أبانا الذي في المباحث كيف تموت... وأغنية الثورة الأبدية ليست تموت أمل دنقل من قصيدته صلاة أرجو أن يسمح لي أخي المصري النبيل د. مصطفي حجازي اني استعير العنوان الرائع ده اللي كتب تحته مقالة عميقة ونفاذة نشرها في المصري اليوم من مدة، وعرّي فيها الأكاذيب اللي ماليه حياتنا، في كل جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لأننا أدمنا الهرب من مواجهة الحقيقة، وتصورنا إننا لما نكدب علي روحنا وعلي بعضنا ح نرتاح، والحقيقة المرة حتنزاح، ومن باب الكدب علي روحنا وعلي بعضنا اننا نسمي الأشياء تسميات ما تعكسش حقيقتها، وساعات كتيرة بعكس حقيقتها، نقول مثلا تنمية مستدامة، وهي في الحقيقة نمو لأرباح الرأسمالية المتوحشة علي حساب الفقرا، ونقول تحريك الأسعار واحنا بنرفع الأسعار ونزود الأعباء علي كاهل المواطنين، ونقول تعليم عام مجاني، وهوه لا تعليم، ولا عام، ولا مجاني !! ونقول ح نعمر الساحل الشمالي واحنا بنهدر عشرات المليارات كانت تكفي لإعادة إعمار الريف المصري كله ونخصخص بيها الساحل للأغنيا ونحرم الفقرا من بحر الله. وحالة التكاذب العام اللي بنعيشها، بتخلينا نعمل حاجات شبه الحاجات اللي بتعملها المجتمعات اللي عليها القيمة، بس مش هيه نفس الحاجات، بحسب النظرية الفكاهية اللي لاحظتها زمان أنا وصديق العمر الفنان صلاح السعدني وسميناها نظرية الشبهية، واللي انا كلمتكوا عنها من مدة في اليوميات دي، وبناء علي هذه النظرية الفكاهية بنقول مثلا إن عندنا كورة ودوري وكاس لكرة القدم، بس اللي يشوف مباريات الدوري في انجلترا أو اسبانيا أو ايطاليا، أو اللي يشوف مباريات كاس العالم، ح يكتشف ان اللي عندنا عك كروي يشبه كرة القدم من بعيد، وان معظم نجومنا ما يساووش نكلة في سوق الكرة العالمية، ومن مدة هرب من عندنا مدرب للفريق القومي، أظنه كان هولندي وكان اسمه والتراو، وسألوه : ايه رأيك في لاعب الكرة المصري، وقال : ما عندوش ثقافة، وما أظنش انه كان يقصد ثقافة كروية وبس، والأكيد انه كان يقصد ثقافة عامة حديثة، لأن من المؤكد ان الثقافة التقليدية اللي كانت ورا الكورة في عصر بيليه اللي بتعتمد علي المهارة الفردية والمراكز الثابتة، غير الكورة في عصر الكاتناشيو (القفل) الايطالي اللي بتعتمد علي احكام الدفاع وخطف جون، غير الثقافة الحديثة اللي ورا الكورة، من أيام الطاحونة الهولندية لعصر ميسي وبرشلونة، اللي بتوصل بالمهارة الفردية لأقصي درجاتها وتوظفها لصالح اللعب الجماعي والخطط التكتيكية. والفرق كبير ثقافيا كمان بين العزف المنفرد للتقسيمة في فرقة موسيقي شرقية، وبين العزف المنفرد في كونشيرتو بيؤديه العازف مع أوركسترا سيمفوني منضبط. وفي الحديث الشريف : «يظل المرء يكذب ويكذب حتي يكتب عند الله كذابا»، واعتقد ان هذا الحديث الشريف يصدق علي المجتمعات زي ما بيصدق علي المرء، بس انا باعتقد كمان اننا مش شعب كداب بالجملة، لأن شعبنا عارف المثل الشعبي : ان الكدب مالوش رجلين، وان بيت النتاش ما يعلاش، واعتقد كمان ان لحظة الصدق العبقرية اللي عاشها شعبنا في ميادين التحرير لمدة 18 يوم، بتقول لنا