هل تذكرون جورج قرداحي صاحب برنامج المسابقات «من سيربح المليون».. كان يضع المتسابق أمام ثلاثة اختيارات منها «الاستعانة بصديق».. وهذا ما فعله سعد الجيوشي وزير النقل عندما قرر الاستعانة بشركة خاصة والتعاقد معها لإدارة وتشغيل مرفق السكك الحديدية بعدما تأكد باليقين فشل قيادات الوزارة في النهوض بهذا المرفق الحيوي وإعادة الانضباط له.. فهل تفعلها وزارة الداخلية وتقوم بالاستعانة بقيادات جديدة تملك الحزم والحسم لإعادة تنظيم حركة المرور في شوارعنا ومياديننا التي أصبحت تعاني من فوضي وانفلات يصل إلي حد البلطجة في ظل غياب رجال المرور وعدم تواجدهم إلا داخل مكاتبهم المكيفة، تاركين مهمة التنظيم للمجندين وأمناء الشرطة الذين يكتفون بالفرجة!! إن حركة المرور الآن لا تسر عدواً ولا حبيباً وأزماتها ،مثل السكك الحديدية- تزداد تعقيداً يوما بعد يوم دون أن تكون هناك بارقة أمل.. حتي الإشارات الإلكترونية المصحوبة بكاميرات لضبط المخالفين والتي ساهمت بدون شك في ضبط حركة المرور حتي في غياب رجل المرور أصبحت معطلة وخارج الخدمة ولا تعمل بانتظام في معظم شوارع القاهرة.. يعني لا اشارات ولا رجال مرور فكيف بالله تنتظم حركة المشاة والسيارات؟! الفوضي المرورية لم تعد قاصرة علي شارع أو ميدان، فالكل في الهوا سوا حتي أصبحت قيادة السيارات مشكلة كبيرة تؤرق أصحابها اثناء السير أو عند محاولة العثور علي مكان انتظار.. واضرب هنا مثلاً بشارع الصحافة الذي كان يعد مثالاً للانضباط رغم كونه اتجاهين أيام وجود ضابط مرور اسمه عدلي قبل إحالته للتقاعد، اما الآن فقد تحول الشارع وتحديداً أمام مستشفي الجلاء إلي موقف للميكروباصات استباحت دمه لعدم وجود خدمات مرورية.. والسؤال هل تفعلها الداخلية وتلجأ إلي الاستعانة بصديق لتنظيم حركة المرور؟!