النائب العام ووزير الاتصالات يوقعان بروتوكول تطوير التحول الرقمي بالنيابة العامة    جوتيريش: مقتل 6 من قوات حفظ السلام في غارة جوية بطائرة مسيرة استهدفت منشأة تابعة للأمم المتحدة بالسودان    إينيجو مارتينيز ينتظم في مران النصر قبل موقعة الزوراء    عمرو أديب عن عودة محمد صلاح للمشاركة مع الريدز: الدم جري في عروق ليفربول    عمرو أديب عن تكرار حوادث التحرش بالمدارس: إيه يا سيادة وزير التعليم.. الأخبار دي زادت    شيرين عبدالوهاب بخير ومستقرة.. محاميها ينفي كل الشائعات ويؤكد تحضيرها لأعمال فنية جديدة    وزير الصحة: لا توجد محافظة أو قرية في مصر إلا وبها تطوير.. ونعمل على تحسين رواتب الأطباء    الداخلية تنظم مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن قبول دفعة جديدة بكلية الشرطة    محامي "عروس المنوفية" يكشف مفاجآت وتفاصيل قاسية بشأن واقعة القتل وعقوبة المتهم    تخصصات مختلفة ورواتب مجزية.. العمل تُعلن عن فرص عمل جديدة في شركات خاصة    إطلالة ملكية ل دارين حداد في حفل زفافها بدبي | صور    وزير العمل: الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي يعيدان تشكيل خريطة الوظائف في مصر    "الإسكان" تناقش استراتيجية التنقل النشط بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومعهد سياسات النقل والتنمية    «رحلات المهندسين» تختتم أعمالها بحفل تكريم ونجاحات بالأرقام وخدمات بشفافية كاملة    الأرصاد يُحذر من منخفض جوي يضرب البلاد غدًا وأمطار متوقعة بهذه المناطق    "أكثر شراسة".. خبر صادم من "المصل واللقاح" بشأن الأنفلونزا الموسم الحالي    المتسابق عمر ناصر: مسابقة دولة التلاوة طاقة أمل للمواهب علشان تتشاف    مصر تدعو إلى التهدئة والالتزام بمسار السلام في جمهورية الكونجو الديمقراطية    صاحب الصوت الشجي.. تكريم الشيخ حمدي محمود الزامل في برنامج "دولة التلاوة"    متحورات جديدة.. أم «نزلة برد»؟! |الفيروسات حيرت الناس.. والأطباء ينصحون بتجنب المضادات الحيوية    الرئيس الإندونيسي يؤكد توصيل مياه الشرب وإصلاح البنية التحتية لسكان المناطق المنكوبة بالفيضانات    ضبط 5370 عبوة أدوية بحوزة أحد الأشخاص بالإسكندرية    كثافات مرورية بسبب كسر ماسورة فى طريق الواحات الصحراوى    توافق مصرى فرنسى على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة تؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية    رئيس مجلس القضاء الأعلى يضع حجر أساس مسجد شهداء القضاة بالتجمع السادس    شعبة الدواجن: المنتجون يتعرضون لخسائر فادحة بسبب البيع بأقل من التكلفة    وزير الشباب يشهد ختام بطولة الأندية لكرة القدم الإلكترونية باستاد القاهرة    "فلسطين 36" يفتتح أيام قرطاج السينمائية اليوم    يسري جبر يوضح حقيقة العلاج بالقرآن وتحديد عددٍ للقراءة    منال عوض: المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة لجذب السياحة البيئية    ريهام أبو الحسن تحذر: غزة تواجه "كارثة إنسانية ممنهجة".. والمجتمع الدولي شريك بالصمت    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح المفاوضات    نوال مصطفى تكتب: صباح الأحد    مكتبة الإسكندرية تستضيف "الإسكندر الأكبر.. العودة إلى مصر"    القومي لذوي الإعاقة يحذر من النصب على ذوي الاحتياجات الخاصة    مقتل جنديين أمريكيين ومترجم مدنى فى هجوم تدمر السورية    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح أي مفاوضات    الرسالة وصلت    إعلام عبرى: اغتيال رائد سعد جرى بموافقة