وزير الصحة يحيل المتغيبين عن العمل للتحقيق بمستشفى مارينا    بالصور- ننشر أوائل الشهادة الإعدادية الأزهرية بجنوب سيناء    وزيرة التعاون: مصر تدعم دائمًا الدور المنوط بمجلس الوحدة الاقتصادية العربية    ارتفاع عدد ضحايا مجزرة النصيرات إلى 150 شهيدًا    مصر تواصل جهودها فى تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة (فيديو)    منتخب مصر يطير إلى غينيا بيساو عصر اليوم    وليد الركراكي يُعلق على غضب حكيم زياش ويوسف النصيري أمام زامبيا    «سيتفوق على الجميع».. رسالة خاصة من زيدان إلى مبابي    54 ألف طالبًا ب 140 لجنة.. الإسكندرية تنهي استعداداتها لماراثون الثانوية العامة    استمرار حبس المتهم بإلقاء مادة ك أو ية على طليقته في منشأة القناطر    السجن المشدد 5 سنوات لمتهم في إعادة محاكمته بقضية "أحداث كفر حكيم"    "أكليني وهاتي لي هدوم".. آخر ما قالته "آية" ضحية سفاح التجمع    شيرين رضا تعلن بشكل مفاجئ: "قررت الاعتزال"    شاهد فيديو جديد لصفع عمرو دياب أحد المعجبين.. ماذا فعل الشاب؟    ثقافة اسوان يناقش تأثير السيوشال ميديا "فى عرض مسرحى للطفل    الليلة.. صالون "نفرتيتي" يسير على خطى العائلة المقدسة بالأمير طاز    إجراء عاجل من وزير الصحة تجاه المتغيبين عن العمل بمستشفى مارينا المركزي    سما الأولى على الشهادة الإعدادية بالجيزة: نفسى أكون دكتورة مخ وأعصاب    السكة الحديد تعلن جداول قطارات خط «القاهرة - طنطا - المنصورة – دمياط»    عاجل| 6 طلبات فورية من صندوق النقد للحكومة... لا يمكن الخروج عنهم    وزيرة التخطيط تبحث سبل التعاون مع وزير التنمية الاقتصادية الروسي    أبرز 7 غيابات عن منتخب إنجلترا فى يورو 2024    رجال الأعمال تناقش تعزيز مساهمة القطاع الخاص لتحقيق مستهدفات القطاع الزراعي    ناقد فني: نجيب الريحاني كان باكيًا في الحياة ومر بأزمات عصيبة    لماذا الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم؟.. مركز الأزهر العالمي يُجيب    تنظيم 6 ورش عمل على هامش مؤتمر الأوقاف الأول عن السنة النبوية (صور)    الكشف على 1237 مريضا في قافلة طبية ضمن «حياة كريمة» بالمنيا    فريد زهران: ثورة 25 يناير كشفت حجم الفراغ السياسي المروع ولم تكن هناك قيادة واضحة للثورة    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة خلال مايو 2024    محافظ المنيا: توريد 373 ألف طن قمح حتى الآن    80 شهيدا وعشرات الجرحى فى غارات إسرائيلية على مخيم النصيرات ومناطق بغزة    الأهلي يحسم صفقتين ويستقر على رحيل موديست    خبير: برنامج تنمية الصعيد في مصر سيكون مثالا يحتذى به في كل دول القارة الإفريقية    الدفاع الروسية: قوات كييف تتكبد خسائر بأكثر من 1600 عسكري وعشرات الطائرات المسيرة    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 142 مخالفة عدم الالتزام بقرار غلق المحال    تضم هذه التخصصات.. موعد مسابقة المعلمين الجديدة 2024    "اهدى علينا".. رسالة من تركي آل الشيخ إلى رضا عبد العال    وزير الأوقاف: الأدب مع سيدنا رسول الله يقتضي الأدب مع سنته    الإفتاء توضح حكم تجميع جلود الأضاحي ثم بيعها في مزاد علني بمعرفة جمعية خيرية    راديو جيش الاحتلال: تنفيذ غارات شمال رفح الفلسطينية مع التركيز على محور فيلادلفيا    كاتب صحفي: حجم التبادل التجاري بين مصر وأذربيجان بلغ 26 مليار دولار    الفوج الثاني من حجاج «المهندسين» يغادر إلى الأراضي المقدسة    توجيهات من الصحة بشأن المدن الساحلية تزامنًا مع عيد الأضحى والعطلات