اسم اللوحة: الجغرافى الفنان: فيرمير تاريخ رسمها: 1668 المدرسة الفنية : عصر الباروك الهولندى هذه من اللوحات القليلة لفنان هولندا الكبير "جان فيرمير" (1632 - 1675) الذي نراه يرسم فيها رجلاً.. وهو الفنان الذي اشتهر برسم مشاهد من الأحداث اليومية للنساء داخل منازلهن وهن في مواقف حالمة متأملة فنراهن يقرأن رسائل الحبيب أو يكتبن أو يعزفن علي الآلات الموسيقية أو يطرزن فكن دائماً الموضوع الرئيسي وسبب تصويره لحدث يومي كشف فيما بعد للنقاد عن طبيعة الحياة المنزلية الهولندية.. في حين لعب الرجال دوراً ثانوياً في لوحاته.. ومع هذا فإن هذا الجغرافي (العالم) الذي رسمه "فيرمير" عام 1668 نري لوحته تضج بالطاقة الداخلية أكثر من لوحات النساء المتأملات ونراه في لحظة تأمل ذهني لما توصل إليه بحثه.. فنستشعر سريان الدفء في اللوحة من خلال ضوء النافذة إلي اليسار الذي أضاء منضدة الجغرافي وخرائطه ووجهه وجدران الغرفة وكأن دخول الضوء متدفقاً هكذا نشط اللوحة وبث فيها الطاقة.. وفي نفس الوقت أبرز الضوء وبقوة الأشياء المحتشدة إلي اليسار فوق المنضدة بما تشكلت حوافها وثناياها بالضوء والظلال القوية مُشكلة تضاريس وثنيات مفرش المنضدة وملابس العالم ونصعت أمامه الخريطة لتبدو هي مركز اللوحة - ذهنياً من عنوانها - وهي مركز تركيز الجغرافي العالم والتي أحيطت بكم هائل من الثنيات مما أوحي بحركة داخلية في اللوحة تتعادل وحركة ذهن الجغرافي الذي لا يهدأ في ديناميكيته العقلية.. للجغرافي أدواته الخاصة فأمامه الخريطة وبيده (البرجل) "العزقال" للقياس علي رسمه البيان وقد رفعه في لحظة كأن ما سيصل إليه سيكون عبر تأمله وليس فيما أمامه كأنه يوازن فكرة في ذهنه بما يصل إليه عملياً بين خرائطه ورسوماته البيانية ويتضح من ارتكان كف يده اليسري إلي حافة المنضدة من حالة الارتكان أو الوصول إلي الثقة واليقين بنظريته.. وقد التقط "فيرمير" هذه اللحظة ليرسمه بما مكنته لها صداقته لهذا العالم الهولندي الشهير "أنتوني فان ليوينهويك" والذي قيل إنه صديق مُقرب لفيرمير.. حتي حين رسم "فيرمير" لوحته الشهيرة "عالم الفلك" جعل له نفس سمات وملامح صديقه "ليوينهويك".. وقد رسم لوحتي "الجغرافي" و"الفلكي" ليربط بشاعرية وبنفس الملامح لذات الوجه الواحد بين عالم الفلك الباحث في السماء والحياة الروحانية وبين عالم الجغرافيا والحياة الأرضية.. الفنان الهولندي "فيرمير" الشهير في عصره لم يُعترف به كرسام إلا في القرن التاسع عشر والذي لم يُعرف الكثير عن حياته سوي أنه كرس حياته للفن وتزوج ليرزق بعشرة أطفال وأن وضعه المادي كان وحين توفي سددت زوجته ديناً عليه للخباز بلوحتين له.. وقد انضم لنقابة الرسامين في دلفت بهولندا عام 1653 وانتخب رئيساً لهذه النقابة مرتين.