مباشرة من نتنياهو دون إطلاع واشنطن    موعد صرف معاشات يناير 2026 بعد زيادة يوليو.. وخطوات الاستعلام والقيمة الجديدة    نائب محافظ الأقصر يزور أسرة مصابي وضحايا انهيار منزل الدير بمستشفى طيبة.. صور    جامعة أسيوط تنظم المائدة المستديرة الرابعة حول احتياجات سوق العمل.. الاثنين    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة الثانية والثلاثين للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا    بدء الصمت الانتخابي غدا فى 55 دائرة انتخابية من المرحلة الثانية لانتخابات النواب    «الجمارك» تبحث مع نظيرتها الكورية تطوير منظومة التجارة الإلكترونية وتبادل الخبرات التقنية    لاعب بيراميدز يكشف ما أضافه يورتشيتش للفريق    وصفة الزبادي المنزلي بالنكهات الشتوية، بديل صحي للحلويات    محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الإيمان العام بنادي الاطباء    الليجا على نار.. برشلونة يواجه أوساسونا في مواجهة حاسمة اليوم    تشيلسي وإيفرتون في مواجهة حاسمة بالبريميرليج.. متابعة كاملة للبث المباشر لحظة بلحظة    أنفيلد يشهد صدام القمة.. ليفربول يواجه برايتون في مباراة حاسمة بالبريميرليج    فيديو.. الأرصاد: عودة لسقوط الأمطار بشكل مؤثر على المناطق الساحلية غدا    محافظ أسيوط يقود مفاوضات استثمارية في الهند لتوطين صناعة خيوط التللي بالمحافظة    القضاء الإداري يؤجل دعوى الإفراج عن هدير عبد الرازق وفق العفو الرئاسي إلى 28 مارس    وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ووفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ?!    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 13-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
إشارة لاسلكية تكشف تبعية الجزيرتين !
نشر في أخبار اليوم يوم 30 - 04 - 2016

يعترف بيركنز بأن السياسات الأمريكية ومنها التدخل العسكري والاعتداء علي أي دولة يمكن تبريره بسهولة للشعب الأمريكي علي أنه الدفاع عن النفس.
لعل أهم ما كشفت عنه أزمة الجزيرتين «تيران وصنافير» هو ذلك الخواء الإعلامي الموجود في مصر، ولنفترض معاً أن الاستاذ محمد حسنين هيكل رحمه الله كان حياً وخرج علي الناس لكي يؤكد ما ذكره في كتابه «الانفجار» من ان الجزيرتين سعوديتان لصدقه الناس لأنه رحمه الله كان يملك مصداقية لم تستطع ان تنال منها حوافر الارزقية الذين انطلقوا أو أطلقوا لمهاجمة الرجل شهادة واحدة من صحفي موثوق به كانت تكفي لكي تجنبنا الجدل الذي أثير حول الجزيرتين.
لقد أورد الاستاذ هيكل في كتابه «الانفجار» واقعتين الاولي انه في ابان الصراع بين المغفورين لهما جمال عبد الناصر والملك فيصل فقد التقطت محطات اللاسلكي المصرية اشارة لاسلكية تفيد بأن توجيها صدر بتحريك قوات عسكرية سعودية للتواجد في الجزيرتين، ولما عرض الأمر علي عبد الناصر قال: اتركوهم حتي تصبح السعودية من دول المواجهة مع اسرائيل.. ثم بعد ذلك التقطت نفس المحطات اللاسلكية اشارة موجهة إلي قائد المنطقة العسكرية في «تبوك» بالمملكة العربية السعودية، تأمره بأن يعيد هذه القوات مرة أخري من حيث أتت، إذ يبدو أن الملك قد تنبه لخطورة التواجد في الجزيرتين اثناء العام 1967.
مشهد آخر ذكره الاستاذ هيكل في نفس الكتاب عن المحادثات التي جرت في عمان بين الملك حسين والمشير عبد الحكيم عامر قال فيها المشير عامر للملك حسين انه يتعجب من عدم وجود ردة فعل سعودية علي الحشد الاسرائيلي في المنطقة بالرغم من ان لها جزيرتين تطلان علي اسرائيل هما «تيران وصنافير»!
