التقيت بفؤاد المهندس عندما كان يعمل مشرفا علي النشاط الاجتماعي في جامعة القاهرة.. ولأنه كان ابن كليتي التجارة فلقد لجأت إليه ليقوم بإخراج أول مسرحية أكتبها لكي تعرض في افتتاح مسرح الكلية الذي جاهدت طويلا في إنشائه.. ولم يتردد فؤاد المهندس ان يدشن المسرح ويقوم بإخراج أولي مسرحياته.. لقد كان عاشقا للمسرح.. وانضم إلي فرقة نجيب الريحاني.. وجاءت له الفرصة عندما مرض بطل العرض عادل خيري.. وينقذ فؤاد المهندس الموقف بأن يقوم بتأدية دور البطل.. وانفجرت موهبة فؤاد المهندس في مسرحية أنا وهو وهي وأصبح معشوق الجماهير يزحفون إلي مسرحه.. وهرول منتجو السينما ليتصدر فؤاد المهندس الكثير من الافلام السينمائية.. واحتضن الفنانين الشبان.. ولذلك لقبوه بالأستاذ.. كان يدين لوالده زكي المهندس.. المهندس العالم اللغوي بالفضل في تنمية مواهبه الفنية.. وكان عاشقا للأطفال... يغني لهم في مسرحياته أو فوازيره.. كان يؤمن ان الفن له رسالة.. وهي خدمة المجتمع.. ولذلك رحب بالقيام ببطولة مسلسل «أحلام العصافير» الذي يكشف فساد المحليات.. كان دون كيشوت الذي يحارب الفساد.. ولكن للأسف رفضت رقابة التليفزيون المصري عرضه بحجة انه لا يوجد فساد في المحليات.. ورغم صراخ فؤاد المهندس للرقابة.. ان الفساد اعلي من الركب.. إلا ان الرقابة اجابوه: الدنيا لونها بمبي. وللذكريات بقية