عندما نجلس مع أجدادنا تنساب حكاويهم عن أيام زمن وحلاوتها وجمال ناسها، ويتذكرون بساطة الحياة ويحكون قصص مهن عديدة انقرضت ويحنون إلي عودتها من جديد، مثل «المزين» و«مكوجي الرجل» و«العياشة» أو الخبازة وسمكري وابور الجاز والداية وغيرها كثير، وفي الوقت الذي نحتفل فيه اليوم بعيد العمال، جاءت سيرة عمال جار عليهم الزمن فغابوا عن حاضرنا. وفي جلسة مع الأجداد جاءت حكاياتهم للأبناء والأحفاد، ويتذكر عبدالمعطي محمد موظف بالمعاش ذلك «المزين» الذي كان يأتي إلي منزلهم ويحلق لكل أفراد العائلة مقابل «كيلة» قمح، ومكوجي الرجل الذي كانوا يقومون بكي القفاطين والجلابيب عنده. ولا ينسي محمود عبدالعزيز خبير سياحي بالمعاش صناع الحصير البلدي الذي انقرض تماما، إضافة إلي الأثاث المصنوع من جريد النخل والفخار الذي كانت مراكز سنورس وأبشواي وطامية مشهورة بصناعته وتصدره لبعض الدول العربية، كما يتذكر محمود عبدالعزيز مهنة مبيض النحاس وسمكري وابور الجاز ومعه بائع الجاز الذي كان يلف القري بعربته الكارو لبيع الجاز بالكوز للأهالي. يجاريهما عبدالمحسن سويدان «محاسب»، ويشير إلي «سنان السكاكين» الذي يحمل السنانة الخشب علي كتفه لسن سكاكين وسواطير الأهالي، و«حلاق الصحة» و«المجبراتي» الذي كان يقوم بعمل طبيب العظام ويقوم بتجبير الكسور، بالإضافة إلي «الماشطة» التي كانت «كوافيرة» القري والأحياء الشعبية و«الدلالة» التي كانت تجمع السلع المدعومة وتقوم بإعادة بيعها.