علي أداء صلاة التراويح بالمسجد، لذلك قامت بإجراء العديد من الحوارات مع فتيات لا علاقة لها بهن، لكي تتقرب إليهن واختارت الأنسب له، وذلك حتى تعرفت علي فتاة حديثة التخرج، تبادلت معها الاتصالات التليفونية والزيارات، حتى يتعرف عليها هو الآخر وعندما أعجب بها تم الارتباط.
ولكن كيف يتعرف الشاب علي العروس المرشحة؟ الأمر ليس معقداً بل غاية في البساطة، فقط ينتظر الشاب خارج المسجد وعندما يشاهد قريبته في طريقها إلي الخارج، يتأمل جيدا الفتاة التي تسير معها، ويحاول أن يأخذ فكرة عامة عن مظهر الفتاة ومستواها الاجتماعي، ثم تتجرأ الوسيطة بعد ذلك وتطلب منها صورة شخصية ليراها العريس قبل أن يقرر الذهاب إلي بيتها ليطلب يدها، وفي أغلب الأحوال ينتهي الأمر بالتوافق ويتم الزواج سريعا، والله أعلم بعواقبه فيما بعد .
في النهاية يبقي الزواج كالرزق مقدر بوقت وميعاد ، ولان الزمن اختلف والحياة أصبحت فرص فالكل يسعى وراء أي فرصة للهروب من شبح العنوسة المرعب . من هنا كان سعي البنات في هذا الزمن نحو العريس من منطلق أن السعي علي الرزق مطلوب .
عزيزتي هل فكرتِ في في السعى علي الزواج ؟
وهل ترين هذا الأسلوب ينتقص من كرامة الفتاة ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.