تعودت منذ سنوات في مثل هذه الأيام من كل عام، وفي ذكري انتصار اكتوبر المجيد »1973« ان اكتب عن الراحل العظيم قائد معركة استعادة الارض والكرامة وصاحب القرار التاريخي بالعبور، الرئيس محمد أنور السادات .. ولاشك ان الحكمة في اتخاذ القرار في الوقت المناسب والذي وصلت دقته إلي تحديد اليوم والساعة و الدقيقة كان لها دورها الكبير في المفاجأة الصادمة التي حاقت بإسرائيل وتحقق من خلالها الانتصار العظيم. كنت أصر علي أن أكتب كل عام عن أنور السادات لإيماني العميق ان هذا الرجل العظيم قد أغمط حقه بعد أن ذهب إلي سبيل ربه، علي أيدي من كان سببا في وجودهم، فقد أرادوا لا سامحهم الله أن يسرقوا منه النصر، وأن ينسبوا إلي أنفسهم فضلاً ليس لهم، وبطولات مزعومة لم يحققوها.. ولكن في النهاية فإنه »لا يصح إلا الصحيح« وهو ما قالته السيدة الفاضلة بجد جيهان السادات حرم الرئيس الراحل، صباح الخميس الماضي أمام النصب التذكاري وقبري الجندي المجهول والسادات، بعد أن صافحت الرئيس محمد مرسي.. وكانت لحظة مؤثرة للغاية دمعت فيها عيناي. إن الاحتفال بالذكري »39« لنصر أكتوبر هذا العام، كان مختلفا إلي حد كبير، فهو يأتي في ظل أول رئيس مدني منتخب في انتخابات ديمقراطية حرة كانت نتيجة لثورة الشعب في يناير »2011«.. كما ان الرئيس مرسي اعاد الاعتبار لاسم السادات ومنحه قلادة النيل ووسام نجمة الشرف، وهو ما أبي مبارك ان يفعله، فلم ينل هذا الفضل، وأعاد مرسي الاعتبار ايضا لاسم القائد العظيم سعد الدين الشاذلي، الذي وصفه السادات بأنه قائد العبور.. كما يأتي احتفال هذا العام، بعد أن خلت القوات المسلحة لأول مرة من الجيل العظيم، الذي شارك في معركة النصر، وتولي المسئولية بالكامل الآن جيل عظيم آخر، وصحيح أنه لم يشارك في المعركة، ولكنه يحمل في داخله كل معانيها العظيمة، ويعي درس النصر وضرورة المحافظة عليه.. كما أن الذكري تحل هذا العام في نفس اليوم »السبت« الذي انطلق فيه نسور مصر وبواسلها يعبرون القناة لتبدأ عملية تحرير الارض و النفس. واليوم، أستطيع ان اقول: فلتهنأ يا سادات فلن ينسي أحد قدرك بعد الآن.. وسوف اظل مدينا لك طوال عمري بدين شخصي. فقد منحتني أجمل أيام حياتي.. فأنا لم أعش يوماً ولن أعيش مثل ذلك اليوم، ولم أفرح مثلما فرحت في ذلك اليوم.. رحمك الله. أما هؤلاء الذين تساءلوا: لماذا لم يكرم الرئيس مرسي اسم جمال عبدالناصر مثلما كرم اسم محمد أنور السادات.. فإنني أرتي لهم وأقول: هل يستوي صاحب النصر مع صاحب الهزيمة؟.. وهل يستوي من حرر سيناء مع من سلمها للصهاينة مرتين؟! ياعالم فوقوا!!