عموماً فليس ذلك القصد من الكتابة علي ذلك الخواء الإعلامي الذي نعيشه فقد تحول بعض مذيعي القنوات التليفزيونية إلي مفكرين واصبحت البرامج اقرب الي التعليق الذي يقوم به هواة ليس لهم مصداقية ولا وزنا سياسيا أو ثقافيا وفقد أكثرهم ثقة الناس حينما تحول الي التبرير والردح والتطاول والسقوط الي مهاوي السوقية احياناً بما يؤكد صفة الجهالة التي صاحبت التوسع في انشاء قنوات فضائية أكلت كثيراً من ريادة مصر الإعلامية وهوت بالإعلام المصري الي المؤخرة.
اما علي مستوي الكتابة الصحفية فقد تحول الجميع إلي كتاب مقال واصحاب فكر واصحاب رؤية، فلما احتدمت ازمة الجزر لم نجد قولاً فاصلاً ولا كاتباً يستطيع أن يحسم الرأي بما له من مصداقية، وذلك هّم آخر اصاب الصحافة المصرية ففقدت موقعها القيادي في زمن يزدحم بوثائق الاخبار والمعلومات، ذلك يستدعي منا ان نعيد النظر في جهازنا الإعلامي المترهل الذي اصبح كالرجل المريض.
الاعلام وسيلة مهمة لتنوير الناس وإدارة الخلافات السياسية والفكرية بشرط ان يتوافر له الحرية والكفاءة، فأما الحرية فتستلزم ان يكون القيادات ممن يملكون القدرة والجدارة وليس صاحب الولاء وتلك وظيفة من وظائف الدولة في العالم الثالث ان تقدم لمواطنيها زاداً ثقافياً وان يكون جهازها الاعلامي وظيفته مكافحة الجهالة وتقديم افضل المفكرين والكتاب إلي الشعب لان ما يكتنف المشهد في مصر هو أكثر من قضية الجزيرتين ولكنه يمتد ليشمل قضية الارهاب وقضية الغلاء وقضية الفساد ونهب المال العام وهي معارك سوف تظل مشتعلة وعلي الإعلام ان يقوم بدوره التنويري في مهاجمة التطرف بالفكر وبالتنوير في الكشف عن اوجه الفساد بما يحمي سلامة المجتمع وباقتراح المسارات البديلة امام صانع القرار.
الإعلام اذن هو جزء من حيوية الحوار السياسي المطلوب بإلحاح والاعتماد علي كتاب او إعلاميين أو مذيعين محدودي الموهبة محدودي الكفاء هو أمر خطير يبشر بأزمات لن تكون آخرها ازمة الجزيرتين.
صفاء .. أول رئيسة لماسبيرو
لم يكن مفاجئا قرار تعيين الاعلامية صفاء حجازي رئيساً لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، كما كان متوقعاً اقالة الاعلامي عصام الأمير رئيس الاتحاد السابق.. مبررات المفاجأة والتوقع كان اختفاء صورة مصر الحقيقية علي شاشات التليفزيون المصري، شاشات مهزوزة تنقلها عدسات معتمة وغير حيادية، والبرامج لم تعرض النتاج الحقيقي لتفاعل الإعلام مع مناخ الاصلاح الاقتصادي والسياسي واصبحنا لا نري نقداً موضوعياً للحكومة، وابتعد كبار المسئولين في الدولة عن دخول مبني ماسبيرو وتواضعت الافكار والحوارات والمناقشات وغابت شكاوي المواطنين البسطاء عن شاشات التليفزيون المصري مقابل سعي الفضائيات الخاصة باستقبال وتبني شكاوي المواطنين وعرضها مع اضافة الكثير من التوابل الاعلامية والصحفية لزوم الجذب والاثارة للمشاهدين!