الصيفية    العمل: تشريع لحماية العمالة المنزلية.. ودورات تدريبية للتعريف بمبادئ «الحريات النقابية»    رئيس جامعة المنوفية: فتح باب التقديم في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية    النائب علي مهران: ثورة 30 يونيو بمثابة فجر جديد    معسكرات داخلية وخارجية.. اللجنة الأولمبية تتابع خطط الاتحادات استعدادا ل باريس    خبيرة فلك تبشر برج السرطان بانفراجه كبيرة    أستاذ علوم سياسية: مصر بذلت جهودًا كبيرة في الملف الفلسطيني    «الدواء»: المرور على 9 آلاف صيدلية وضبط 21 مؤسسة غير مرخصة ب 7 محافظات    كريم محمود عبد العزيز يشارك الجمهور فرحته باطلاق اسم والده علي أحد محاور الساحل الشمالي    جولة مفاجئة.. إحالة 7 أطباء في أسيوط للتحقيق- صور    تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري يتصدر المباحثات المصرية الأذربيجية بالقاهرة    ب300 مجزر.. «الزراعة» ترفع درجة الاستعداد القصوى استعدادًا لعيد الأضحى    أزهري: العشر الأوائل من ذي الحجة خير أيام الدنيا ويستحب صيامها    مواعيد مباريات يورو 2024.. مواجهات نارية منتظرة في بطولة أمم أوروبا    إبراهيم حسن يكشف كواليس حديثه مع إمام عاشور بعد لقطته "المثيرة للجدل"    الإفتاء: الحج غير واجب لغير المستطيع ولا يوجب عليه الاستدانة من أجله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأخبار تحاور سمير البسيوني أول عمدة مصري في بلاد العم سام :
انتظروا مصريا رئيسا لأمريكا خلال نصف قرن

كنت في الولايات المتحدة الأمريكة وتحديدا في ولاية نيوجيرسي المكتظة بالمصريين والعرب عندما أعلن حزب العمال البريطاني فوز مرشحه صادق خان برئاسة بلدية لندن ليصبح أول مسلم يتولي منصب عمدة لندن وفور انتشار الخبر فوجئت ببعض الأصدقاء من المصريين المقيمين بنيوجيرسي يخبرونني أن هناك مصريا يعيش في الولاية اسمه سمير البسيوني سبق له أن تولي منصب عمدة مدينة واشنطن تاون لعدة دورات وأنه حقق نجاحا كبيرا في هذا المنصب فطلبت منهم عنوانه وتليفونه لاجراء حوار صحفي.. رحب علي الفور وبدا من صوته في التليفون الحماس الشديد لاجراء الحوار فهو علي الرغم من سفره للولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من 33 عاما وكان عمره وقتها 15 سنة إلا أنه مثل غالبية المصريين في المهجر يعيشون مع مصر وما يدور فيها لحظة بلحظة ويتلهفون لمقابلة أي مصري قادم من مصر حديثا لأنه علي حد تعبير سمير البسيوني يروي بعض ظمأ المغتربين الذين يقتلهم الحنين لبلدهم الام.
في بداية حوارنا أود معرفة حكايتك وكيف ومتي بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية؟
- يضحك سمير البسيوني ويقول:
حكايتي طويلة جدا بدأت منذ أن كنت طفلا صغيرا بالاسكندرية عندما انفصل والداي وكنت في الصف الثاني الابتدائي وأعيش مع امي واريد تخفيف العبء عليها فذهبت دون علمها لمحل موبيليا تحت البيت باحثا عن عمل ولن انسي نظرة النجار وهو يستفسر مني عن العمل الذي أبحث عنه في المحل فأخبرته أنه يمكنني أن اعمل أي شيء ولو حتي تنظيف المحل والموبيليا،فوافق أن يوظفني مقابل عشرة قروش يوميا ولم أكتف بالعمل في الأجازة فقط بل كنت أعمل عقب انتهاء اليوم الدراسي ثم انتقلت للعمل في مخبز حيث ارتفع أجري إلي ربع جنيه وكانت وظيفتي رص العيش بعد أن يخرج من الفرن ثم عملت كسمسار في فترة إجازة الصيف مثل مئات الشباب الاسكندراني الذين يقفون علي الشاطئ لينتظروا المصطافين القادمين من المحافظات الأخري ويقومون بمساعدتهم في الحصول علي شقة مقابل العمولة.
