بت ليلة الخامس والعشرين من أبريل أفكر في طريقة للاحتفال مع المصريين بذكري تحرير سيناء بعد أن قررت الدولة أن يكون اليوم عيدا، وردت علي خاطري طريقتان للاحتفال لكل واحدة منها سيناريو وعليّ أن اختار إحداهما، الأولي أن أتوجه في الصباح الباكر إلي أحد الميادين العامة ومعي علم مصر وصورة للرئيس السيسي ألوح بهما في الهواء وأنا أردد مع غيري من المحتفلين الأغاني الوطنية ولكني تساءلت هل جعلت الاحتفالات لتأييد الرئيس أم لإحياء ذكري غالية علي مصر كلها وهي عودة آخر شبر وحبة رمل في أرض سيناء الحبيبة إلي أحضان الوطن الأم بعد احتلال بغيض دام سنوات، وهل الغناء الوطني لأبطالنا من رجال القوات المسلحة وجيش مصر العظيم الذين يخوضون الآن حربا شرسة مع الإرهاب أم لأولئك الشهداء الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم في معركة الكرامة والتحرير في السادس من أكتوبر؟، وهل تكفي الأغاني الوطنية ورفع الأعلام لإعطاء أسود مصر حقهم؟. وجاءتني الإجابة سريعة علي لسان المتحدث الرسمي لقواتنا المسلحة في بيان عن تحقيق ضربة قوية وناجحة لأوكار الإرهاب قتلت ما يزيد عن الثلاثين إرهابيا من العناصر شديدة الخطورة وتدمير مخازن أسلحتهم ومخابئهم، واكتفيت بأن اقرأ الفاتحة علي أرواح شهدائنا الأبرار والدعاء للمرابضين بالنصر علي أعداء الوطن، وانتقلت إلي السيناريو الثاني وهو أن أتوجه مبكرا إلي نقابة الصحفيين لأنضم إلي فريق آخر خرج يحمل لافتتات الإعتراض وشعارات الرفض وحدثتني نفسي ربما أتتك فرصة عمرك لتكون مناضلا مشهورا فيتم القبض عليك وأنت ترفع شعارات ملتهبة وتصورك الفضائيات وأنت تصرخ بأعلي صوتك «مش هنسلم مش هنبيع مش هانوافق علي البيع» وربما تستضيفك الفضائيات في حالة عدم القبض عليك أو بعد الإفراج عنك بوصفة حقوق الإنسان السحرية لتظهر عنتريتك وتحلف بالطلاق أنك علي العهد باق وستظل مناضلا حتي آخر النهاية ولكن عليك بفضائيات «التكييش» التي تضع في يدك «عكمة « الدولارات، ولكن بقي السؤال المهم.. أنا سأخرج معترضا ولابد من شيء أعترض عليه، ولكن علي ماذا ؟! فكرت في الاعتراض علي الغلاء وضعف المرتبات ولكن ما علاقة ذلك بتحرير سيناء؟ . قلت أعترض علي سد النهضة لكنه في إثيوبيا ؟ قلت إذا أعترض علي إعادة جزيرتي تيران وصنافير للعربية السعودية ولكن هل لدي من المعلومات والدراسات ما يكفي للجزم بأنهما مصريتان وليستا سعوديتين ؟ وهل في اعتراضك نفع للدولة أم ضرر بها؟ واتخذت قراري أخيرا، وضعت الغطاء علي رأسي ونمت.