طلاب جامعة الأقصر يشاركون في ختام البرنامج التدريبي لقادة المستقبل    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يقدم 3 ملايين دولار لخط التمويل التجاري مع بنك القدس    النائب أحمد عثمان: قانون التصالح في مخالفات البناء تضمن تيسيرات عديدة    وزير الاتصالات يبحث مع سفير التشيك تعزيز التعاون بمجالات التحول الرقمي    استمرار تراجع العملة النيجيرية رغم تدخل البنك المركزي    رئيس الوزراء الإسباني سيعلن الأربعاء موعد اعتراف بلاده بدولة فلسطين    ممثل جنوب أفريقيا بالعدل الدولية: يجب حماية المدنيين الفلسطينيين ومحاسبة مجرمي الحرب    جيش الاحتلال يستهدف مناطق شرق دير البلح وسط قطاع غزة    أوكرانيا تسعى جاهدة لوقف التوغل الروسي فى عمق جبهة خاركيف الجديدة    وزير الشباب ومحافظ القاهرة يفتتحان المشروع المتكامل الأول بالتجمع الأول    سيفاس سبور يهزم إسطنبول في الدوري التركي    مصرع شخص وإصابة آخرين في حادث تصادم بصحراوي سمالوط في المنيا    «السكة الحديد» تعلن إيقاف بعض القطارات بصفة مؤقتة أيام الجمع والعطلات الرسمية    إصابة 4 أشخاص في حريق 7 منازل و4 أحواش ماشية بسوهاج    حريق هائل يلتهم محتويات شقة سكنية في إسنا ب الأقصر    شريهان في عيد ميلاد الزعيم: دمت لنا علم مصري مبدع وعظيم نفتخر به    ديمي مور بفستان أحمر في العرض العالمي لفيلم KINDS OF KINDNESS بمهرجان كان (فيديو)    الصورة الأولى من تجهيزات حفل زفاف شقيقة المخرج محمد سامي    بعد غلق دام عامين.. الحياة تعود من جديد لمتحف كفافيس في الإسكندرية (صور)    طيران الاحتلال يغتال القيادي بحماس في لبنان شرحبيل السيد «أبو عمرو» بقصف مركبة    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    مدير إدارة المستشفيات بالشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى فاقوس    حسام موافي يوضح أعراض الإصابة بانسداد الشريان التاجي    "بسبب سلوكيات تتعارض مع قيم يوفنتوس".. إقالة أليجري من منصبه    تاتيانا بوكان: سعيدة بالتجديد.. وسنقاتل في الموسم المقبل للتتويج بكل البطولات    توخيل يؤكد تمسكه بالرحيل عن بايرن ميونخ    "بموافقة السعودية والإمارات".. فيفا قد يتخذ قرارا بتعليق عضوية إسرائيل    سوليفان يزور السعودية وإسرائيل بعد تعثر مفاوضات الهدنة في غزة    عمر الشناوي حفيد النجم الكبير كمال الشناوي في «واحد من الناس».. الأحد المقبل    عمرو يوسف يحتفل بتحقيق «شقو» 70 مليون جنيه    بريطانيا تتهم روسيا بتزويد كوريا الشمالية بالنفط مقابل السلاح    علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام    4 وحدات للمحطة متوقع تنفيذها في 12 عاما.. انتهاء تركيب المستوى الأول لوعاء الاحتواء الداخلي لمفاعل الوحدة الأولى لمحطة الضبعة النووية    بالصور.. رئيس مدينة المنيا يفتتح مسجدين جديدين    أحمد السقا: أنا هموت قدام الكاميرا.. وابني هيدخل القوات الجوية بسبب «السرب»    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    الوضع الكارثى بكليات الحقوق    بعجينة هشة.. طريقة تحضير كرواسون الشوكولاتة    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    رئيس جهاز دمياط الجديدة يستقبل لجنة تقييم مسابقة أفضل مدينة بالهيئة للعام الحالي    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    «جمارك القاهرة» تحبط محاولة تهريب 4 آلاف قرص مخدر    «تقدر في 10 أيام».. موعد مراجعات الثانوية العامة في مطروح    إعلام فلسطيني: شهيدان ومصاب في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين بحي الزهور    «المستشفيات التعليمية» تكرم المتميزين من فرق التمريض.. صور    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    كيف يمكنك حفظ اللحوم بشكل صحي مع اقتراب عيد الأضحى 2024؟    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف يكتب
مفتاح السعادة
نشر في أخبار اليوم يوم 09 - 06 - 2016

لا شك أن السعادة قد يكون لها مفاتيح كثيرة، حيث يراها بعض الناس متجسدة في نعمة الصحة، وآخر في المال، وثالث في الولد، ورابع في الجاه والسلطان.
ومعروف أن الممنوع مرغوب، فمن رزقه الله المال والولد وحتي الجاه والسلطان وابتلي في شيء من صحته لا يكاد يري السعادة إلا في استعاضة ما أصيب به أو ابتلي فيه، ومن رزقه الله الصحة والمال والجاه ولم يمن عليه بنعمة الولد لا يكاد يري السعادة إلا في ولد يحمل اسمه ويحيي ذكره، ومن رزقه الله الصحة والولد ولم يبسط له الرزق لا يكاد يري السعادة إلا في سعة العيش ورغد الحياة والتمتع بملذاتها أو حتي في مجرد جمع المال وكنزه، وقد صور أحدهم حال بعض الناس فقال.