وكيف سافرت للولايات المتحدة ؟
- كان والدي قد سبقنا للولايات المتحدة بدعوة من شقيقي الأكبر الذي يعمل استاذا بأمريكا وبعد أدائي لامتحان الشهادة الاعدادية عام 1983 أرسل والدي يطلبني أنا وشقيقي الأكبر وقبل أن تظهر النتيجة حيث كان والدي قد حصل علي الجنسية الأمريكية.
حلم لم يتحقق
ماذا درست في أمريكا بعد حصولك علي الاعدادية من مصر؟
- كنت أحلم بدراسة ميكانيكا الطائرات ولكني لم أتمكن من الالتحاق بأي معهد أو مدرسة تحقق لي امنيتي ولكن حين التحقت بالهاي سكول (المدرسة الثانوية)كان هناك قسم للميكانيكا فالتحقت به وكان من ضمن المناهج التي ندرسها إصلاح أعطال السيارات وتركيب الاطارات وتغيير زيت السيارة والتشحيم والتزييت وكل ما يتعلق بصيانة السيارات وكان مدرس المادة يقسمنا لفرق وكل فرقة تضم خمسة طلاب وكنت رئيسا لفرقتي وكنا نتفوق علي كل الفرق وننجز في دقائق ماينجزونه هم في ساعات مما جعل المدرس في كل حصة يسند لنا نفس المهمة في تغيير زيت السيارات فاعترضت وطلبت منه أن نتعلم بقية فروع صيانة السيارات فإذا به يطردني من الحصة.فاتجهت لدراسة السياحة والفنادق.
الاعتماد علي النفس
هل كنت تعتمد علي الاسرة في المصاريف أم اعتمدت علي نفسك؟
- لا يوجد شيء في أمريكا اسمه الاعتماد علي الأهل في المصاريف فمنذ الأيام الأولي لوصولي لأمريكا كنت أقوم بتوزيع الصحف علي المنازل ثم عملت بعد ذلك في المطاعم الأمريكية كطباخ،واستكملت تعليمي الثانوي في مجال السياحة والفنادق وبعد التخرج عملت في المطاعم لمدة عامين،وبعد ذلك ودون مساعدة من والدي اتخذت قراراً يحمل قدراً من المجازفة حيث قمت بشراء مطعم صغير بدأت من خلاله رحلتي في عالم البيزنس الخاص. وفعلا قمت بفتح مطعم صغير، ثم كبر وصار مطعما كبيرا وشهيرا يتردد عليه جميع الجنسيات و بعد سنوات قليلة أصبح المطعم الواحد أربعة مطاعم في عدة مدن أمريكية.وتزوجت من أمريكية وانجبت منها ولدين ثم تزوجت من مصرية.
وكيف بدأت علاقتك بالسياسة؟
- عشقي للسياسة له ارتباط بجينات وراثية حيث كان جدي عمدة لاحدي القري المصرية بمحافظة الغربية وكان دائما ما يتنبأ لي بأنني سأكون في المستقبل سياسيا كبيرا لكوني جيداً في التفاوض بالإضافة إلي شغفي وتأثري الشديد بالرئيس انور السادات لذا وفي عام 1992 كان عمري وقتها 26 سنة وكنت أمتلك عدة مطاعم في عدة مدن أمريكية وكونت علاقات عديدة مع عدد كبير من السياسيين الأمريكيين وكان منهم عمدة إحدي المدن التي امتلكت مطعما بها،وكان كثيرا ما يأتي لزيارتي ويسألني عن آراء الناس وانطباعاتهم وفوجئت به في احد الايام يعرض علي الانضمام لمجلس إدارة المدينة،وهو مجلس أشبه بمجالس المحليات في مصر،ومن اهم اختصاصاته تولي شئون الإنشاءات المعمارية أو المشروعات أو التوسعات الخاصة بالمدينة وكنت أنا المصري الوحيد وأصغر الأعضاء سناً، بعدها بعام كنت رئيساً لهذا المجلس وقد حققت نجاحا كبيرا في المجلس شهد به الجميع في وقتها،وكان ذلك بعد أحداث 11 سبتمبر حيث اهتزت صورة العرب في ذلك الوقت وصار الأمريكان ينظرون إليهم بارتياب ويعتقدون أن المسلمين إرهابيون وقتلة فحاولت القيام بدور عملي في المساهمة في تغيير هذه الصورة وقررت أن أبدأ العمل السياسي من أول السلم.
