للاسف هنالك مغالاة من بعض السياسيين بتصديق الإعلام والمبالغات التي تعتمدها واشنطن حول إرسال (الفرقة المجوقلة 101 وما تمتلكه من قدرات سحرية) لإنقاذ الوضع في العراق. فقط أريد أن أذكر أن عدد القوات الأمريكية في عام 2003 قد قارب المئتي ألف جندي في عملية احتلال العراق مع الذين تحالفوا معها وجاءوا بكل نخبهم وصنوفهم وترسانتهم... فهل قدروا علي تأمين أنفسهم وحققوا عملية (الحرية) التي طبلوا لها بتحرير العراق (من أهله!!!) لقد جروا أذيال الهزيمة عام 2011 وتحملوا آلاف القتلي وعشرات الآلاف من الجرحي والمعاقين ومن مرضي لعنة العراق. ورغم كل الحجج التي صاغوها واخترعوها في سياستهم وإعلامهم في خطورة أسلحة الدمار الشامل العراقية التي هددت الكرة الأرضية كلها بأكاذيب اعترف بها مجرمو الحرب بلير وبوش وزبانيتهم. وطبيعي أن يعترض من يعترض: إذاً ما الهدف ؟!! الجواب: بعد أن وصل العراق بسبب التطاحن والصراع الطائفي الذي أججته إيران وميليشياتها إلي مناداة البعض بالخلاص بسبب القسوة الرهيبة والتدمير الذي تعرضت له المحافظات الوسطي سواء من داعش ومنهجها الذي أدي إلي كارثة في المناطق التي احتلتها ولم تحافظ عليها ورفض سكان هذه المحافظات لها جملة وتفصيلا ومغادرة أغلب سكانها إلي منطقة كردستان أوالمناطق الآمنة لعدم قناعتهم بمنهجها وسياستها. أو بما رفعت وحرضت عليه في شعاراتها التي خلقت المبرر لإعلان المنهج الطائفي الذي دعمته إيران والذي وجد فرصته في هذه السياسة الرعناء فأدي إلي حملة تطهير عرقي دموي في ديالي وصلاح الدين ونينوي والأنبار وكركوك وبابل ومحيط بغداد ودمر البنية التحتية والمدنية ومقومات الحياة فيها فحملت أهل هذه المحافظات وزر سياستها التي لم تستطع أن تدافع عن وجودها نفسها. الأمر الذي قد يدفع البعض للقبول وللخلاص مما يتعرض أهل هذه المحافظات للقبول علي مضض بأية صيغة كما يروج الحزب الإسلاموي وبعض الأوساط المنتفعة للكيانات الفيدرالية والذي خلق أرضية تتوافق وهدف إعادة تشكيل العراق وفق منهج شرق أوسط جديد ذلك لأن مقومات الخطة الأمريكيةالغربية قد اختارت العراق أولا لوضوح التعدد القومي والديني والمذهبي فيه كمدخل للمنطقة التي تطحنها عمليات القتل والتهجير والتغيير التي مرت بمراحل العزل والتهجير وإشاعة ثقافة المنهج الطائفي حتي قبل الاحتلال عام2003(عندما أقامت ما سمي آنذاك بخطوط العرض لحماية الشيعة والأكراد كما زعمت) فقسمت العراق جوا إلي ثلاثة أجزاء. إذا تبقي المهمة الأساسية لهذه الفرقة الأمريكية التي يتحدثون عنها لمهمة محددة وهو انجاز هدف أمريكا في التقسيم الذي تحاول أن تستخدم الوضع المأساوي القائم لأبناء المحافظات الوسطي تحت أي مسمي كما يسعي له عرابه (جو بايدن ) نائب الرئيس الأمريكي.. بل ويحلو للبعض القول بأن هؤلاء المنقذين جاءوا لإزاحة القائمين علي سدة الحكم التي نصبوهم عليها.. إنه الوهم بعينه نعم من سيعارض سيزاح ويؤتي بغيره وإن تفاهمات قد جرت في إنجاز هذه المرحلة مع أطراف دولية (فرنسا وبريطانيا) وإقليمية و(دول عربية خليجية وإيران) لإعادة صياغة الوضع إلي الحال الذي يهدف إليه صناع السياسة الأمريكية والأوربية في العراق أولا ثم المنطقة وبتنسيق مع الدولة العبرية.