اسم اللوحة: الفتاة الوحيدة الفنان: إدوارد هوبر تاريخ رسمها: 1927 المدرسة الفنية : الواقعية الأمريكية هذه اللوحة الجميلة الموحشة للفتاة الوحيدة هي للفنان الأمريكي "إدوارد هوبر" (1882 - 1967) والتي رسمها عام 1927 وهي مثل لوحاته التي تصور وتلون جو الوحدة والوحشة وتضفي علي جو اللوحة نوعاً من الغربة وطبقة كثيفة من الهواء البارد الذي يغلف الأماكن والأشخاص بلمسة حزن تصيب المشاهد بشجن.. وكل شخوص لوحاته يرسمهم خارج البيت يلقيهم في أغلب الأحيان فرادي وحيدين في غرف في فنادق أو بارات أو محدقين في قطارات تمر أمام نوافذ غرفهم الفندقية أو في مكاتب ليلية في مدينة ساكنة أو في صالات استقبال الفنادق.. و يصور" إدوارد هوبر" غالب شخوصه ذوي وجوه هشة تكشف عن ضعف وحدتهم الداخلية ويؤكد علي هذه الهشاشة ضوء لوحاته الليلية الحزينة وخشونة الأثاث المحيط والرطوبة وانطباق الليل علي شخوصه مثلما نشاهد في اللوحة أمامنا هذه الفتاة الجالسة وحيدة ليلاً في أحد الكافيتريات العامة.. يمكننا من رؤية فنجان قهوتها الساخن وقبعتها ومعطفها استشعار البرد في الخارج وبرودة الوحدة داخلها.. مثلما تبدو صالة الكافيتريا الكبيرة الخالية من زبائن الليل باردة فالمدفأة إلي يسار الصالة أضأل من أن تذيب برودة المكان وبرودة الوحدة داخل الفتاة المنطوية الحزينة التي تنظر بحزن إلي لا شئ فعيونها ساقطة لكن ليس إلي فنجان قهوتها بل إلي ذاتها في الداخل وللأسباب التي دفعتها للجلوس وحيدة ليلاً في مكان عام والتي يبدو أنها غير معتادة علي الجلوس وحيدة. للوحة شجنها المستمد من المناخ العام ومن فراغ المكان ووحدة الفتاة ووحشة الليل لتبدو بشكل مجرد في قوة قطعة موسيقية حزينة وقوية ورائعة هذا برغم الخشونة المحيطة بالفتاة وبرغم ألوان اللوحة المبهجة إلا أنها لم تحل دون الإحساس بوحشة الوحدة حتي المنضدة والمقعد البني الثقيل الملتصق بالمنضدة الذي يدل علي أنه لم يغادره أحد تواً ولا ينتظر أحداً.. استطاع الفنان أن يدعونا للتعاطف مع شخوصه ففي لوحته نلاحظ قدرته الفذة علي كشف غموض النفس البشرية ولو لم يرسم علي وجهها تعبيراً مباشراً إلا أنه كشف بكل أدواته الفنية عن باطن النفوس الوحيدة المتعبة وأعطانا ما لم يدركه بصرنا في فيض من التفاصيل النفسية اللامرئية.. الفنان "إدوارد هوبر" درس في معهد نيويورك للفن ثم سافر إلي أوروبا وقضي خمسة أعوام في باريس دون أن يتأثر بالحركات الفنية الجديدة.. وطاف المدن الأمريكية والمكسيكية ليرسم لوحاته وبدأ إنتاجه يزداد غزارة وشعبية.