وكيف اتخذت قرار الترشح لمنصب عمدة واشنطن تاون؟
- كما قلت لك من خلال إدارتي للمطاعم نجحت في تكوين الكثير من العلاقات واكتساب شعبية كبيرة والحمدلله، ثم اتجهت للعمل السياسي بناء علي نصيحة بعض السياسيين من زبائني وكان الموضوع يعني بالنسبة لي تحديا كبيرا وبدأته من أوله وقررت أن أفعل ذلك لأثبت أن المسلمين بينهم أناس مخلصون وأقوياء،ورشحت نفسي في انتخابات مجلس المدينة عام 2006 حيث يتم إنتخاب 5 أفراد كمجلس لأي مدينة ونجحت وحصلت علي عضوية مجلس مدينة «واشنطن تاون» لمدة 3 سنوات وبعد ذلك نائبا لعمدة المدينة و بعد نجاحي في مجلس بلدية واشنطن وكنائب للعمدة بها اتخذت قرار الترشح لمنصب العمدة وكان القرار في حد ذاته مغامرة كبيرة خاصة أن عدد الاسر العربية في المدينة لم يكن يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة وحينها بدأت في عمل أجندة خاصة بي وأطلقت حملة تعريفية بنفسي حتي أتمكن من الفوز بثقة الناس لاتولي منصب العمدة لمدة ثلاث سنوات. وبالفعل نجحت في انتخابات عام 2006 وخدمت المدينة لفترة ليست بالقليلة، كي أثبت للأمريكان أننا كمسلمين ومصريين وعرب لدينا القدرة والإمكانيات الإدارية، خاصة بعد أحداث سبتمبر والحمد لله اعتبر نفسي نجحت في هدفي إلي حد كبير جدا بدليل أنهم انتخبوني لعامين متتاليين وهم يعرفون أنني عربي مسلم رغم أن المدينة التي انتخبتني كل سكانها من الأمريكيين ولا يوجد فيها كما قلت غير عدد قليل جدا من العرب.
فارق كبير
كلمة عمدة في مصر تعني كبير البلد الذي يلجأ له الناس لفض المنازعات قبل وصولها لاقسام الشرطة..فماذا تعني كلمة عمدة في أمريكا؟
- دور العمدة في أمريكا يختلف عنه في مصر، قريب الشبه مع مهام المحافظ، لكنه يختلف عنه في اللامركزية، حيث يقوم العمدة بالتخطيط لكل شيء داخل المدينة بداية من أعمال الطرق ونسبة الضريبة المفروضة، وتعيين العاملين باقسام البوليس وأعمال الصيانة للمباني وجمع القمامة والتعاقدات مع الأطراف الأخري لإتمام الخدمات العامة. عمدة المدينة في أمريكا مسئول عن تأمين مدينته والتأمين الصحي والتعليم والمدارس وغير ذلك ويتبعه البوليس والمطافيء ويقوم بجمع الضرائب وهو مسئول مسئولية كاملة عن كل الخدمات التي تتعلق بمدينته ولكن في مصر كل هذه الخدمات تتبع وزارات وإدارات بعيدة عن تخصص رئيس المدينة وهذا ما يعرقل العمل والانتاج في مصر ويجعل كل شيء يسير ببطء.