ثم كانت الطامة الكبري بقيام إحدي المذيعات فيما يمكن وصفه بالدعوة للانقلاب ضد النظام الحالي من خلال احدي قنواته بالدعوة للتظاهر يوم تحرير الارض 25 ابريل ومطالبة ضيفها علي الهواء بعمل حملة علي غرار تمرد ضد الدولة المصرية ورئيسها عبد الفتاح السيسي! ومع ان الإقالة تأخرت نظراً للكوارث والخطايا التي ارتكبها الإعلام الرسمي. وكان لها سوابق منها ما قامت به إحدي المذيعات بنفس القناة بشن هجوم غير مبرر علي الرئيس السيسي، وقالت انه لم يحقق اي انجاز كما وصفته بأنه ديكتاتور وقالت إنه يشبه هتلر!!
صفاء حجازي أول سيدة تتقلد منصب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون هي ابنة هذا الجهاز الذي ولد عملاقاً، بدأت حياتها مذيعة بالإذاعة المصرية التي ولدت عملاقة ومازالت حتي اليوم تبث ارسالها من قنواتها المتعددة محققة نجاحات غير مسبوقة وتميزا واضحا بين اذاعات العالم التي اخذت منها الكثير من الخبرات المهنية والبشرية الناجحة.
انتقلت صفاء من الإذاعة الي التليفزيون في بداية التسعينيات مذيعة بقطاع الاخبار وقدمت عددا من البرامج اشهرها برنامج «بيت العرب» الذي يهتم بالشئون العربية ونشاط الجامعة العربية، وتدرجت في المناصب الاعلامية حتي ترأست الإدارة المركزية للاخبار المرئية، ووصلت إلي منصب رئيس قطاع الاخبار بالاتحاد وشهد القطاع خلال فترة رئاستها طفرة في الاداء والتميز رغم المنافسة الشرسة من الفضائيات، مع تعقيدات الروتين الحكومي الذي يكبل العمل الإعلامي والعقبات التي تحد من انطلاقه. كانت صفاء تشرف بنفسها علي تغطية الاحداث والمناسبات الكبري وحققت تفوقاً في تغطيتها منها مؤخرا أحداث افتتاح قناة السويس الجديدة والجولات الرئاسية داخلياً وخارجياً وحصرية تغطية جلسات مجلس النواب.
تزاملت في العمل مع الاعلامية المتميزة صفاء حجازي خلال رحلات عمل صحفية وإعلامية رئاسية خارجياً وداخلياً، كانت خلالها شعلة من النشاط والحركة التي لا تهدأ، مع ظهور واضح. لإمكانيات قد لا تتوافر للكثيرين ألا وهي ملكة القيادة مع فريق العمل المرافق لها في كل الرحلات، رغم ان عملها قد يقتصر فقط علي تقديم التغطية والتقارير وإعداد الرسائل لكنها كانت متابعا جيدا ودقيق لكل صغيرة وكبيرة في المهمة الاعلامية لتقديم عمل متميز للمشاهدين.. خاصة أنها تعمل مع فرق فضائية عالمية واقليمية لاشهر اذاعات وفضائيات العالم إلا أنها كانت تحرص علي التفوق والتميز فالتليفزيون المصري يجب ان يكون متفوقاً.
كانت تبدأ العمل مبكراً وتسأل وتطمئن علي كل زملائها وان كل شيء جاهز تماماً سواء بالنسبة للاجهزة والمعدات والكاميرات وقبل ذلك المادة الإعلامية وتذليل اي عقبة تواجه أي زميل لها، بل وباقي زملائها من الإعلاميين والصحفيين وتجري اتصالاتها مع المصادر للتأكد من تسلسل الاحداث في الجولات والمؤتمرات واللقاءات التي تعقد في نهايتها ولا تهدأ حتي يتم الانتهاء من العمل وحرصها الدائم علي تقديم انفرادات لكبار المسئولين والشخصيات المهمة، البعض يطلق عليها المرأة الحديدية لقدرتها الهائلة علي القيادة وتحمل المسئولية والاصرار علي اداء العمل بكفاءة عالية اعتقد ان لديها تصميما علي النجاح في اداء المسئولية التي اسندت إليها لتحقق صفاء ماسبيرو وليعود كما كان عملاقاً بين اذاعيات وفضائيات العالم.