أد ايه الشعب العظيم ده بيعشق الصدق وبيحلم انه يسود حياتنا، خصوصا لما يحس ان البلد بلده وانه له كلمة في تقرير مصيره. والحقيقة ان العطب عندنا في النخب الحاكمة، وعلي رأي المثل : السمكة بتفسد من رأسها، ونخبنا الحاكمة بتموت في الكدب، وبتشوف ان كدب مساوي أحسن من صدق مبعزق، وبتتباهي بأكاذيبها ومشاريعها الاستعراضية الخايبة، ومش واخدة بالها ان الميه تكدب الغطاس، ومتصورة ان الذاكرة الشعبية قصيرة، وان الناس بتنسي، وبرغم ان الواقع كل يوم بيعري أكاذيبهم، إلا انهم مازالوا مصرين علي الكدب، ولا علي بالهم. فاكرين جهاز اللوا عبعاطي، جهاز الكفتة اللي فيه حجر مكي بيعمل معجزات وبيشفي من الايدز وفيروس سي، وكافة الأمراض والعلل، واللي طلع في الآخر زي شربة الدود اللي كان بيبيعها الحاج محمود في الموالد !! وفاكرين المؤتمر الاقتصادي اللي عملوا حواليه هليلة، وجابوا شركة علاقات عالمية تنظمه، واتصدرته نفس الوجوه اللي خربتها وقعدت علي تلها، من اللي استثمروا في التبعية والفساد والاستبداد، وقالوا ان ح يغرقنا في استثمارات لا أول لها ولا آخر، وكانت النتيجة صفر كبير فكرنا بصفر المونديال بتاع عبد الأحد جمال الدين. وفاكرين العاصمة الإدارية الجديدة اللي اتجاهلوا كل الدراسات العلمية اللي اتعملت خلال عشرات السنوات حوالين القاهرة ومشكلاتها، وقرروا انشاءها، وعملوا لها الماكيت قبل المؤتمر الاقتصادي بأسبوعين، وأسسوا شركة تشيل المشروع قبل المؤتمر باسبوع، وبعد المؤتمر هربت الشركة وباعت القضية، وما زالوا مصرين علي تنفيذ مشروعهم العشوائي الاستعراضي، وبيحاولوا يلبّسوه للصين !! آخر الأكاذيب اللي حاولت النخب الإعلامية تروج لها، حكاية الشاب اللي قالوا انه فاز في مسابقة عالمية لحفظ القرآن الكريم في ماليزيا، والإعلام احتفي به ورقص له بالصاجات، وبعدين طلع لا كان فيه مسابقة عالمية، ولا الكداب ده فاز بها، والحكاية علي بعضها كدب في كدب. ولّا حكاية الشاب اللي كرمه الريس في عيد العلم، علي أنه أصغر حاصل علي الدكتوراه من جامعات كندا، في إدارة الأعمال وتنمية الموارد البشرية، وطلع الواد علي شاشات التلفزيونات يجخ ويفتي ويحشر كلمتين بالانجليزي ف كلامه، آل يعني الواد عالم !!، وبعد أيام جرجروه من قفاه عشان يتحاكم بتهمة النصب، وطلع ولا دكتوراه ولا يحزنون !! وآخر الحكايات دي البيان اللي طلع من المنيا حوالين البيضة اللي منقوش عليها لفظ الجلالة، واللي فكرتني بصورة شاعت في أيام مبارك عن مجموعة أشجار في الغابة السوداء كأنها مع بعضها بتكتب لا إله إلا الله، وكأنها معجزة إلهية عشان الكفرة الألمان اللي ما بيقروش عربي يقروها ويعرفوا ان الله حق !