عندما نتابع موقف المملكة العربية السعودية الشقيقة الحاد والمتحمس ضد بشار الأسد رغم ما يسود سوريا الشقيقة من موت ودمار وتخريب يبرز العديد من الاستفهامات حول أسباب هذا الموقف الذي لم نتعوده من الاشقاء السعوديين.الشواهد والدلائل تقول انه قد يكون وراء هذه التوجهات السعودية رغبة في مساعدة الغالبية السنية في سوريا الشقيقة ضد استبداد النظام السوري العلوي.. ولكن هذا التحليل مردود عليه باستمرارية العلاقات القوية والودية بين المملكة وهذا النظام علي مدي سنوات دون أن يعكر صفوها شيء. إذا ما قبلنا تجاوزا بأسباب وتبريرات جنوح السعودية لمساعدة ثورة الشعب السوري ضد النظام الحاكم السوري. فلا جدال اننا سنشعر بالدهشة لما ترتب علي هذا الدعم والتأييد من فتح الابواب الخلفية لظهور التنظيمات الإرهابية المتطرفة علي الساحة السورية. ليس خافيا علي أحد ان جوهر سياسة السعودية يقوم حاليا علي التصدي لخطر مثل هذه التنظيمات التي اصبحت بعضها تنفذ اعمالاً تخريبية ضدها. في هذا الشأن فإنه لايمكن القول بأن السعودية يمكن ان تقبل بالتعامل أو مهادنة تنظيمات إرهابية يكون محور ايدلوجيتها المساس بأمنها واستقرارها بشكل مباشر أو غير مباشر. هذا الوضع الغريب لابد وان يكون وراءه العديد من التساؤلات والاستفهامات ويفتح الشهية للبحث من أجل معرفة أسباب ما وراء هذا التطور في الموقف السعودي. إن الشيء الذي يدركه الجميع ان ما تشهده سوريا من صراع مسلح دموي قد طال امده وأنه وفي ظل الاستقطابات والتوازنات الدولية أصبح لاحل له سوي بالتوافق السلمي الذي يضع في اعتباره ما يريده ويقدره الشعب السوري. بدي واضحا انه من الممكن اذا ما خلصت النيات.. التوصل الي حل متوافق عليه بمساعدة وتدخل من الاممالمتحدة. هذا الهدف لايمكن ان يتحقق إلا اذا آمنت جميع الاطراف المتورطة في هذا الصراع بضرورة ان يوقفوا تدخلهم ويرفعوا ايديهم وتسلطهم عن هذا البلد. لايجب الاستناد إلي الادعاء بالرغبة في مساعدة هذا الشعب بهذه الصورة التي تؤدي إلي استكمال عملية تحطيمه وتدميره وزيادة المعاناة من الموت والجوع والتشرد بحثا عن مأوي. ليس من سبيل لتحقيق هذا الامل الا اذا اتفق الجميع علي وقف الزج بالقضايا المذهبية والعرقية في هذا الصراع الدموي وقيام دولة مسئولة عن كامل الارض السورية تقوم علي التوافق الوطني. يبدو من التطورات التي تُصاحب الاحداث المأسوية السورية منذ البداية ان العقدة وجوهر المشكلة لايكمنان في الوقوف الي جانب تمرد الشعب السوري علي الاوضاع السياسية التي كانت سائدة منذ ما يقرب من خمسة عقود من حكم نظام عائلة الاسد العلوية الاستبدادي. الشيء المؤكد ان هناك حلقة مفقودة تتحرك في اطارها تلك الاحداث الدموية التي أصبحت ضحية لها دولة سوريا والشعب السوري بأكمله. حول هذا الأمر لايمكن ان يكون هناك دولة عربية ايا كانت تستهدف ضياع سوريا. إن ما تشهد به التطورات والاحداث يؤكد ان هناك موقفا خاطئا من جانب بشار الأسد ونظامه أدي إلي ان تتطور الامور وتتفاقم وأن تطول بآثارها الوطن السوري الذي يدفع الثمن غاليا.