سهام القذف وتجريح الحكومة الجديدة لم تتوقف.. لأن أصحابها يتجاهلون عمداً ومع سبق الإصرار والترصد.. انها حكومة مظلومة ومغلوبة علي أمرها.. ورثت ديونا علي مصر بلغت تريليونا وحوالي 003 مليار جنيه.. وهذا رقم لم يستدنه حكام المحروسة علي مدي تاريخها.. ولا حتي في أيام الخديو اسماعيل الذي اتهموه ظلما بإفلاس مصر ورهن قناة السويس للأجانب! الحكومة الجديدة تتسول محليا بالاقتراض بأذون الخزانة.. وعربيا بجلب ودائع حكام بعض دولها وإيداعها بنوكنا لاستثمارها بفترة سماح مؤقت.. ثم دوليا بقروض ومنح آخرها قرض الصندوق الدولي الذي لا نعلم شروطه وقيوده وضغوطه وأعباءه المستقبلية! الحكومة ورثت أنقاض دولة دمرها الفساد وأوضح دليل علي ذلك ما قاله »عاموس يادين« رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية السابق في أكتوبر 0102.. بقوله »ان ما فعلته إسرائيل في مصر منذ عام 9791 من تخريب واختراق.. لن يجعل أي رئيس يأتي لهذا البلد بعد مبارك قادرا علي أن يصلح أي شيء!« التخريب الإسرائيلي الممنهج والمتكامل بدأ بالاقتصاد المصري بعد ربطه بمعونة أمريكية هزيلة استفاد منها رموز النظام.. وارتبط بها بيع القطاع العام ركيزة الاقتصاد.. للسماسرة من رجال الأعمال المصريين والأجانب.. من خلال صفقات مشبوهة.. تم فيها بيع الدجاج الذي يبيض موارد للدولة مثل شركات الاتصالات والاسمنت.. والفنادق.. والتوكيلات الملاحية ثم انتهي الامر بضياع حصيلتها في سراديب مجهولة لم تكشف أسرارها حتي الآن! الحكومة ورثت مطالب فئوية لا تتوقف بسبب الصراع المجتمعي الباحث عن العدالة الاجتماعية.. وهو نتاج نظام حكم انحاز إلي الأغنياء.. وهم الشريحة الأقل في مجتمعنا.. ومنحهم كل المزايا والتيسيرات بدءا من أراضي البناء في المناطق السكنية.. والصناعية.. وانتهاء بالموانئ والسواحل واستثماراتها الهائلة ودون ان تفرض علي أنشطتها ضرائب تصاعدية تتناسب مع حجم العائد والأرباح التي تحققه.. حتي يمكن استثمارها في إصلاح أحوال من وصلوا إلي حد الفقر! الحكومة الجديدة ورثت طوابير من البطالة لأن حكومات النظام السابق.. منعت التعيينات في الوزارات والهيئات والاجهزة الحكومية علي مدي سنوات.. ولم تضخ استثمارات في المشروعات الصناعية والتجارية الكبري.. بل انها تركت قلاع الصناعة تتعثر وتحقق خسائر.. وتتخلص من آلاف العاملين بها! الحكومة الجديدة ورثت مشاكل زراعية كبيرة.. بعد ان ذبحت الحكومات السابقة الزراعة.. وأنزلت المحاصيل الرئيسية من عرشها.. وسممت الأرض بالمبيدات المحظورة والممنوعة.. وتبنت سياسة الاستيراد افضل وارخص فخرجنا من أسواق التصدير.. وفقدنا عائداتها.. وأصيب الفلاح بكل الأمراض الخطيرة! الحكومة الجديدة ورثت أخطاء وخطايا تحتاج إلي تصحيح بمشرط الجراح لأنها تواجه فيه فلول وحيتان النظام السابق.. وفي مقدمتها إعادة تسعير أراضي الطريق الصحراوي الذي تحول من مشروعات استصلاح وزراعة إلي فيللات ومنتجعات سكنية حقق أصحابها الملايين ودخل خزانة الدولة ملاليم..! يأتي بعدها الأراضي التي تم بيعها في المدن الجديدة والمناطق الساحلية بمساحات بالأفدنة وبأسعار تصل إلي جنيهات إلي شركات عربية وأجنبية وبعض الحيتان من رموز النظام السابق.. فحققوا منها ملايين ولم تستفد خزانة الدولة إلا الملاليم! الحكومة الجديدة أمامها مشاكل أخري في علاج اخطاء جسيمة ارتكبتها مثل اصدارها حكومات الفساد قانونا في عام 5002 نصت في المادة 05 منه علي إعفاء أرباح المعاملات الاستثمارية في الأوراق المالية المقيدة بالبورصة من الضرائب وتلك أنشطة يقدر أرباحها بالملايين بل بالمليارات.. ويكفي ان نعلم انه لو تم بيع شركة اتصالات مثل موبينيل وهي مقيدة بالبورصة.. فسوف تخسر خزانة الدولة ضرائب بالملايين هي من حقها..! أيها السادة الحكومة الجديدة لا تملك عصا سحرية تنسف بها جرائم النظام السابق في مائة يوم!!