لوحة المجاعة ويظهر فيها القطع الذى حدث أثناء محاولة سرقتها الجزيرة الصغيرة وسط نيل أسوان المعروفة باسم «سهيل»،والتي يرجع عمرها إلي آلاف، قدسها المصريون القدماء وأطلقوا عليها اسم «بيت الإلهة ساتيس»، لاعتقادهم بأنها منبع النيل،كما يطلق عليها العاملون بالسياحة اسم «جزيرة الجبال المنقوشة»، حيث يوجد 297 نقشا أثريا منحوتا علي الجبال والصخورالجرانيتية بالجزيرة،ولم تكن كثرة النقوش علي صخور الجزيرة أمرا غريبا،فقد اعتقد الحكام والملوك بقدسية الجزيرة،و حرصوا علي إرسال نوابهم اليها لاعتماد أوراقهم،وكان علي كل نائب أن ينقش أهم أعماله وسيرته الذاتية التي أوصلته لهذه المكانة الرفيعة،وكان من بين كل هذه النقوش يتوقف الجميع أمام أشهر المنحوتات وهي « لوحة المجاعة «،المحفورة علي صخرة كبيرة بالجزيرة. تحكي اللوحة قصة مجاعة حدثت في فترة حكم الملك زوسر، ويوضح المرشد السياحي سعيد عبد القادر أن نصوص اللوحة تشيد بدور الملك زوسر ووزيره المهندس والطبيب الشهير «أيمحتب» في إنهاء المجاعة التي ضربت البلاد لمدة سبع سنوات لمملكة زوسر، وتظهر إبداع الفنان المصري في تصوير حالة الجوع التي وصل اليها الناس، حيث برزت عظامهم من تحت جلودهم.. ورأي الملك وفي نفس الليلة حلما يقوم فيه باسترضاء « خنوم « الذي وعده بأنهاء المجاعة،وقرر الملك بعدها وقف مساحات شاسعة من الأراضي لصالح معابد خنوم،فعاد فيضان النيل من جديد. ويقول المرشد السياحي حسين حلمي جعفر إنه عند ترجمة اللوحة لأول مرة، أعتقد البعض أنها تحكي قصة السبع سنوات العجاف لسيدنا يوسف عليه السلام،ويؤكد أن الحقائق أكدت عدم صحة ذلك التفسير،ودلل علي ذلك،باختلاف توقيت زمن السبع سنوات العجاف لسيدنا يوسف عن قصة هذه المجاعة،بالإضافة إلي أن قصة السبع العجاف تكررت كثيرا وكانت مشتركة بين جميع الثقافات في منطقة الشرق الأدني وبلاد مابين النهرين.. وتبقي قصة مازال أهالي جزيرة سهيل يتداولونها حتي الآن، وتقول إن لوحة المجاعة قد تعرضت للسرقة،وأن الصخرة الكبيرة التي تضم تفاصيل لوحة المجاعة قد تعرضت هي الأخري لمحاولة سرقة الجزء العلوي منها، ويبررأهالي القرية ذلك بالقطع العرضي باللوحة الذي حدث فيها.