، وايامها اتصل بي شاب من المنصورة واعترف لي انه هوه اللي عمل اللوحة دي !!. والحقيقة انا مش فاهم ايه أهمية مثل هذه الأشياء اللي ممكن تكون صدفة وحقيقية وممكن تكون لعبة مصنوعة، وهل احنا لسه محتاجين أدلة علي وجود الخالق سبحانه وتعالي، وليه التركيز الإعلامي علي مثل هذه الأشياء اللي لا تقدم ولا تأخر. في ظل هذه الأكاذيب والخزعبلات، أخشي أننا نؤسس المشروع الجديد عن مجتمع المعرفة بنفس العقلية الاستعراضية اللي بتقول ان كدب مساوي أحسن من صدق مبعزق، واللي لا بيحترم العقل ولا العلم ولا المعرفة. يا ريت نخبنا الحاكمة تبطل تكدب علي نفسها وعلينا، وتعرف ان الكدابين ح يروحوا النار. سلام مربع تعظيم سلام لوزير خارجيتنا المحترم اللي أعلن بعد لقائه لوزير الخارجية السعودي الأسبوع الماضي، ان مصر مع التسوية السلمية للمسألة السورية، في إطار الأممالمتحدة والمواثيق الدولية، وأننا ضد التدخل البري العسكري ضد سوريا، وده الكلام اللي أكده بعد كده الرئيس السيسي في خطاباته الأخيرة وفي مكالمته مع بوتين. لازم كل العالم يعرف ان الجيش الوطني المصري هو عماد الأمن القومي العربي، وانه مش معروض لا للبيع ولا للايجار، ومالوش دعوة ببعض الحسابات الخاطئة لبعض الأشقاء. وتعظيم سلام لشيخ الأزهر اللي أعلن في جاكرتا، ان الشيعة والسنة جناحين للاسلام، وان الأزهر سبق واعترف بالمذهب الجعفري مذهب خامس إلي جوار مذاهب السنة الأربعة، والعقل بيقول ان مفيش طير بيوصل لعلالي العلالي بجناح واحد، ولا بالصراع بين الجناحين، ويا ريت شيخ الأزهر يكمل جميله، وينقي مقررات المعاهد الأزهرية من اجتهادات المتسلفين اللي بتدعو للغلو والتطرف، وبتشكل الظهير الفكري لجماعات التكفير والإرهاب. وتعظيم سلام كمان لوزير خارجية لبنان جبران باسيل، بعد بيان حكومته صائب سلام لجبر خاطر السعودية ومصالحتها، طلع جبران يقول ان «اذا تعارض الاجماع العربي مع الوحدة الوطنية، فهو يرجح الوحدة الوطنية علي الاجماع العربي !!»، لأن الاجماع العربي - في الحقيقة - ساعات كتيرة بيبقي اجماع علي ضلال، وضد مصالح الشعوب العربية، خصوصا في الاربعين عاما الأخيرة، لما انكسر الحلم العربي، وانحسر المشروع الناصري، وخسرت مصر موقعها القيادي علي راس الجامعة العربية. بالاجماع العربي طردت مصر من جامعة الدول العربية، وبالاجماع العربي - والمال الخليجي - اندفع صدام لحرب ايران لغاية ما استنزف قوة جيشه، وفي ضل الاجماع العربي اسقطت أمريكا نظام صدام واحتلت العراق ودمرت جيشه، وفي ضل الاجماع العربي ضرب الناتو ليبيا ودمرها، وبالاجماع العربي طردت سوريا من الجامعة العربية. عندك حق يا جبران.. الوحدة الوطنية هي الضمانة الوحيدة لبقاء الأوطان. وتعظيم سلام للشعب المصري العظيم ورفضه الثابت للتطبيع مع العدو الصهيوني، وللجيش الوطني اللي ما زالت عقيدته القتالية ان العدو الرئيسي هو الكيان الصهيوني، واعتقد ان ده هو اللي كان ورا طرد عكاشة من البرلمان، لأن برلمان الكام وعشرين في المية خاف من العين الحمرا للشعب والجيش، برغم انه من المؤكد فيه كثير من النواب ما يختلفوش عن عكاشة في مواقفهم وقناعاتهم، لكنهم خافوا من غضبة الشعب والجيش وصوتوا علي طرده. والحقيقة ان حماقة عكاشة جات في وقتها، وسواء كان ارتكبها بدافع من عنجهية غبية، أو ان اللي بيشغلوه وبيستخدموه (باعترافه) دفعوه لارتكابها، فالحكاية كلها كأنها بالونة اختبار لموقف الشعب والجيش من العدو الصهيوني، وكويس انها حصلت في الوقت ده، لأن التسوية السلمية لاضطرابات الشرق الأوسط بتنطبخ اليومين