أسعدتني عودة الطبيب الشاب مصعب أكرم الشاعر، من رحلة علاجه في ألمانيا والتي استمرت أكثر من عام ونصف العام.. وكان مصعب قد اصيب في احداث جمعة الغضب 82 يناير 1102 وامتلأ جسده بالعديد من الشظايا، وهو بذلك كان واحدا من زهرات شباب مصر الذين ضحوا بارواحهم ودمائهم دفاعا عن حق شعبهم في الحياة الحرة الكريمة، وكانوا نواة لنجاح ثورة يناير، التي ادخلت مصر عصرا جديدا، وعادت بها لتتبوأ مقعدها الذي تستحقه عربيا واقليميا وقاريا ودوليه.. فتحية لمصعب ولكل اقرانه من شباب مصر الواعي، سواء الذين نالوا الشهادة او اصابتهم الجراح فكانت اوسمة فخار علي اجسادهم، وكذلك الذين مازالوا يواصلون الجهاد والكفاح أيا كانت اتجاهاتهم السياسية، طالما انهم يتفقون ان مصر هي هدفهم الأساسي. ولن أنسي يوم ان انهمرت دموعي- والملايين غيري من المصريين - تأثرا بدموع الاب الدكتور اكرم الشاعر والد مصعب، وهو يتحدث عنه في قاعة مجلس الشعب في الاجتماعات الاولي عقب الانتخابات البرلمانية.. وشعرت معه بمشاعر الاب وهلعه علي ابنه مع الاحساس بالفخربه. ولكنني لن انسي ايضا صدمتي في الدكتور اكرم الشاعر، عندما وقف في نفس قاعة مجلس الشعب عقب الجريمة الغادرة التي راح ضحيتها »47« من التراس الاهلي واصيب المئات في مجزرة رهيبة باستاد بورسعيد، يستهزيء بدماء الشهداء التي لم تكن قد جفت بعد ومشاعر اسرهم المكلومة، ونسي آباء الشهداء بالرغم من المشاعر التي توحدت معه كأب حزين علي ابنه.. ونسي الشاعر انه نائب عن الامة كلها، ولم يتذكر سوي أنه نائب عن بورسعيد، فشارك في الحفل » الماجن« الذي اقامه مشجعو نادي بلده علي ارض ستاد بلده، احتفالا بقهرهم لمشجعي الاهلي، وظل طويلا يرقص ويهلل »واحد، اتنين ، تلاتة« بما لايناسب سنه ولا اصول مهنته ولا الجماعة التي ينتسب اليها.. ومنذ ذلك اليوم المشئوم ضاع مالدي من تقدير تجاه الرجل الذي باع كل شيء كان يجلب إليه تقدير واحترام المصريين وخاصة هؤلاء المنتمين والمؤيدين لجماعته، مكتفيا باعجاب »الغوغاء« الذين كانوا يرقصون ويغنون معه! وبالرغم من ذلك فإنني أهنئ الاب الدكتور اكرم الشاعر، علي شفاء وسلامة وصول ابنه وابننا جميعا الطبيب الشاب البطل مصعب.. واطالبه بإلا ينسي ابدا الشهداء الذين سقطوا في بورسعيد بايدي البلطجية والسفاحين، وساوي الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بينهم وبين شهداء الثورة، وأن يعترف بأنه اساء اليهم والي اسرهم التي تعاطفت معه من قبل. فهل يفعل؟!