هل هناك جهات رقابية تشرف علي عمل العمدة في الولايات المتحدة؟
- لا يوجد عمل في الولايات المتحدة الامريكية لا يخضع لرقابة وبالنسبة للعمدة فهو يخضع لرقابة الولاية التي يتبع لها فلابد أن يرسل العمدة تقريرا بكل الأموال التي جمعها وبكل النفقات التي صرفها إلي الولاية حيث تكون هناك رقابة مشددة من كل ولاية علي المدن التابعة وعلي أداء العمدة وتصرفاته خلال فترة ولايته وعلي فكرة راتب العمدة في الولايات المتحدة يعد مبلغا رمزيا حوالي3200 دولار والقانون لايمنع العمدة هنا من أن يكون له عمل آخر سواء كانت وظيفة او بيزنس خاصا به بشرط ألا يؤثر علي وقت ادارته للمدينة وحين قررت أن أرشح نفسي في الانتخابات كنت أمتلك مطعما كبيرا يدر ربحاً جيداً ثم عملت في العلاقات العامة بإحدي جامعات ولاية نيوجيرسي وكان دوري الإشراف علي الأنشطة الجامعية المختلفة وجمع التبرعات وتنظيم الحفلات، وغير ذلك من أنشطة وحاولت بقدر الإمكان ألا يؤثر عملي علي الوقت المخصص لإدارة شئون المدينة وكنت اتابع بدقة كل ما يتعلق بشئون المدينة.
هل النزاعات بين الناس يتم رفعها للعمدة كما يحدث في مصر ليحاول التحقيق فيها واتخاذ مايلزم من قرارات؟
- العمدة الأمريكي لا يتدخل في النزاعات الشخصية بين الافراد كما يحدث في مصر ولكنه مسئول عن حل أي مشكلة تواجه سكان المدينة في المرافق أو الخدمات حيث يتلقي العمدة بيانا بالواقعة ويرسل العمال علي الفور لإصلاح أي مرفق حدث به عطل أو مدرسة أو مستشفي أو أي خلل في أي مجال يتبع المدينة ويظل العمدة هنا في امريكا يتابع الأمر بنفسه حتي يتم حل المشكلة نهائيا.
البرنامج الانتخابي
ماهي القضايا الاساسية التي ركزت عليها في برنامجك الانتخابي ونجحت في تحقيقها خلال فترة توليك مسئولية عمدية واشنطن تاون؟
- الشيء الأساسي الذي ركزت عليه في البرنامج هو ترشيد الانفاق لاني اكتشفت من خلال دراسات عديدة قمت بها أن هذه هي النقطة الاساسية التي يمكن أن تحقق النجاح لاي مسئول في أي مكان وبالفعل حاولت أن أقوم بترشيد الإنفاق ووفرت للمدينة حوالي 7 ملايين دولار من خلال اقناع بعض الضباط في الشرطة بالخروج للمعاش المبكر وسددت لهم قيمة معاشاتهم، وطلبت منهم أن يتركوا الخدمة حيث كانوا يتقاضون رواتب كبيرة والمدينة صغيرة ولا تحتاج أعدادا كبيرة من الشرطة خاصة أن كل مدينة مسئولة عن رواتب الشرطة الخاصة بها كما أنني قمت بالتنسيق مع عمد 4 مدن امريكية مجاورة واتفقنا علي أن تكون للمدن الخمس محكمة واحدة بدلا من أن يكون لكل مدينة محكمة مستقلة وبهذه الطريقة وفرت حوالي 850 ألف دولار كما أنني خفضت الضرائب من 20% إلي 15%
من خلال تجربتك كعمدة في الولايات المتحدة الأمريكية هل لو رشحت نفسك كعمدة هنا في مصر تستطيع أن تنقل بعضا من هذه التجربة لمصر؟
- هناك بعض الأفكار في الولايات المتحدة الامريكية لو تم تطبيقها في مصر يستطيع أي عمدة أن يحقق لبلده الكثير والتجرية الامريكية تصلح ان تطبق علي المحافظات والمدن في مصر حيث يكون لكل مدينة شخصيتها ويكون رئيس المدينة هو المسئول عن الخدمات والمرافق وكل مايتعلق بشئون سكان مدينته،دون أن ينفصل عن الحكومة، كل شئ تابع للحكومة التي تتولي الرقابة والاشراف العام وليس التدخل في كل صغيرة وكبيرة فذلك يعرقل التنمية في المدن التي تحتاج إلي المرونة والتخلص من البيروقراطية ففي الولايات المتحدة من حق سكان المدينة أن يقوموا بتصميم مدينتهم بأنفسهم وان يحددوا النظام الذي يناسب ظروفهم وتركيبتهم السكانية.