صفاء تستطيع ان تعيد ماسبيرو حقاً ملكا للشعب معبراً عن آماله وطموحاته ومشاركا في إزالة العقبات قبل ان يتعرف علي حجم الانجازات، في نفس الوقت مطلوب من صفاء حجازي ان تعمل ومعها فريق العمل بالاتحاد بالكامل علي ان يقدموا لنا الأمل والثقة في مستقبل افضل وتقديم تقارير من ارض الواقع لما تحقق بالفعل من انجازات في جميع المجالات التي تهم المواطن المصري في كل بقعة علي ارض مصر في التعليم والصحة والطاقة والطرق والمواصلات والزراعة والصناعة والمدن الجديدة والتجمعات السكانية التي اقيمت مكان العشوائيات والمصانع والوحدات الانتاجية الجديدة في كل مصر. ذلك جانب من التحديات المفروضة والتي يجب ان نواجهها دون تزويق او رتوش.
والسؤال الآن لصفاء حجازي.. هل نحن بحاجة إلي كل هذا العدد من القنوات الارضية والفضائية وهل هناك اختلافات بينها تبرر وجودها جميعاً، وهل لدينا القدرة علي رفع كفاءتها أم يجب الاستغناء عن بعضها بالدمج أو الخصخصة. أعتقد ان التليفزيون الذي اتيحت له الفرصة ليناقش كل شيء بحرية يستطيع ان يفتح نقاشاً بين خبراء الإعلام ليتعرف علي آرائهم عن قرب ويشركهم في الوصول الي الخيار الافضل من اجل الانطلاق لمسايرة العصر ومواكبة مرحلة التنافس الاعلامي الدولي والمحلي ليعرف العالم حقيقة ما يجري علي ارض مصر.
ومن اجل ان يصبح التليفزيون مؤسسة اقتصادية ناجحة تؤدي دورها الكامل بدون ان تكون عبئا علي ميزانية الدولة، فالاعلام في النهاية صناعة ومن المؤكد انه عندما ينجح كصناعة ومشروع اقتصادي يكون قد نجح في رسالة ووظيفة الإعلام.
اتمني ان تنجح صفاء حجازي في تطبيق سياسات اعلامية، تتيح الفرصة للاجتهاد الفردي لكل قيادة اعلامية للإبداع والتطوير بدلاً من التوجيهات من اعلي لاسفل.
اعترافات قرصان اقتصادي
اعترافات «قرصان اقتصادي».. هو كتاب للمؤلف الامريكي جون بيركنز الخبير الاقتصادي يحمل عنوان «الاغتيال الاقتصادي للأمم» ويعترف فيه بأن قراصنة الاقتصاد هم خبراء محترفون ذوو أجور مرتفعة مهمتهم هي أن يسلبوا ملايين الدولارات بالغش والخداع من دول عديدة في سائر أنحاء العالم يحولون المال من البنك الدولي وهيئة المعونة الأمريكية وغيرهما من مؤسسات التمويل الدولية ليصبوه في خزائن الشركات الكبري وجيوب حفنة من العائلات الثرية التي تسيطر علي الموارد الطبيعية للكرة الأرضية وسائلهم لتحقيق ذلك تشمل اصطناع التقارير المالية وتزوير الانتخابات والرشوة والابتزاز والجنس والقتل، يلعبون لعبة قديمة قدم عهد الإمبراطوريات لكنها تأخذ أبعادا جديدة ومخيفة في هذا الزمن، زمن العولمة.
ويقول : كان ينبغي أن ادرك أني قرصان اقتصادي كتبت هذا الكلام عام 1982 كبداية لمشروع كتاب كان عنوانه «ضمير قرصان اقتصادي» كرسته لتكريم رئيسي دولتين في أمريكا اللاتينية هما خايمي رولدوس رئيس الاكوادور وعمر نور يخوس رئيس بنما كان من زبائني وكنت أحترمهما وأري بينهما تقاربا وتشابها في الطباع، ولقد لقيا حتفهما في حادثين مروعين مدبرين فقد اغتيلا بسبب معارضتهما لتلك الشبكة الجهنمية من الشركات العملاقة والحكومات والبنوك التي تسعي لبناء إمبراطورية عالمية، وعندما فشلنا نحن قراصنة الاقتصاد في استمالة رولدوس ونور يخوس تدخل فريق آخر من القراصنة وهم ثعالب المخابرات المركزية الأمريكية المعتمدون لديها والذين كانوا دائما خلفنا واستطاعوا تنفيذ المهمة اقنعني البعض أكثر من مرة بالتوقف عن هذا الكتاب فقد شرعت فيه أربع مرات خلال العشرين سنة الماضية وفي كل مرة كان قراري يتأثر بأحداث العالم الجارية الاجتياح الأمريكي لبنما 1989، حرب الخليج الأولي، الصومال، ظهور أسامة بن لادن ومع ذلك كان التهديد أو الرشوة هو ما يوقفني عن الكتابة كل مرة.
