احتفل المصريون أمس ب«أحد الشعانين»، لم يكن الاحتفال مقصورا علي الأقباط، فقد شارك فيه الكثير من المسلمين بشكل تلقائي، بعيدا عن الشعارات سابقة التجهيز. حمل الجميع سعف النخيل مؤكدين ان الوطن واحد يحتفي بالجميع. ففي الغربية حرص مسلمون كثيرون علي شراء السعف واهدائه للأقباط الذين توافدوا علي الكنائس، لاحياء ذكري دخول السيد المسيح إلي أورشليم، وتكرر الامر ذاته في أسيوط.. حيث شارك المسلمون اخوانهم المسيحيين احتفالاتهم، وقدموا لهم السعف المرتبط بهذه المناسبة في اشكال علي هيئة قلوب، وتبادلوا التهاني الحارة. كما اقبل الاقباط علي شراء الملابس استعدادا لعيد القيامة المجيد، مما ادي إلي زيادة حركة البيع والشراء.. واوضح مايكل نبيل- طبيب- ان احتفالات احد السعف تقصر علي أداء الصلوات فقط داخل الكنيسة، بينما اشار ايفون لطفي- المتحدث الاعلامي للجنة العدالة والسلام بالكنيسة الكاثوليكية- إلي أن الاحتفالات تستمر لمدة اسبوع داخل الكنيسة، يتم خلالها أداء الصلاة والترانيم وهو ما يسمي بأسبوع الالام. واضاف صموئيل باقي صدقه- ان احد الشعانين، يعتبر رابع الاعياد الكبري في الكنيسة القبطية، واوضح ان الشعانين كلمة عبرية معناها «يارب خلص»، ومنها اخذت كلمة اوصانا باليونانية ومعناها خلصنا، ويشير إلي أن لهذا اليوم اسماء أخري منها احد الاغصان، او احد السعف، أو أحد أوصانا، واضاف ان كلمات العظة تضمنت الدعاء بالسلام والاستقرار لمصر الحبيبة وان تتجاوز المرحلة الحالية بسلام وتنطلق في مجالات التنمية التي يتمناها جميع المصريين، وان يقي الله شعب مصر كل المخاطر. وشهدت المنيا اقبالا شديدا علي شراء السعف من المسلمين والاقباط علي السواء، حيث حمله الجميع في الشوارع منذ الصباح الباكر، دون ان تستطيع التفرقة بينهم. فقد وقف حازم جلال عبدالله يشتري السعف، واكد ان مصر دولة لا تفرق بين المسيحي والمسلم، وقال: تربينا علي ذلك، وسنعيش علي ذلك. واضاف: احضر سنويا إلي هذا المكان مع صديقي انطونيوس، انا اصنع الساعات وهو يصمم الصلبان والنقوش القبطية الجميلة، واذا تصادف وكنت مسافرا في هذه المناسبة فإنني أشدد عليه ان يحتفظ لي بالسعف. ويوضح صموئيل ايوب «بائع»، انه يتم احضار السعف من قري مختلفة واعداد اشكال متنوعة من الضفائر والسنابل، وتتراوح اسعارها بين 5 و15 جنيها، واشار إلي أن النوع الأرخص هو الذي يضم السعف، والجريد دون توضيب.. اما الاغلي فهو الذي يتم تحويله إلي قلوب، أو صلبان. تكررت الصورة نفسها في جميع محافظات مصر، حيث حرص الكثيرون علي تأكيد ان الوطن واحد والنسيج متداخل. إعداد: قسم المحافظات