خبرة كبيرة
لماذا لم ترشح نفسك للمرة الثالثة كعمدة لواشنطن تاون ؟
-اكتفيت بما قدمته خلال دورتين ماضيتين وأعتقد أنني نجحت كثيرا في هذا المكان وكسبت ثقة أهل المدينة الذين تربطني بهم علاقات قوية من الود والحب والاحترام واتمني ان استفيد من خبرتي في خدمة مصر وان يكون لي دور في ذلك ووجودي في أي منصب حكومي امريكي سيكون عائقا أمام هذه الرغبة كما جاء قرار الابتعاد عن العمل في السياسة بعد انتهاء فترة ولايتي كي اتفرغ بعض الوقت لإدارة مشروعاتي الخاصة التي أهملتها إلي حد ما خلال فترة تولي المسئولية،حيث انني أعمل الآن بجانب البيزنس الخاص بي في مجال التحكيم والمنازعات الضريبية.
هل تتوقع أن يأتي يوم ونري فيه امريكيا من اصل مصري يصل البيت الأبيض ويقود الولايات المتحدة الأمريكية في المستقبل؟
- في أمريكا كل شيء ممكن لذا نحن هنا في تجمعات الجالية المختلفة نحث شبابنا علي دخول معترك السياسة والذي يمكن من خلاله أن يصل لأي منصب فامريكا هي بلد الفرصة المتاحة والممكنة فقد رأينا في البيت الأبيض من قبل ممثلا يقود البلاد وكذلك انتخبوا لاول مرة شخصا اسود اللون وربما ينتخبون امرأة،الأمريكان شعب عاشق للتغيير والمغامرة ولا استبعد ابدا في المستقبل أن يكون هناك مصري علي رأس البيت الأبيض بشرط ان تتوافر له المقومات الشخصية والمادية طبعا حيث أن تكلفة خوض الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة تتطلب مبالغ مالية ضخمة،وعلي فكرة نفوم بتنظيم دورات تثقيف سياسيي لابناء المصريين في المهجر فهؤلاء من مواليد المجتمع الأمريكي ويسهل عليهم الوصول للمناصب حيث يعرفون لغة البلد ودهاليز كل شيء فيها واتوقع ان يصل مصري أو عربي الي البيت الابيض خلال 50 عاما من الآن وهنا أود التأكيد علي أن المصريين والعرب في أمريكا لديهم مواهب كبيرة في كافة المجالات،وأعتقد أن مشاركتنا كمصريين وعرب، في تلك المجالات ستساهم كثيراً في تحسين الصورة الذهنية والتأثير في السياسات المتعلقة بشئوننا وهذا أضعف الايمان.
اقتراحات للحكومة
كيف يمكن أن تفيد مصر بخبرتك الطويلة؟
-أتمني ان افيد بلدي حيث ان عملي في السياسة واحتكاكي المباشر بالساسة الأمريكان أكسبني خبرة كبيرة في التعامل مع الحكومة الأمريكية، وأدرك جيدا منهجها وأستطيع أن أتعامل معهم بلغتهم وطريقتهم، ومستعد لتنفيذ أي مهام تطلبها مني الحكومة في مصر في اي وقت كما أن لدي العديد من المقترحات والأفكار التي ستساهم في حل أزمات الاسكان والبطالة وأتمني ان أقدمها للحكومة.ومنها علي سبيل المثال أن تقوم مجموعات من الشباب بأنفسهم، وكل حسب تخصصه بأعمال البناء والسباكة والنجارة والكهرباء، ويقوم بتمويل هذه المدن رجال أعمال وبعد الانتهاء من البناء يتم تقسيم المدينة بين الشباب ورجال الأعمال ويأخذ رجال الأعمال الذين مولوا المشروع نصف المكسب ويأخذ كل شاب شقة ساهم في بنائها بنفسه وبهذه الطريقة نستطيع أن نحل الكثير من مشاكل البطالة والإسكان.
ما أكثر مايزعجك في مصر الآن ؟
-الروتين وبطء الاجراءات وهي من وجهة نظري أخطر شيء يهدد الاقتصاد المصري وكذلك صعوبة إجراءات استصدار التراخيص فأنا لا أصدق أن استخراج بطاقة شخصية يستغرق أكثر من ثمانية أيام، فمن ابسط حقوق المواطن في اي مكان في العالم الآن الحصول علي جميع الخدمات الكتروينا بما ييسر علي المواطنين واتمني ان يستفيد المصريون من كافة هذه التيسيرات قريبا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.