في العام 2003 قرأ رئيس دار نشر تمتلكها شركة عالمية كبيرة مسودة ما أصبح «اعترافات قرصان اقتصادي» ووصفها بأنها قصة مشوقة جديرة بأن تروي، ثم ابتسم ابتسامة حزينة وهو يهز رأسه وقال لي: إن رجال الإدارة العليا في شركته لن يسمحوا بالنشر لذلك فهو لا يستطيع أن يغامر بنشرها ولكنه نصحني بأن أحولها إلي «عمل روائي» وبذلك يستطيع تصويبها كعمل من تراث كتابات جان لوكاريه أو جراهام جرين لكن هذا لم يكن خيالا روائيا إنما هو قصة حياتي الحقيقية، وفيما بعد ساعدني ناشر أكثر جرأة علي أن أروي حكايتي، ناشر لا يحكمه احتكار عالمي ووافق علي أن ينشرها، هذه القصة يجب أن تروي فنحن نعيش في زمن أزمات رهيبة وفرص هائلة وقصة هذا القرصان الاقتصادي بالذات تروي كيف وصلنا إلي ما نحن عليه ولماذا نواجه حاليا أزمات يصعب تخطيها هذه القصة يجب أن تروي لأننا من خلال إدراك أخطاء الماضي نستطيع استثمار فرص المستقبل بشكل أفضل.
هذه القصة يجب أن تروي بسبب أحداث 11 سبتمبر، كذلك حرب العراق الثانية لأنه بالإضافة إلي الثلاثة آلاف شخص الذين ماتوا في 11 سبتمبر 2001 علي يد الإرهاب هناك أربعة وعشرون ألفا ماتوا من المجاعات وتبعاتها في الحقيقة هناك أربعة وعشرون ألفا يموتون كل يوم لأنهم لا يجدون من الطعام ما يسد رمقهم، والأهم من هذا كله فإن هذه القصة يجب أن تروي لأنه في هذا الوقت بالذات ولأول مرة في التاريخ هنالك أمة وحيدة لديها القدرة والمال والقوة لتغيير كل هذا إنها الأمة التي ولدت فيها والأمة التي خدمت باسمها كقرصان اقتصادي إنها الولايات المتحدة الأمريكية.
ما الذي جعلني أخيراً أتجاهل التهديدات والرشاوي؟
الإجابة المختصرة: هي أن ابنتي جيسيكا تخرجت في الجامعة وخرجت إلي العالم وعندما سألتها مؤخراً عن رأيها في نشر هذا الكتاب وأطلعتها علي مخاوفي قالت لي لا تخف لو أنهم استطاعوا النيل منك فإنني سأكمل الطريق فنحن بحاجة للقيام بهذا العمل من أجل ألا نعادي الذين آمل أن أنجبهم لله.
أما الإجابة التفصيلية.. فتعود إلي انتمائي إلي هذا البلد الذي نشأت فيه وإلي حبي للمبادئ التي عبر عنها آباؤنا المؤسسون وإلي ارتباطي العميق بالجمهورية الأمريكية التي تعد الجميع في كل مكان اليوم بالحياة والحرية والسعادة وتعود أيضا لتصميمي بعد 11 سبتمبر علي ألا أقف مكتوف اليدين بينما هؤلاء القراصنة يحولون هذه الجمهورية لحكم الكرة الأرضية.
هذا هو الهيكل العام لقصتي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.