الجمال على جدران الخيامية أشكال وألوان في تلك المنطقة العتيقة، يكتسب القماش طابعا مختلفا، الزفارف التقليدية المرسومة عليه تتنافس مع المحلات التي يكسوها الزمن بملامح قدمه انه الماضي يطل بوجهه علي جدران المباني وبملامحه علي قطع القماش المتراصة. علي بعد خطوات من باب زويلة تقبع الخيامية، علي مدي 300 عام حافظت المنطقة علي جمالها، وتناست أي مشكلة مرت بها من قبل المنتجات زادت النكهة التراثية وأصبحت سيدة الموقف، تجذب الانظار بأشكالها البديعة. ومنها الفوانيس المكسية بقماش الخيامية وصوان وعلي المناديل مكسية بقماش الخيم الرمضانية وموائد وطبليات وكل المفروشات ذات طابع إسلامي، تقف بجوارها تماثيل تحكي حكايات المهن الرمضانية فتشعر بالأجواء الدينية الجميلة، منها الكنفاني البلدي، وبائع الفول، المسحراتي بطبلته الصغيرة. فوزي نونو 68 سنة والشهير بالنونو في المنطقة عن مهنته العتيقة التي يؤكد اعتزازه بها، يقول: عملت بالمحل مع والدي منذ كان عمري 12 سنة وأصيبت المهنة، وغرمت بها، فهي فن وابتكار ومع كل غرزة قصة ابداع جديدة، تؤيد عمق علاقتي بالمنسوجات والاقمشة، ويشير إلي أن فن الخيامية عبارة عن فن القص واللصق للاقمشة، فأرضية الخيامية عبارة عن قماش من التيل يشبه الكتان، لكنه سميك عنه بعض الشيء، وهو مختلف مقاساته مختلفة فمنه ما يبلغ عرضه 90 سنتيمترا ويبلغ سعر المتر منه 10 جنيهات، وكلما زاد عرض القماش ارتفع ثمنه ويستخدم هذا القماش في صنع المفارش والبراويز صغيرة الحجم فهو يصل سعره إلي 20 جنيها للمتر الواحد لذا فهو يستخدم في صنع مفارش الأسرة والذي يصل 1700 جنيه، ويختلف السعر حسب الشغل المبذول فيه، ويوضح عم فوزي ان السياح والاجانب والعرب يقبلون علي المنتجات التي تضم ايقونات نباتية أو إسلامية الشكل، بعض الكتابات باللغة العربية أو الآيات القرآنية وغالبا ما تستخدم هذه القطع كبراويز علي الحوائط، كما أن هناك الشغل الفرعوني الذي تسيطر علي زهرة اللوتس والذي يحكي قصصا فرعونية ويتهافت عليها السائحون وهي الاكثر طلبا من قبل الاجانب ويتطرق إلي الصناعة فيتحدث عن مرحلة قص الاقمشة ذات الالوان المبهجة والزاهية وهي قطنية الملمس ايضا منها الازرق والموف والاحمر والاصفر وغيرها يتم القص طبقا للشكل المطلوب انجازه ويؤكد علي ان مهارة الصناع تظهر في قص كميات من الرسومات بنسب واحجام متساوية تتناسب مع الرسومات التي تم عملها علي التيل، وتنتهي بمرحلة لصق الايقونات المصنوعة باستخدام الابرة والخيط والانامل الماهرة ويشير إلي ضرورة التركيز اثناء عملية الحياكة لان الغرزة بطريقة الخيامية تحتاج إلي جهد وتركيز وعناية لتعطي مظهرا جماليا وجذابا للمنتج.. ويؤكد ان العمل يزداد في شهر رمضان الكريم، فهي مهنة موسمية ويزداد الاقبال عليها من قبل المواطنين والسائحين خاصة الامراء العرب الذين يتباهون بامتلاك خيام رمضانية ذات قيمة وجودة عالية الاتقان والمهارة والفن الاسلامي القديم ويستخدمونها لاقامة الاحتفالات الرمضانية وحفلات الانشاد الديني والذكر. خلال مقابلتنا معه كان عم فوزي يصنع خيمة، اوضح ان مساحتها تبلغ 150 مترا، وأضاف: ويساعدني في انجازها 40 عاملا ولم ننته منها منذ 4 أشهر، رغم ان المطلوب كان تسليمها قبل شهر رمضان بأيام قليلة تمهيدا لتجهيزها للاحتفال بالشهر الكريم وحلقات الذكر.