صغير يطلب الكبرا
وشيخ ودّ لو صغرا
وخالٍ يشتهي عملا
وذو عمل به ضجرا
ورب المال في تعب
وفي تعب من افتقرا
وكأن هؤلاء وأولئك لم يدركوا أن الدنيا دار كد وشقاء وتعب ونصب، وقد قال أحد العارفين : من طلب الراحة في الدنيا طلب ما لم يخلق، ومات ولم يرزق، لأن الله عز وجل يقول : « لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ « (البلد :4).
وقد طلب قديمًا إلي مجموعة من الأدباء والكتاب والمفكرين أن يصفوا السعادة كل في مجاله وميدانه شعرًا أو نثرًا، قصيدة أو رواية، خطبة أو مقالة، فذهب كل منهم في ذلك أي مذهب، غير أن أحدهم اختصر الأمر في جملة واحدةٍ، هي مفتاح السعادة الحقيقية عندما قال :»السعادة هي الرضا بما قسم الله» وهو ما يؤكده حديث نبينا (صلي الله عليه وسلم) : « اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَي النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَي جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ « (سنن الترمذي)، وقوله (صلي الله عليه وسلم) : « قَدْ أفْلَحَ مَنْ أسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافاً، وقَنَّعَهُ الله بِمَا آتَاهُ» (رواه مسلم).
ومن نماذج الرضا ما كان من سيدنا عروة بن الزبير (رضي الله عنهما) عندما خرج في سفر، ففقد واحدًا من أعز أبنائه إليه وأصيب في هذه السفرة بداء في قدمه انتهي بقطع ساقها من منتصفها، فماذا كان منه، ما كان منه إلا ما وصفه القرآن الكريم بالصبر الجميل الذي لا جزع ولا سخط فيه ولا معه، ما كان منه إلا أن قال : «اللهم إنك قد أعطيتني سبعة من الولد فأخذت واحدًا وأبقيت لي ستة، ومنحتني أربعة أطراف فأخذت واحدًا وأبقيت لي ثلاثة، فلئن أخذت لقد أبقيت، ولأن ابتليت لقد عافيت، فلك الحمد علي ما أخذت وابتليت ولك الحمد علي ما عافيت وأبقيت، ومرَّ أحدهم علي رجل مقطوع اليدين مقطوع الرجلين، وهو يقول حامدًا شاكرًا : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلي به كثيرًا من الخلق، فقال له أحد الناس : من تراجع ومم عافاك الله، فقال : يا هذا لقد عافاني من كثير وأعطاني أكثر، الحمد لله الذي جعل لي لسانًا ذاكرًا وقلبًا خاشعًا وجسدًا علي البلاء صابرًا « وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ» (إبراهيم : 34)، ويكفي هنا أن أشير إلي نوعين من الرضا : الأول هو الرضا بقضاء الله وقدره في المصاب في النفس أو المال أو الولد أو الأهل، وهو يشير إلي عاقبة الصبر عليه في قول الله تعالي : « وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ « (البقرة : 154-156)، وقول نبينا (صلي الله عليه وسلم) : « إِذَا مَاتَ وَلَدُ العَبْدِ، قَالَ اللهُ تَعَالَي لِمَلائِكَتِهِ : قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي ؟ فيقولونَ : نَعَمْ. فيقولُ : قَبَضْتُمْ ثَمَرَة فُؤَادِهِ ؟ فيقولونَ : نَعَمْ. فيقولُ : مَاذَا قَالَ عَبْدِي ؟ فيقولونَ : حَمدَكَ وَاسْتَرْجَعَ. فيقول اللهُ تَعَالَي : ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتاً في الجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الحَمْدِ « (رواه الترمذي).. أما النوع الثاني من الرضا فهو الرضا بما قسمه الله (عز وجل) من الرزق، فإذا آمن الإنسان حق الإيمان بأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه، وأنه لن تموت نفس حتي تستوفي أجلها ورزقها لاطمأنت نفسه ورضيت، وفي هذا يقول نبينا (صلي الله عليه وسلم) : «مَنْ أصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً في سربِهِ، مُعَافَيً في جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا» (رواه الترمذي)، ويقول (صلي الله عليه وسلم) : « مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ» (سنن ابن ماجه ) فما أجمل الرضا بما قسم الله وما أعظمه راحة الله، وما أوسعه بابا للسعادة وما أرقاه من مفتاح عظيم لها، مع تأكيدنا كل التأكيد أن الرضا بما قسم الله لا يتنافي مع الأخذ بالأسباب والسعي في عمارة الكون، وتحصيل أسباب الرزق، فشتان بين التوكل والتواكل، وبين الفهم الصحيح والفهم السقيم، وبين من يأخذ بالأسباب ويسلم بأمر النتائج ويعلم أن اختيار الله له خير من اختياره لنفسه، ومن يتقاعس عن ذلك فالأول مطلوب ومحمود والآخر مرفوض ومذموم، علي أن السعادة العظمي التي لا مزيد عليها هي أن تنام وأنت هادئ النفس والبال، وأن تلقي الله (عز وجل) وهو عنك راضٍ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.