دول علي نار هادية (وحامية أحيانا)، والدولة المصرية بتعيد النظر في تموضعها بين المحاور المتصارعة، لأنها مدعوة (هي والجزائر) للمشاركة في التسوية السلمية. منظومة الأمن والعدالة الحكم علي إسلام بحيري وفاطمة ناعوت واحمد ناجي بالسجن بقانون مخالف للدستور اللي بيقضي بعدم الحبس في جرائم النشر، وخروج محمد الظواهري في يوم تأكيد الحكم علي إسلام، وحالات الاختفاء القسري للعشرات، وامتلاء السجون والمعتقلات بحوالي اربعين ألف أكثرهم من شباب الثورة، وتقديم ثوار محمد محمود للمحاكمة، وتجاهل إقامة العدالة الانتقالية والقصاص للشهداء، ومهرجانات البراءة للفاسدين، والتراخي في استعادة الأموال المنهوبة، وتجاوزات الأجهزة الأمنية وعدوانها علي الحقوق والحريات، واللي قاله رئيس الوزراء من اننا مقبلين علي اتخاذ قرارات مؤلمة...إلخ... إلخ. كل ده بيأكد لنا ان منظومة العدالة والأمن بتعاني من خلل خطير، بينتقص من صدقية النظام ومشروعيته، وبيستنزف رصيد الأمل عند شعبنا، وح يعرضنا لاضطراب اجتماعي خطير، ويا رب سترك. أوراق قديمة في منتصف تسعينيات القرن اللي فات، شاركت بأشعاري في مسرحية «عالم قطط»، اللي كتب نصها الدرامي أحمد عبد الله، وأخرجها سمير العصفوري، وكانت الألحان لرفيق الحلم والمشوار : عمار، وده واحد من استعراضات المسرحية عن حفلة سمر ليلية للقطط : في ضلام الليل.. في سكون الكون تلمع في العتمة الكاتمة عيون يصحي فينا القط الشعنون وندوس علي أي نظام وقانون ياللا املوا الليل أحلام وجنون خلونا نكون... واصحوا لِلُّون ..................................... في ضلام الكون.. في سكون الليل تصحي قلوبنا.. نعشق ونميل والنسمة تسيل وتشيل مواويل وحياتنا تبقي حلم جميل يِنْفِتح المدي قدامنا.. بَرَاح ينزاح هَمّ جراحنا..ونرتاح وترفرف روحنا بألف جناح والعالم يبقي بريء وحنون ياللا املوا الليل أحلام وجنون خلونا نكون... واصحوا لِلُّون ..................................... فيها إيه لو تِشْتي سمانا فيران؟!! وسمك فضة ولولي ومُرجان ؟!! فيها إيه لو عشنا زي زمان ؟!! بِرَّاوِيّه وآخر خَبَلان ؟!! القط القط.. ينُط.. يفُط ويشُط..يعُط.. يعضّ.. يمط لا كآبته تحط عليه.. ويرُط ولا يِكبت شيء جواه مخزون ياللا املوا الليل أحلام وجنون خلونا نكون... واصحوا لِلُّون ..................................... إحنا ما احناش لا مؤاخذة بشر بني آدمين مين ؟ اسم الله !! فشر!! البني آدم ع الأرض نشر ظل كآبته.. وكَوِّش وحشر والفرق ما بين قط وإنسان إن الإنسان حيوان غلبان بَطّل يحلم.. وقبل يتهان وعايشها جبان في غباه مسجون ياللا املوا الليل أحلام وجنون خلونا نكون... واصحوا لِلُّون ..................................... كلنا جايين.. كلنا رايحين ولا عارفين من فين ولا علي فين !؟! يبقي نعيشها حلوين.. حُرِّين نتقاسم خيرها مع الجايين !! كلنا ح نموت.. سادة وألاضيش والعمر بحاله.. لحظة طيش اضرب راسك في الحيطة وعيش واللي يقول لك : طاطي..ملعون ياللا املوا الليل أحلام وجنون خلونا نكون... واصحوا لِلُّون .....................................