يقول إن اسمه يوسف وان شقيقته تدعي رحمة.. عمره لا يزيد علي 4 أو 5 سنوات عثر عليه عامل بورشة منذ ابريل الماضي ضالا علي كورنيش النيل بشبرا الخيمة. العامل وزوجته رفضا تسليمه لدار رعاية احداث خاصة بعد أن اكتشفا انه مريض بالسكر ويحتاج إلي رعاية خاصة. ورغم ذلك لم تنته رحلاتهما المكوكية بحثا عن أسرة الطفل التي لم تظهر حتي الآن وبقي السؤال هل يوسف اسمه الحقيقي؟ وهل تبحث عنه اسرته؟ ام أنه ضحية للتفكك الاسري وطلاق الابوين فأصبح كل منهما مشغولا بزواجه الجديد فهرب الطفل من جحيم الضياع عزيزي القارئ تأمل وجه الطفل البرئ الذي يتميز نحفة دم وطلاقة كبيرة ربما تعرفه وتضع نهاية لرحلة ضياع طفل برئ دموع هذا الطفل الصغير الذي لا يتجاوز عمره السنوات الأربع أو الخمس كانت كفيلة بلفت انظار الاسطي محمد حسن داخل ورشة الكاوتش التي يعمل بها علي كورنيش بشبرا الخيمة الذي اهتزت مشاعره لحالة الطفل فأستوقفه وبعد حوار سريع معه اكتشف انه ضل الطريق علي ما يتذكره الطفل ان اسمه يوسف وله شقيقة تدعي رحمة مؤكدا ان عنوان اسرته بمنطقة تسمي عزبة الصعايدة.. في نهاية اليوم اصطحب الاسطي محمد الطفل إلي سكنه سلمه لزوجته السيدة المصرية البسيطة أم مجدي ورغم رقة حالهما وخاصة أنهما والدان لاربعة أطفال فقد اعتبرا الوافد الجديد طفلهما الخامس لحين ظهور أهله.. في الصباح ومنذ 20 ابريل الماضي بدأت رحلة لم تتوقف حتي الآن لم تكن سوي رحلة البحث عن اسرة يوسف اكتشف الاسطي محمد وزوجته أن هناك اكثر من منطقة تحمل اسم عزبة الصعايدة في القاهرة الكبري لم يترددا اصطحبا الطفل إلي كل منطقة تحمل هذا الاسم في امبابة ومنطاي بشبرا ومسطرد وبشتيل وبهتيم ولكن للاسف كانت جهود البحث تنتهي دون طائل فلا الطفل يتعرف علي المكان أو يصل لاسرته ولا أحد من سكان هذه المناطق يعرفه بل انه ليس هناك طفل من ابنائها غائب أو مبلغ بغيابه. الاسطي محمد وزوجته سلكا الطريق الطبيعي منذ عثورهما علي الطفل الضال فقد ذهبا لقسم الشرطة للابلاغ علي أن تتولي الشرطة عملية البحث عن أسرته وتسليمه إليهم ولكن الحل الوحيد بعد تحرير المحضر هو تسليم الطفل وإيداعه إحدي مؤسسات رعاية الاطفال ولأنهما يعلمان حقيقة ما يدور عادة في هذه الاماكن فقد قررا ان يتحملا عبئا فوق طاقتهما وأن يحتفظا بالطفل ليضمنا له رعاية سليمة ويبقي امانة لديهم لحين ظهور أسرته وهذا هو ما توصلا إليه مع رجال الشرطة حيث قاموا بالحصول منها علي اقرار بذلك مع تحميلهما المسئولية اذا تعرض الطفل لأي مكروه. بعد أيام ورغم عدم ظهور أي بريق يقود لاسرة الطفل الذي يقدم نفسه باسم يوسف تظهر مشكلة كانت وراء تمسك اسرة العامل البسيط برعاية الطفل لقد اكتشفوا انه مريض بالسكر وهو ما كشفت عنه الفحوص الطبية التي اجريت له وقال الطفل ان امه كانت تعطيه حقنا بانتظام قبل تناول وجبات غذائه وخاصة أن معدلات السكر في دم كانت مرتفعة تجاوزت ال 300 درجة نتيجة عدم تناوله أدوية وكذلك عدم ملاءمة نوعية الطعام الذي يتناوله لمرضه. الاسطي محمد وزوجته ام مجدي احضرا يوسف إلي »أخبار اليوم« في محاولة جديدة للتوصل إلي أهله.. حوارات الجريدة معه وبالخبرة التي اكتسبناها من قصص اطفال تعرضنا لهم طوال السنوات الماضية يدفعنا لنشر قصته وصورته فربما تبحث عنه الاسرة ولا تجده رغم عدم وجود محاضر بغيابه وهو ما يثير الشكوك حول مصداقية رواية الطفل فربما يكون هاربا من المنزل بسبب عدم رضائه عن معاملة الاسرة له أو عدم تحقيق ر غباته كما يتمني كاملة.. وربما يكون هذا الطفل ضحية التفكك الاسرة بانفصال والديه وزواج كل منهما من آخر بحيث اصبح الطفل ضيفا غير مرغوب فيه بأي منزل فهرب ولم يجد من يسأل عنه.. صديقي القارئ ربما تكون أحد افراد اسرة هذه الطفل الذي يتميز بلباقة وحفة دم ملحوظة أو تكون أحد جيرانه فتساعده للعودة إلي احضان اسرته حتي يجد الرعاية الطبيعية للحفاظ علي حياته من مرض السكر. تري هل ننشر ختاماً سعيداً لقصة هذا الطفل الاسبوع القادم؟