الأسواق قنابل موقوتة في وسط البلد

ممرات العمارات مخازن لبضائع قابلة للاشتعال

بعد ان استيقظت مصر صباح امس علي كارثة تحول سوق الرويعي بالعتبة الي كتلة نار استمرت علي مدار عشر ساعات انتهت بتدخل القوات المسلحة لاطفاء النيران , تدق الاخبار ناقوس الخطر.. الكارثة تفتح ملف الاسواق المزدحمة التي اصبحت قنابل موقوتة في الشارع المصري تنفجر في اي لحظة .. وفي عملية رصد للاسواق تأكدنا من غياب كل وسائل الحماية والسلامة المدنية
شوارع جانبية صغيرة لاتتعدي 6 امتار يفترشها الباعة واصحاب المحلات بالبضائع ويستغلون ممرات العمارات كمخازن لاطنان البضائع القابلة للاشتعال في غياب كامل لكل لاجهزة الدولة .. البداية كانت من سوق التوفيقية بمنطقة وسط البلد والذي يتردد علية الاف المواطنين يوميا .. هذا السوق الذي ينتشر بطول وعرض شوارع التوفيقية ليس به اي وسائل لاطفاء الحرائق وان حدثت لاتستطيع سيارات الاطفاء والاسعاف الدخول الية من كثرة تكدسه وزحامه بالبضائع والباعة .
حتي الممرات تم استغلالها كمخازن ومعارض لكل انواع السلع الخاصة بالسيارات و الشقق ايضا تم تأجيرها من اصحابها وتحويلها الي مخازن تنفجر في اي لحظة .. ويؤكد المهندس سيد عبد الفتاح رئيس حي الازبكية ان حملات ضبط الاسواق مستمرة وعلي مدار 24 ساعة مضيفا انه يطبق القانون علي كل المخالفين الذين لايتبعون انظمة السلامة والحماية المدنية ويحرر لهم المحاضر .
وفي ميدان الجيزة ايضا الوضع لم يختلف كثيرا فشوارعها تحولت الي اسواق تنتشر بالطول والعرض. الباعة افترشوا الشوارع ضاربين بالقوانين عرض الحائط علي مرأي ومسمع رجال المرافق الذين اصبحوا مشاهدين فقط لايملكون اي سلطة في اقصائهم عن الارصفة فقد وصل الامر الي قيام بعض البلطجية بتأجير الارصفة و الميادين علي حسب اهوائهم و يتقاضون عنها ايجارا يوميا لهذا اصبح البلطجية يرفعون شعار «فوضي مقننة «..هذه الظاهرة اصبحت مشكلة تؤرق المجتمع المصري بأكمله وتهدد استقرار الأمن مما ادي الي حدوث تكدسات مرورية في معظم الميادين الهامة والشوارع الرئيسية. وفي كل الاسواق اختفي من الصورة رجال الشرطة وخاصة شرطة المرافق التي كانت في الماضي «البعبع» الذي «يفر» منه الباعة هربا عندما يشاهدون ضابط الشرطة والان اصبحوا جنبا إلي جنب و اصبح الضابط هو الذي يهرب خوفا من بطش البلطجية مما ادي الي عدم السيطرة علي هؤلاء الباعة سواء في تصرفاتهم مع الزبائن من خلافات تصل الي الضرب و الاعتداء عليهم أو اصحاب المحلات الذين سمحوا لهم بافتراش بضاعتهم امامهم..اهالي المنطقة يرفضون وجود الباعة الجائلين .. يقول محمد رامي موظف ان الباعة الجائلين خرجوا عن كل الاعراف والقانون وتحدوا الشرطة واحتلوا الارصفة والميادين حتي الزبائن لم تسلم من تسلطاتهم وكل يوم تشاهد مشاجرة وقعت بين هؤلاء الباعة او الزبائن .
ويقول المهندس جمال خميس رئيس حي جنوب الجيزة ان هناك تعليمات مشددة بضرورة مراقبة الاسواق ومحاسبة كل المخالفين مضيفا ان الحملات مستمرة ليل نهار وانه اصدر تعليماته بضرورة مراجعة التراخيص للمحلات ومراجعة وسائل الحماية المدنية لتجنب حدوث الحرائق .